الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الظاهرة تهدد مستقبل النشر الرقمى «السوشيال ميديا» ساحة مفتوحة للسرقات الأدبية والفكرية

انتشرت مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها من التطبيقات فاختلط الحابل بالنابل وتفاقمت جرائم السرقات الأدبية والفكرية، فى ظل غياب الضوابط التى تحمى إنتاج المبدعين من «السطو العلني» لأفكارهم وجهودهم، الأمر الذى تطلب إعادة تحديث منظومة الحماية الفكرية بالكامل، ولعل إعلان إدارة حق المؤلف بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتورة إيناس عبدالدايم مجموعة من الشروط والمتطلبات لحماية حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين تأتى فى هذا الإطار، كما تعددت القوانين والعقوبات الرادعة ضد لصوص المحتوى، الأمر الذى يعكس اهتمام الدولة بالبيئة الثقافية الصحية.



«روزاليوسف» طرحت القضية على مائدة البحث والنقاش، حيث أكد الخبراء والمختصون، أن ثقافة «السوشيال ميديا» الحالية رسخت فوضى سرقة المحتوى دون الإشارة إلى مصدرها.

وأوضحوا، أن جزءًا كبيرًا من المشكلة يكمن فى عدم معرفة أساسيات وقواعد الاقتباس الذى لا يصلح إلا بشروط وقواعد، أهمها إسناد الأجزاء المقتبسة لمؤلفيها، وهذا ينطبق على أى محتوى مطبوع أو مرئى أو مسموع.

وأشاروا إلى أن المجال الإخبارى هو أكثر المجالات تعرضًا لسرقة المحتوى، حيث تنقل الأخبار من مصدر إلى آخر، لدرجة أننا لا نستطيع معرفة مصدرها الرئيسى.

يقول الشاعر الغنائى أيمن بهجت قمر إن الموسيقى والسينما، من أكثر المضامين تعرضًا لسرقة المحتوي، وتتمثل فى مواقع الأغانى والأفلام، كما أن تغليظ العقوبات، وتطبيق الغرامات الكبيرة، وحجب المواقع فى حالة عدم الدفع، من شأنه أن يقلل  من انتشار سرقة المحتوي.

 ويضيف أن المستقبل الرقمى القريب سيشهد سيطرة على عمليات القرصنة وسرقة المحتوى الفني، خاصة أن مواقع التواصل مثل  «يوتيوب» و«فيسبوك» تحجب الآن المحتوى فى حالة سرقة حقوق ملكيته.

تؤكد د.رباب عبدالرحمن أستاذ الإعلام بكلية الآداب بجامعة حلوان، أن عدم معرفة أساسيات وقواعد الاقتباس أبرز أسباب ظاهرة سرقة المحتوى الرقمى، فالاقتباس لا يصلح إلا بشروط وقواعد، أهمها إسناد الأجزاء المقتبسة لمؤلفيها، وذلك ينطبق على أى محتوى مطبوع أو مرئى أو مسموع.

وتقول: إن الممارسات السلبية ناتجة عن عدم معرفة المستخدمين بقواعد المحتوى المنشور. 

وشددت على ضرورة التربية الإعلامية الرقمية لإرشاد المستخدمين وتوعيتهم بمبادئ وقواعد الاستخدام، وذلك حتى يكون المستخدم على علم بنوع المحتوى الذى يمكن استخدامه مجانًا، وفى ظل وجود ضوابط يطلق عليها «المشاع الإبداعى» الذى يعطى رخصة استخدام المحتوى. 

> إجراءات حماية

من جهته يقول الكاتب الصحفى علاء الغطريفى، رئيس التحرير التنفيذى لمجموعة أونا للصحافة والإعلام: إن ظاهرة سرقة المحتوى الرقمى تتعلق بثقافة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى، حيث إن المستخدم يكسر قواعد نسب المحتوى إلى مصدره الرسمى، ويقتبس الأفكار، والموضوعات، وذلك من أجل تحقيق التفاعل والشعبية، وحب الظهور فى صورة المثقف الواعى. 

ويضيف، أن المجال الإخبارى هو أكثر المجالات تعرضًا لسرقة المحتوى، حيث تنقل الأخبار من مصدر إلى آخر، حتى لا نستطيع معرفة مصدرها الرئيسى، كما أن المحتوى الرقمى هو الأسهل والأسرع فى الحصول عليه، واقتباس محتواه، وذلك لكون منظومة النشر الرقمى هى الأوسع انتشارًا.

