الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأعمال الفنية ساهمت فى تغيير قوانين الأحوال الشخصية: قضايا المرأة تسيطر على الدراما

نجح مسلسل (إلا أنا) فى تسليط الضوء على العديد من القضايا التى تخص المرأة بشكل كبير، ولكن لم يكن هذا المسلسل الوحيد الذى اهتم بقضايا المرأة؛ حيث يوجد العديد من المسلسلات الأخرى أبرزها (ضل راجل)، الذى اهتم بقضية العنف ضد المرأة، و(اللى ملوش كبير) ركز على قضية النصب والاحتيال، و(الطاووس) الذى تناول قضايا الاغتصاب، و(زى القمر) الذى ناقش قضايا كثيرة مثل تأخر الزواج، ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة، وتدخل العائلات فى الحياة الزوجية، والمعاناة التى تتعرض لها الزوجة فى تربية أولادها بعد وفاة زوجها، ليصبح عام 2021 عام دراما المرأة بلا منازع.



 

> نتائج عكسية

من جهته يرى محمد أبوالسعد، أحد مؤلفى مسلسل (إلا أنا)، أنه كان يجب الاكتفاء بعمل واحد يتحدث عن قضايا المرأة؛ حيث انتشرت فى الفترة الحالية مسلسلات كثيرة تهتم بقضايا المرأة ومشاكلها، وكان من الأفضل أن تكون هناك مسلسلات أخرى تتناول قضايا الرجل وقضايا فساد المجتمع.. وغيرهما؛ لأنه عند زيادة الموضوع عن الحد المعقول يمكن أن ينقلب إلى الضد ويأتى بنتائج عكسية عند الجمهور.

ويضيف أبو السعد: إن مسلسل (إلا أنا) هو الذى بدأ مناقشة قضايا المرأة خلال الفترة الماضية، بعد ذلك ظهر عددٌ من المسلسلات مثل: (ليه لا)، و(زى القمر)، وقضايا المرأة كثيرة ويمكن أن تناقش من أكثر من زاوية.

ويؤكد أنه لا اختلاف فى وجهة نظر الكاتب عن الكاتبة عند تناول قضايا المرأة؛ لأنه إذا لم يتخلّ الكاتبُ عن نظرته الذكورية فى الكتابة؛ فهذا العمل لن ينجح ولن يظهر السيناريو بشكل واقعى وحقيقى.

> تغيير القوانين

من جهته يقول الناقد محمد زكى: إن مناقشة الدراما لقضايا المرأة يساعد على تغيير أوضاع كثيرة تخصها فى المجتمع؛ لأن أغلب الأعمال تساعد المرأة على تحقيق كيان خاص لها فى المجتمع، وتحصل حقوقها بشكل احترافى.

وينوّه محمد زكى، إلى أن فاتن حمامة ساعدت فى تغيير قانون الأحوال الشخصية، ما ساعد المرأة على أخذ حقوقها سواء النفقة أو الخُلع.. إلخ، وذلك من خلال دورها فى فيلم (أريد حلاً).

ويؤكد «زكى»، أنه حينما تتطرّق الكاتبة إلى موضوع أو قضية تخص المرأة فهى أول من يشعر بهذه القضية، وربما عاشتها فى يوم من الأيام فتخرج الفكرة إلى النور بمصداقية وواقعية متناهية، لكن هذا لا يمنع وجود بعض الكتّاب والمخرجين الذين تناولوا قضايا المرأة أيضًا.

> دور كبير

من جانبها تقول أستاذة علم النفس الدكتورة دعاء حجاب: إن الدراما التليفزيونية تلعب دورًا كبيرًا فى إلقاء الضوء على قضايا المجتمع، من خلال تقديم أعمال تضع يدها على قضايا حساسة ومهمة تمس كل شرائح المجتمع؛ حيث استطاعت أن تنقل للمُشاهد صوتًا وصورةً لواقعه ومشكلاته التى يعانيها، وهو ما حدث أخيرًا من خلال تقديم عدد كبير من الأعمال الواقعية؛ ليشعر المُشاهد بأنه جزء أصيل من الحكاية التى يشاهدها، وهو أقرب للصورة من أى وقت مضى، ما انعكس بشكل كبير من خلال ردود الفعل على الأعمال الدرامية التى تقدم على الساحة.

وتضيف «حجاب»: هناك شريحة كبيرة من الفتيات تعرضن لمشاكل فى المجتمع بسبب تأخر سن زواجهن أو لمشاكل ما بعد الزواج، فكل هذه القضايا استطاعت الدراما أن تلقى الضوء عليها، كما قدمت قضايا قد تكون غائبة عن المُشاهد مثل التركيز على بعض الأمراض غير المعروفة فى المجتمع، لتلقى الدراما الضوء عليها.

وتشير إلى أن الجانب الأهم هنا ليس فى طرح القضية، وواقعيتها؛ ولكن فى المحاولة الجادة والواضحة من صُناع الدراما لإيجاد حل لهذه المشكلات إمّا بعرض كيفية وطريقة التعامل معها أو إعطاء نصائح غير مباشرة للمُشاهد حتى لا يقع فى مثل هذه المسائل التى أصبحت تمس المجتمع بشكل كبير، وهناك علاقة تبادلية بين المجتمع والدراما، وهو ما يعكس تعاطى الفن مع الحياة؛ لنعيش خلال هذه الفترة مرحلة مهمة؛ حيث إن الفن لا يَسبح فى عوالم وهمية بعيدًا عمّا يعانيه المجتمع وما يمر به؛ خصوصًا أن القضايا التى يقدمها ليست قضايا خاصة؛ وإنما تهم كل بيت مصرى.

وتتابع «حجاب»: إن أعظم ما تقوم به الدراما أن تكون لمّاحة ترصد قضايا المجتمع وتحاول البحث عن حلول لها، ونلاحظ أن فيها نفاذَ بصيرة واجتهادًا شديدًا لكتّاب ومخرجين وصُناع الدراما وأمامهم الطريق ممهد لتقديم مزيد من القضايا التى تهم الأسرة والمجتمع، ونلاحظ أن القضايا الاجتماعية المثارة فى المجتمع وتركيز الضوء عليها بشكل قرَّبها من المُشاهد، فالدراما سلاح قوى جدًا لمحاولة إيجاد حلول لمشكلاتنا وقضايانا المختلفة.