الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الانتهاء من تجهيز 20 مركزًا للتبرع العام المقبل: 6112 تبرعوا بالبلازما و30 مليونا تفاعلوا مع المبادرة على منصات التواصل

فى إطار مبادرة رئيس الجمهورية للتصنيع والاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما، تحقق الحلم وبدأ المشروع، ليجد مرضى الهيموفيليا ومرضى أمراض الدم والأمراض المناعية حلًا للمشاكل التى يتعرضون لها والتى قد تصل بهم إلى الوفاة؛ حيث استقبلت مراكز البلازما 6112 متبرعًا من خلال 6 مراكز، ومن المقرر الانتهاء من تجهيز 20 مركزًا للتبرع بالبلازما خلال العام المقبل، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والجهات الدولية المعنية بهذا الشأن؛ حيث يضم كل مركز غرف تجميد لحفظ البلازما بسعة 18 ألف لتر، كما تعمل تلك المراكز بطاقة 99 جهازًا لفصل البلازما، ولاقت الحملة قبولًا واسعًا؛ حيث تفاعل 30 مليون شخص مع الحملات الدعائية على منصات التواصل الاجتماعى.



 

يعانى الكثير من المرضى من عدم وجود بلازما أو الأدوية المشتقة من البلازما، كما يعانى آخرون من عدم القدرة على دفع ثمن الدواء، كما تعانى المستشفيات من عدم وجود أجهزة تقنية لفصل البلازما وإعطاء المريض المشتقات التى يحتاجها، لذلك حرصت الدولة بقيادة رئيس واعٍ يشعر باحتياجات وظروف المواطنين، على حل هذه المشكلة من خلال أكبر مشروع قومى لفصل مشتقات البلازما فى الشرق الأوسط؛ حيث تسابق آلاف المتبرعين لإنقاذ حياة الكثيرين.

البلازما ومشتقاتها

يقول الدكتور محمد فطين، استشارى أمراض الدم ومدرس واستشارى الباثولوچيا الإكلينيكية بالقصر العينى، جامعة القاهرة: إن هذا المشروع مهم للغاية، ولا بُد أن نوضح أولًا ما هى البلازما، فالدم يحتوى على كرات دم حمراء مسئولة عن توزيع الأكسچين من الرئة إلى باقى أعضاء الجسم، أمّا كرات الدم البيضاء فهى مسئولة عن المناعة ومحاربة الميكروبات التى يتعرض لها الجسم، والصفائح الدموية وهى أجزاء صغيرة مسئولة عن تجلط الدم، وهناك مكونات أخرى مثل عوامل التجلط يحتاجها المريض فى حالة وجود جرح قطعى، كل هذا يوجد فى سائل اسمه البلازما. ولاستخلاص البلازما يتبرع المريض بالدم ثم يفصل الدم الأحمر عن البلازما التى تحوى المكونات الأخرى.

تكلفة باهظة

وأضاف فطين: إن عوامل التجلط بها 13 عاملًا ويوجد مرضى لا يحتاجون سوى عامل واحد أو عاملين من هذه العوامل مثل مرضى الهيموفيليا، كما أن هناك بعض البروتينات والهرمونات والأجسام المضادة موجودة بالبلازما، ولكنها تحتاج إلى تقنية عالية وأجهزة مكلفة جدًا لفصلها، فى حين أن بنوك الدم الموجودة لدينا لا تستطيع فصل هذه العوامل، كما أن هناك مرضى يحتاجون إلى عامل واحد من هذه العوامل، ولكن بنسبة كبيرة فيحتاج المريض أكياسًا كثيرة من البلازما لتعويض هذا العامل.

وأكد «فطين»، أن هذا المشروع يخفف التكلفة على المريض، كما يوفر الجهد والوقت الذى يبذله أهل المريض للحصول على البلازما أو مشتقاتها، فأصبح هناك مكان واحد معروف ومخصص للبلازما ومشتقاتها.

ويوضح أن جائحة كورونا كان لها الفضل فى تعريف الناس بالبلازما وأهميتها، ولكن الدراسات لم تثبت فاعليتها فى علاج الكورونا. ويحذر «فطين» مرضى فقر الدم والمناعة والأمراض المزمنة من التبرع بالدم، وكذلك من يتعاطون أدوية أو مخدرات، كما يشدد على ضرورة التبرع لمن هم بصحة جيدة حتى يتم تحقيق الاكتفاء الذاتى، وينصح بعمل حملات توعية بالإعلام والجامعات والأندية بأهمية التبرع.

