الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى جولتها التاسعة بالعاصمة أثينا: القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص تعاون مثمر.. وأهداف مستقبلية

شهدت العاصمة اليونانية «أثينا»، الثلاثاء الماضى، انعقاد القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص فى جولتها التاسعة؛ وذلك فى إطار آلية التعاون الثلاثى بينها التى انطلقت عام 2014، وقد عكست القمة التزامًا متبادلًا بترجمة التوافق السياسى إلى حزمة من المشروعات المثمرة على أرض الواقع فى مختلف القطاعات، كما تم التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وجهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والفكر المتطرف، كذلك تم استعراض التطورات المتعلقة بسد النهضة.



استهدفت القمة الثلاثية البناءَ على ما تحقق خلال القمم الثمانى السابقة، وتقييم التطور فى مختلف مجالات التعاون ومتابعة المشروعات الجارى تنفيذها فى إطار الآلية؛ وذلك فى إطار تعزيز العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى دعم وتعميق التشاور السياسى بينها حول سُبُل التصدى للتحديات التى تواجه منطقتَىْ الشرق الأوسط، وشرق المتوسط.

وقد عُقدت القمة بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصى نيكوس أناستاسياديس.

 قمة ثلاثية مثمرة

تناولت القمة أوجُه التعاون بين الدول الثلاث فى إطار آلية التعاون الثلاثى؛ حيث تم التأكيد على نجاحها فى تكريس التشاور الدورى والتنسيق الوثيق حول الملفات الإقليمية والدولية، التى تؤثر على جميع شعوب المنطقة، كما عكست التزامًا متبادلًا بترجمة التوافق السياسى إلى حزمة من المشروعات المثمرة فى مختلف القطاعات، الاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية، فضلًا عمّا شهدته من تعاون مشترك خلال الآونة الأخيرة للتصدى للتحديات والأزمات الطارئة مثل حرائق الغابات، ومواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية لجائحة كورونا.

وقد تناول الزعماء الثلاثة المشروعات القائمة والمقترحة للتعاون فى قطاعات الطاقة، الغاز، الكهرباء، السياحة، النقل، الزراعة وغيرها، مع التأكيد على وجود آفاق واعدة لتعزيز روابط التعاون بين الدول الثلاث فى عدد آخر من القطاعات الحيوية كالبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخى. وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: إن القمة تطرّقت أيضًا إلى جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والفكر المتطرف؛ حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة الجهود المبذولة نحو تحقيق المزيد من التعاون فى هذا الصدد،  كما تم التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية. كذلك تم استعراض التطورات المتعلقة بسد النهضة؛ حيث شدد الرئيس «السيسى» على ما توليه مصر من أولوية قصوى لمسألة الأمن المائى وحقوق مصر فى مياه نهر النيل، باعتبارها قضية مصيرية تستوجب بذل جميع الجهود الممكنة للتوصل لاتفاق قانونى مُلزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة؛ خصوصًا فى ظل البيان الرئيسى الأخير الصادر فى هذا الصدد عن مجلس الأمن الدولى.

 محفل بالغ الأهمية

فى مستهل كلمته، أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن سعادته بالتواجد فى العاصمة اليونانية، مؤكدًا على ما تمثّله آلية التعاون الثلاثى من محفل بالغ الأهمية لتبادل الرؤى حول سُبل تحقيق مزيد من التطوير فى علاقات التعاون فيما بين الدول الثلاث وشعوبها، وتطويرها على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية، فضلًا عن التشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم فى تنسيق جهود الدول الثلاث لمواجهة التحديات الكبيرة التى يشهدها الجوار الإقليمى أو الساحة الدولية. مشيرًا إلى أن المثال الأحدث هو التعاون الإيجابى القائم حاليًا لمواجهة وباء «كورونا»، مع ما تمثله تلك الجائحة من تهديد غير مسبوق على صحة مجتمعاتنا.

 تعاون ثلاثى وأهداف مستقبلية

وأضاف الرئيس «السيسى» خلال مؤتمر صحفى أعقب القمة الثلاثية، إنه من هذا المنطلق؛ يأتى التزامنا بالعمل على تنفيذ وتكثيف المشروعات المنبثقة عن آلية التعاون الثلاثى فى جميع المجالات؛ وعلى رأسها قطاع الطاقة الواعد. مشيدًا بالتطور النوعى الذى تمثل فى التوقيع المهم على اتفاق ثلاثى فى مجال الربط الكهربائى؛ استكمالًا لما تم منذ أيام من إبرام اتفاقيتين لربط الشبكة الكهربائية فى مصر مع كل من اليونان وقبرص على المستوى الثنائى، وهو ما يُعد خطوةً تمهيدية تقرب من الهدف المشترك الذى تطمح إليه الدول الثلاث؛ ألا وهو الربط الكهربائى مستقبلًا مع بقية أرجاء القارة الأوروبية.

