الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هوليوود لا تزال مهتمة بقصة أميرة القلوب: سيرة «ديانا» أطول من عمرها

24 عامًا مضت على رحيل أميرة القلوب، «ديانا». ومع ذلك، لا تزال حياتها التى أثارت الجدل، ورحيلها الغامض محور حديث كثيرين حتى يومنا هذا. أمّا هوليوود فلم تهدأ أو تشبع بعد من عرض قصة حياتها، إمّا بشكل رئيسى، أو فى إطار قصة العائلة المالكة البريطانية، التى نالت مؤخرًا ما يكفيها من اتهامات وفضائح عُرضت بجرأة غير معهودة من قبَل صناع السينما؛ حيث كان أحدث عمل تناول تفاصيل القصر من الداخل، هو مسلسل (The Crown) أو (التاج) الذى أثار جدلًا واسعًا حتى الآن.



 

افتتحت شاشات العرض الكبيرة فى «الولايات المتحدة» أمس العرض الأول لفيلم آخر عن حياة الأميرة «ديانا»، وهو فيام (Spencer)، أو (سبنسر) المأخوذ عن سيرة ذاتية عن الفترة الأخيرة من حياة الأميرة، حينما قررت إنهاء زواجها من الأمير «تشارلز»، وترك العائلة المالكة البريطانية، وتحديدًا فى ديسمبر 1991، خلال عطلة عيد الميلاد مع العائلة المالكة، التى استمرت مدة ثلاثة أيام.

ورَد فى افتتاحية الفيلم أنه حبكة مستمدة من مأساة حقيقية. كما وصف مخرج الفيلم «بابلو لارين» أن القصة خيالية من حادثة واقعية عن قرار «ديانا» بإنهاء زواجها، حينما كانت فى احتفال بالقصر الملكى فى «ساندرينجهام»، مبرزًا المعاناة والقمع اللذين ابتليت بهما الأميرة خلال فترة طلاق وشيك.

وتظهر الأميرة «ديانا» فى أحداث الفيلم وسط عاصفة من التكهنات الإعلامية، حول زواجها من «تشارلز»، مع انتشار شائعات عن علاقاته، وصار من الواضح أن الزواج ينهار.

كانت أول جملة يسمعها المُشاهد من «ديانا» فى الفيلم، هى: «أين أنا بحق الجحيم؟!»، حينما تقود سيارتها بنفسها إلى «ساندرينجهام»، متجاوزة البروتوكول الملكى، لكنها ضلت الطريق بشكل ميئوس منه، لتصل متأخرة جدًا.

وركز الفيلم على مدى مُراقبة الأميرة بلا هوادة، واضطهادها من قبَل العائلة المالكة، وعلى رأسهم الأمير «تشارلز»، والرائد «أليستر جريجورى»، وغيرهما، ليتحول «ساندرينجهام» من قصر إلى متاهة بالنسبة لـ«ديانا»، التى تتجول فى أرجائه الفارغة كما لو كانت داخل فيلم رعب، ولا يهم أين تذهب أو ما تحاول القيام به؛ حيث سيكون هناك شخص ما لاستجوابها، أو إيقافها، وتظل تبحث عن حليف فى قلعة مليئة بالأعداء.

لنجد الأميرة تقول إنه مكان يسمع فيه الجميع كل شىء، حتى أعمق أفكارك، وفى كل زاوية يتربص الحضور الطيفى الهادئ للرائد «جريجورى». ويتم إبعاد أفراد العائلة المالكة عن الأنظار إلى حد كبير، ومن ثم يدرك المرء أن الرائد «جريجورى» هو الحاكم الحقيقى لهذا المنزل.

بطبيعة الحال، أرهقت الظروف المعيشية «ديانا» بأمراض عقلية مختلفة، أو أدت إلى تفاقمها، إذ يُملون عليها كيفية التصرف، وما اللباس المناسب لكل مناسبة، ومنعها من الخروج، وتُحرَم من إبداء أى رأى فى كيفية تربية أطفالها، وامتصاص كل ما تبقى من حياتها.