وشدد على ضرورة تصحيح المسار، عن طريق كتابة حقيقة المادة المنشورة، وتحديد مصدرها، وذلك من أجل التقليل من انتشار هذه الظاهرة، ومن أمثلة ذلك الإجراءات الحمائية التى يتيحها الـ«فيسبوك» من خلال التعامل مع البلاغات المقدمة ضد سرقة المحتوى، والعقوبات القانونية التى ينتظرها سارق المحتوى.

> توعية غائبة

ويرى الكاتب الصحفى خالد البرماوى، أن ظاهرة سرقة المحتوى الرقمى قائمة على عدة اعتبارات أهمها عدم ترسيخ أنظمة التعليم فكرة أهمية المحتوى، والتوعية بالقيم المادية والمعنوية للملكية الفكرية، حتى يصبح المستخدم على دراية بحقوقه وواجباته فى منظومة النشر.

ويؤكد «البرماوى»، على دور الإعلام فى تعديل الاعتقاد الخاطئ بأن كل ما هو متاح مجانى، حيث يربط المستخدمون بين فكرة الإتاحة والمجانية، مشيرًا إلى أن الإنترنت ساعد على انتشار سرقة المحتوى بما يتضمنه من صور، فيديوهات، شعر، قصص، أخبار، وذلك فى ظل غياب الوعى والتعليم والوازع الدينى والأخلاقى. 

> التشابه والسرقة

من جهته يعتبر الكاتب الروائى أحمد الفرملاوى، أن نشر الكتاب لمؤلفاتهم على السوشيال ميديا وسيلة للنشر، واستطلاع تجاوب الجمهور، وذلك لمعرفة آرائهم فى المحتوى المنشور، كما أنها تعد خطوة مهمة للكتاب المبتدئين لمعرفة ذائقة الناس.

ويصف «السرقة الأدبية» بأنها ترتبط باقتباس أو محاكاة مباشرة لعنصر أساسى من عناصر النص، مثل الحبكة، أو الشخصيات غير المسبوقة، أو طريقة البناء والأسلوب، وإذا كانت الفكرة مقتبسة بأكملها دون معالجة مختلفة، فإنها فى هذه الحالة تصل إلى مرتبة السرقة الأدبية، أما إذا كان تشابها طبيعيا فهى لا تعتبر سرقة.

ويقول: إذا كانت هناك قصة قائمة على حادثة سيارة يموت فيها البطل، لا أستطيع أن أقرر بأن كل نص يحوى مشهدًا لحادث سيارة يموت فيه أحد الأبطال يعتبر سرقة أدبية، فالحوادث تحدث فى كل مكان ومن ظواهر الحياة، المهم هو طريقة معالجة القصة والبناء على هذا الحادث.

من جهته يؤكد محمد عبدالرحمن، رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم»، على أن مواجهة السرقة الفكرية أمر صعب تكنولوجيًا، لكن هناك إجراءات من شأنها تقليل سرقة المحتوى الفكرى الرقمى منها مخاطبة موقع التواصل الاجتماعى مثل «فيسبوك»، مؤكدًا على أن السوشيال ميديا سهلت على لصوص المحتوى الحصول عليه، وإعادة نشره.

وشدد على أن المحتوى الإبداعى لا بد أن يوثق من خلال الجهات الرسمية مثل الرقابة وإدارة حق المؤلف ورقم الإيداع، وذلك قبل نشره على مواقع التواصل الاجتماعى.

ويشير إلى أن سرقة المحتوى الأدبى هى الأقل انتشارًا وتكون عادة لروايات عالمية، بينما يحتل المرتبة الأولى المحتوى الصحفى.

> قوانين وعقوبات

وعن الجانب القانونى الذى يضمن حقوق ملكية المؤلف لمحتواه يقول محمد محمود المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة، وعضو الجمعية المصرية للتسوية الودية للمنازعات: إن القانون رقم  82  لسنة2002 يضمن حماية حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين، حيث تنص المادة 181 منه على أن «العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن شهر وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تجاوز عشرة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين» كل من ارتكب جريمة تدخل تحت بند السطو والسرقات الأدبية والفكرية.

ويضيف، أن القانون ينص أيضًا على أنه «فى حالة العود تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه، كما أن فى جميع الأحوال تقضى المحكمة بمصادرة النسخ محل الجريمة أو المتحصلة منها وكذلك المعدات والأدوات المستخدمة فى ارتكابها».

ويوضح، أنه يجوز للمحكمة عند الحكم بالإدانة أن تقضى بغلق المنشأة التى استغلها المحكوم عليه فى ارتكاب الجريمة مدة لا تزيد على ستة أشهر ويكون الغلق وجوبيًا فى حالة العودة فى الجرائم المنصوص عليها، كما.