حديثو الولادة

من جانبها أكدت الدكتورة هناء الجندى، أستاذ التخدير والرعاية المركزة، علاج الألم، مدير الرعاية المركزة بمستشفى عين شمس التخصصى، أن هذا المشروع كان حلمًا لنا من سنين والآن تم تنفيذه بطريقة مبهرة وتتم الاستفادة منه فى علاج المرضى بالرعاية المركزة؛ خصوصًا مرضى الكبد الذين يحتاجون إلى مشتقات البلازما، فمرضى الكبد والصدمات الدموية الحادة والجراحات المتقدمة فى الجهاز الهضمى والأطفال حديثو الولادة يحتاجون «الألبومن البشرى»، كما أن مرضى الأمراض المناعية والتهابات الأعصاب الطرفية يحتاجون إلى الـ(إى فى إى جى)، وهذا العلاج غالٍ جدًا وغير موجود بمصر فيتم استيراده، لذا فإن تصنيعه سيمثل نقلة كبيرة، كما أن مرضى الهيموفيليا يتعرضون للنزف حتى الوفاة نتيجة نقص العامل «8».

وأضافت «الجندى»: إن حالات «كورونا» العنيفة الذين يعانون من الالتهابات الطرفية يحتاجون الألبومن والـ(إى فى إى جى)، وقامت الدولة بهذا المشروع بتقنيات عالية جدًا بالاشتراك مع الشركات الإسبانية وتهتم أيضًا بالكوادر البشرية فتعمل على تدريبهم بكفاءة عالية، كما أن كيس الدم الواحد أو كيس البلازما ينقذ حياة أكثر من مريض.

فصائل غير بشرية

ومن جهته قال الدكتور عصام محمد بيومى، استشارى وأستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمى والكبد، جامعة عين شمس: انتظرنا هذا المشروع كثيرًا؛ لأن وجود البلازما ومشتقاتها مهم فى علاج العديد من الأمراض، فيوجد بالأمراض الروماتيزمية بعض المشاكل التى تستدعى غسيل بالبلازما فيتم تغيير بلازما المريض بالكامل وتعويضه ببلازما من الخارج، وعملية غسيل البلازما مهمة وغالية، وهذا ضرورى للكبار والأطفال أيضًا، كما أن وجود البلازما مهم جدًا فى الأمراض المناعية التى تسبب مشاكل فى الجهاز الهضمى أو الأعصاب أو الأطراف، فوجودها يضمن حل مشاكل أمراض الدم، أيضًا تكمن أهمية هذا المشروع للمستشفيات التى تزداد احتياجاتها من البلازما ومشتقاتها لإنقاذ العديد من المرضى بها.

فى السياق ذاته، يؤكد الدكتور جهاد فكرى، مدرس أمراض الدم بجامعة عين شمس، أنه مشروع ممتاز يخدم قطاعًا كبيرًا من البلد وخطوة إيجابية نحو صحة أفضل، وهناك أهمية لعوامل التجلط وفصلها؛ حيث يحتاج المريض أحيانًا مكونًا واحدًا من عوامل التجلط، ووجود كل العوامل دون فصل يؤثر بالسلب على المريض، وعوامل التجلط إما تُصنع معمليًا أو تُستخرج من البلازما، ودوليًا هناك مجموعة من عوامل التجلط 2، 7، 9، 10 مجهزة كل عامل على حدة، وعند حدوث سيولة يتم إعطاؤها للمريض، ولكن عندنا فى مصر كان من الصعب فصلها فيعطون للمريض جرعة واحدة، ما يسبب الضرر للمريض أو يتم شراؤها بمبالغ باهظة لأنها مستوردة، لذا فإن التصنيع المحلى والاكتفاء الذاتى يوفر كل المشقات.

ويطالب «فكرى» بضرورة التبرع حتى لا نضطر لأخذ هذه العوامل والأجسام المضادة الموجودة بالبلازما من فصائل غير بشرية، فنجد بعض الأجسام تتعارض معها ويعود عليها بالضرر.