متابعًا؛ إنه من الأهمية أن تعمل الدول الثلاث للبناء على قوة الدفع هذه لإيجاد زَخم موازٍ؛ فيما يتعلق بمسعَى إنشاء خط أنابيب بحرى لنقل الغاز الطبيعى من حقل «أفروديت» القبرصى إلى محطتَىْ الإسالة المصريتين بدمياط وإدكو؛ تمهيدًا لتوريد الغاز المُسال من مصر إلى اليونان ومنها لاحقًا إلى كثير من دول شرق المتوسط، وربما كذلك لدول غرب البلقان ووسط أوروبا، الأمر الذى يتسق مع الطموحات الكبيرة التى وُلدت مع تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط بوصفه كيانًا يعوّل عليه من أجل حُسن التخطيط لمشروعات التعاون الإقليمى، ولتعظيم استفادة الدول الأعضاء فى المنتدى وشعوب المنطقة عمومًا من مخزون الغاز الطبيعى والثروات الهيدروكربونية فى البحر المتوسط.

 مناقشة للتطورات الإقليمية

وبشأن التطورات الإقليمية والدولية؛ وبالأخص فى منطقة شرق المتوسط، أكد الرئيس «السيسى» تجديد الدعم لمساعى جمهورية قبرص، وجميع الأطراف الدولية المَعنية من أجل إيجاد حل شامل وعادل للقضية القبرصية؛ استنادًا لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن ذات الصلة.

كذلك تم التطرق إلى الوضع فى ليبيا، قائلًا: «تمت مناقشة آخر التطورات فى هذا الملف، وتوافَقنا على ضرورة عقد الانتخابات المقررة فى ديسمبر 2021؛ وفقًا لخارطة الطريق التى أقرها أشقاؤنا الليبيون. وعن ملف الأزمة السورية، أشار الرئيس إلى تجديد الدول الثلاث دعمها لجهود المبعوث الأممى؛ بغية التوصل لتسوية سلمية على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ورفض محاولات بعض الأطراف الإقليمية لفرض الأمر الواقع عبر انتهاك السيادة السورية، ومحاولة إجراء تغييرات ديموغرافية قسرية فى بعض مناطق البلاد.

كما تناول الزعماء الثلاثة تطورات القضية الفلسطينية؛ وتم التأكيد كذلك على مساندة الدول الثلاث للبنان، واستعدادهم لدعم كل جهد يرفع المعاناة عن كاهل المجتمع اللبنانى، ويسهم فى تحقيق الاستقرار وتحسين الوضع الاقتصادى فى البلاد.

 جهود مصر بملف حقوق الإنسان

كذلك استعرض الرئيس «السيسى» المنظور الشامل الذى تتبناه مصر فى مقاربتها لأبعاد قضايا حقوق الإنسان؛ بما فى ذلك ضرورة مراعاة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتركيز على تحقيق نقلة نوعية فى جودة حياة الإنسان وتمكين الدول من توفير المناخ الآمن والمستقر الذى يمارس فيه المواطن جميع حقوقه المقررة بالدستور والقانون، مع ضرورة احترام خصوصية المجتمعات والشعوب.

 دور مصر فى ملف الطاقة بأوروبا

ومن جهته، قال رئيس الوزراء اليونانى: إن مصر تستطيع القيام بدور محورى فى ملف الطاقة الخاص بأوروبا؛ لا سيما فى ظل الأوضاع المضطربة فى سوق الطاقة. مشيرًا إلى أن التوقيع على اتفاقية التعاون فى مجال نقل الكهرباء؛ يهدف لتنويع مصادر الطاقة، ما يجعل مصر موردًا أساسيًا للطاقة الكهربائية الناجمة عن الطاقة الشميسة والتى سيتم مدها إلى أوروبا.

وأضاف «ميتسوتاكيس»، خلال المؤتمر الصحفى، إن بلاده تحرص أن تكون مصر واليونان وقبرص مركزًا للطاقة فى أوروبا. مؤكدًا أن لدى الثلاثى رؤى متوافقة حيال العديد من القضايا الإقليمية.