كما تُجبَر على ارتداء عُقد من اللؤلؤ، الذى يذكرها بخيانة زوجها، لأنه اشترى نفس الهدية لعشيقته، التى لم يُذكر حتى اسمها، فقط يلمحها المُشاهد واقفة خارج الكنيسة. ويبدو أن صانعى الفيلم تجنبا الخوض فى مستنقع الفضيحة والقيل والقال. كما ورد أنها تخيلت أن ترمى نفسها على الدرج، وتختنق بعُقد من اللؤلؤ.

ويُظهر الفيلم «ديانا» على أنها امرأة غير مستقرة عاطفيًا تؤذى نفسَها، كما شبهها المخرج بأنها نسخة معاصرة للملكة التعيسة «آن بولين» من القرن السادس عشر، مما يجعل «ديانا» تقول بيأس: «لا أمل بالنسبة إلىَّ، ليس معهم»، مدركة عدم مبالاة الأسرة المالكة بمحنتها ومدى اقتراب زواجها من الانهيار.

لا تعبر الأميرة عن سعادتها إلا عندما تكون حول أطفالها، وتظهر عاطفة عميقة.

بشكل عام، قدّم (سبنسر) الأميرة «ديانا» على أنها عالقة فى زواج بلا حب لرجل يخونها علانية، ولكن نظرًا لأنها واحدة من أفراد العائلة المالكة؛ فإنها لا تستطيع تركه، أو هكذا تعتقد، بأنها مسجونة فعليًا.

الفيلم من بطولة: «جاك فارثينج» الذى يجسد (الأمير تشارلز)، و«ستيلا جونيت» التى تلعب دور (الملكة إليزابيث الثانية)، و«ريتشارد سامل» فى دور (الأمير فيليب)، وتأليف «ستيفن نايت».

عرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان البندقية السينمائى الدولى فى دورته الـ78، فى 3 سبتمبر الماضى، ولاقى الفيلم ترحيبًا حارًا لمدة ثلاث دقائق فى عرضه العالمى الأول. كما حاز على إشادة واسعة من النقاد؛ خصوصًا أداء البطلة «كريستين ستيوارت» التى جسدت دور الأميرة «ديانا».

وعلقت مجلة «فوربس» على أداء «ستيوارت» بأن هذا الدور قد يدفعها إلى سباق الأوسكار لأفضل ممثلة. واتفق معها موقع «فاريتى» أن هذا الدور من المحتمل أن يرشح البطلة لجائزة الأوسكار.

على مَرّ السنين حاول الكثير من صناع السينما تصوير حياة الأميرة الراحلة على الشاشات الصغيرة والكبيرة، كما جسدت العديد من الممثلات دور الأميرة الراحلة، ومنهن: الممثلة البريطانية «إيما كورين» التى كانت أحدث من لعب دور «ديانا» فى الموسم الرابع من مسلسل (التاج)، وستتولى الممثلة «إليزابيث ديبيكى» هذا الدور فى الجزء الخامس من المسلسل المقرر عرضه فى 2022.

واشتهرت «ناعومى واتس» بتجسيدها الأميرة فى دور البطولة بفيلم (ديانا) الذى عرض عام 2013، والذى ألقى الضوء على علاقاتها مع الطبيب «حسنات خان»، ورجل الأعمال «دودى الفايد»، وهو فيلم مقتبس عن كتاب (ديانا: حبها الأخير)، للمؤلفة «كيت سنيل» الذى نشر عام 2001.

كما لعبت «جينيفيف أورايلى» دور الأميرة فى عام 2007، بفيلم (ديانا: الأيام الأخيرة للأميرة)، الذى ركز على السنوات الأخيرة من حياتها، التى أدت إلى وفاتها فى عام 1997.

فيما تولت «ميشيل دنكان» دور «ديانا» فى فيلم (مهما كان معنى الحب)، الذى عرض 2005، وتعمق فى علاقة الأمير «تشارلز» المبكرة بـ«كاميلا»، قبل أن ينضم إلى البحرية الملكية، بالإضافة إلى العديد من الممثلات اللاتى جسدن الأميرة الراحلة منذ التسعينيات حتى الآن.