الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

YOU يكتب حروفًا بالدماء من أجل الوهم

«لأجلكِ أنتِ سأفعل أى شىء، سأواجه العالمَ لأصل إليكِ، فلن يمنعنى عنكِ أى مخلوق».. كلمات فى ظاهرها حب، حروفها تحكى قصة عشق، حكاية حياة أو موت، لكن تخيَّل معى لو يقصد قائلها كل كلمة حرفيًا دون مبالغة الشعراء أو تفانى الأحبة، أى أنه يُعلن عن استعداده لارتكاب أى شىء حتى لو وصل الأمر للقتل فى سبيل الوصول للحبيب، فهل يُسمَّى عندئذ حبًا أمْ هوسًا ومرضًا؟.



تلك الفكرة الأساسية التى يقوم عليها مسلسل (You) المأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتبة «كارولين كيبنس»، ويعرض بأجزائه الثلاثة على منصة نتفليكس. فكرة تجذب النساء على وجه الخصوص، فمَن منّا لا تحلم بفارس الأحلام الذى يحب ويعشق ويتحدّى أى شخص يقف فى طريقه حتى يصل إلى حبيبه، ذلك الحب الأفلاطونى كما يطلق عليه نراه فقط فى الدراما وأفلام ديزنى، لكن عندما يصل الأمر للقتل وارتكاب الجرائم فى سبيل الحب بالتأكيد يجب أن يكون هناك وقفة؛ لأن الحب تحوّل إلى هوس مرضى، مما يشكل خطرًا على الطرفين ويفسد المشاعر وقيمتها، لكنها فى النهاية فكرة جذابة لتصاغ فى عمل فنى يلفت الأنظار إليه بإيقاعه السريع وما يحمله من مفاجآت وقوة الحبكة فى جزئيه الأول والثانى على عكس الحال بالنسبة للجزء الثالث الذى افتقر إلى الأزمة التى تقوم عليها أحداث العمل، وبالتالى فلا أحد يبحث عن حل سواء شخصيات العمل أو المشاهد مما يخلق فتورًا تجاه أحداث المسلسل الذى خرج بطىء الإيقاع بلا حبكة ويعتمد كل الاعتماد على قاعدة جماهيرية كبيرة صنعها الجزئان الأول والثانى، لكنه محبط بالنسبة للمُشاهد، فمن أصر على استكمال حلقاته فذلك لأمله فى مفاجأة ما أو حدث يقلب الموازين ولكن بلا جدوى؛ خصوصًا مع تلاشى إحساس المُشاهد بالتعاطف مع البطل رُغم اعتماده بشكل كبير فى الأحداث على سرد الذكريات وأسباب كون البطل «چو» غير سوى ومآسى طفولته.

لذلك أصف هذا العمل بالسُّم فى العسل، فهو عمل سام للمجتمع ولأفكار لا قيمة حقيقية لها، ومصدر قوته الوحيد فى الجريمة والدماء؛ حيث يعتمد عليها فى الإثارة والتشويق الذى افتقدهما فى نسخته الثالثة، فإن كنت من محبى (You) فلن تستمر فى حبك له لو شاهدت الجزء الثالث، وإن كنت لم تشاهده من الأساس فلا سبب يدعوك لذلك.