الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قائد القوات البحرية لـ«روزاليوسف»: الفريق أحمد خالد سعيد: قادرون على حماية حدود الوطن والحفاظ على حقوقه الاقتصادية

 احتفالاً بعيد القوات البحرية المصرية الذى يحل موعده فى 21 أكتوبر من كل عام تنشر روزاليوسف هذا الحوار مع السيد الفريق/  أحمد خالد سعيد قائد القوات البحرية والذى تولى هذه المسئولية منذ عام 2016 وحتى الآن ليحدثنا عن بطولات قواتنا البحرية والتى جرت أحداثها فى مثل هذا اليوم وسبب اختياره عيدًا لرجال البحرية المصرية، وأيضًا لاستعراض قدرات أسطولنا البحرى الحديث حاليًا.



 ما أسباب اختيار 21 أكتوبر عيدًا للقوات البحرية؟

إن يوم 21 أكتوبر 1967 هو يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة لقواتنا البحرية خاصة ولقواتنا المسلحة ولشعبنا العظيم عامة. 

إذ انتفضت فيه جميع أجهزة القوات البحرية حين تم رصد اقتراب أكبر الوحدات الإسرائيلية فى ذلك الوقت (المدمرة إيلات) تبحر داخل المياة الإقليمية المصرية فى جولة لاستعراض القوة صلفاً وغروراً، وعلى الفور اقتنصت القيادة السياسية والقيادة العسكرية واغتنمت الفرصة وصدرت الأوامر التى لطالما انتظرها جنودنا البواسل بتنفيذ الهجوم على المدمرة الإسرائيلية إيلات.

ففى هذا اليوم المجيد، يوم 21 أكتوبر 1967 تم تنفيذ هجمة بحرية مصرية مفاجئة ومباغتة بعدد (2) لنش صواريخ على المدمرة إيلات، وكانت الضربة قاصمة والمفاجأة كبيرة والتى دوت أصداؤها ليس فقط على صعيد الصراع العربى الإسرائيلى، وإنما فى جميع أنحاء العالم، وجاء الخبر مشئوماً على قوات العدو، برداً وسلاماً وعزاً وفخراً على قلوب جميع المصريين (تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات)، وكان للقوات البحرية المصرية السبق فى خوض أول معركة صاروخية بحرية فى العالم والتى أصابت العدو بارتباك وأذهلت العالم.

لتعلن القوات البحرية المصرية عن درجات استعداد عالية لتنفيذ المهام القتالية تحت مختلف الظروف وفى جميع الأوقات، وتنفيذ تكتيكات قتالية أدت إلى تغيير فى الفكر الاستراتيجى العالمى بتدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم بواسطة وحدات بحرية صغيرة الحجم.

 فى ظل التطوير، هل تم التعاقد على أنظمة جديدة فى ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح؟ وما مدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية بالبحر المتوسط والبحر الأحمر؟

فى ظل التحديات الخاصة بالأمن البحرى فى منطقة الشرق الأوسط وتعدد الصراعات الناتجة عن التغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والعربى كان قرار القيادة السياسية للدولة بتطوير القوات المسلحة المصرية بما يتناسب مع تقديرات دقيقة تتجه نحو المهام المستقبلية للقوات البحرية ضمن رؤية استراتيجية شاملة للحفاظ على الأمن القومى المصرى ودعم مطالبه، حيث سعت إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية وذلك بالتعاقد على أحدث الوحدات البحرية ذات النظم القتالية والفنية المتطورة من ضمنها امتلاك مصر لحاملات المروحيات طراز (ميسترال) والفرقاطات الحديثة طراز (فريم - جوويند - ميكو 200) والغواصات طراز (209 / 1400)، مما كان له الأثر على إحداث نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية وجعلها قادرة على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياه العميقة والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة كما ساهم ذلك فى التأكيد على الثقل الإقليمى لجمهورية مصر العربية وجعل قواتنا البحرية نقطة اتزان لاستقرار مسرحى البحر المتوسط والأحمر ومسارًا لا يمكن تجاوزه عند وضع الترتيبات الأمنية بالمنطقة.

 خلال افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية فى يوليو الماضى، رفع العلم على عدد من الوحدات المنضمة حديثا لقواتنا البحرية والتى تم بناؤها فى شركة ترسانة الإسكندرية وترسانة القوات البحرية بأيادٍ وسواعد مصرية.

حرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية فى جميع الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية، بضم قطع جديدة للأسطول البحرى المصرى من خلال الإحلال والتجديد للوحدات البحرية والتى تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التوازن العسكرى مع دول الجوار، التطور العلمى والتكنولوجى فى مجال التسليح، والقدرات الاقتصادية للدولة من خلال التصنيع المشترك للوحدات البحرية بترسانة الإسكندرية البحرية من (فرقاطات طراز جو ويند - ريبات - لنشات 28م) والذى يعتبر الخطوة الأولى على طريق النجاح، حيث تمكنت الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة من الشريك الأجنبى حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدٍ مصرية بنسبة 100 ٪.

 كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلى القوات البحرية وطلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات؟

سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى للقوات المسلحة، ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين، وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل (فنيًا - تخصصيًا - لغويًا - تدريبيًا ) ليكون قادراً على استيعاب التطور العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة وتسعى القوات البحرية للاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقرى للقوات البحرية حيث يتم توزيع ضباط الصف المتطوعين فى مراحل التأهيل والتعليم الأساسى على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة وطبقًا لقدراتهم الشخصية ويتم التركيز خلالها على التدريب النظرى والعملى من خلال المدارس المتخصصة فى العلوم البحرية لتأهيلهم فى المناهج التخصصية المتطورة والتى تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية احتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور فى منظومة التسليح البحرى العالمى من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين فى هذا المجال.

بالنسبة للضباط يتم تأهيلهم بدءاً من التقدم للكليات العسكرية حيث يتم انتقاء أفضل العناصر والتى تخضع للعديد من الاختبارات الحديثة والمتطورة بما فيها من اختبارات سمات وقدرات بالإضافة إلى الاختبارات النفسية المتطورة التى تؤكد على مدى استعداد وكفاءة الطالب لمواكبة الحياة العسكرية، ويتم تأهيل الضابط فى المراحل المختلفة منذ دخوله الخدمة حيث يخضع إلى أحدث نظم التعليم المتطورة والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة أثناء الدراسة، بالإضافة إلى اشتراكه فى معسكرات التدريب الخارجى التى تجعله ملمًا بأحدث النظم فى بحريات العالم وتدريبه العملى لفترات طويلة أثناء الإبحار على أحدث الوحدات البحرية المصرية.

وينتقل بعد ذلك الضابط إلى مرحلة التدريب طوال فترة الخدمة والتى تستمر منذ تخرجه، حيث يستمر تأهيله من وقت إلى آخر فى معهد الدراسات العليا البحرى بالإضافة إلى إيفاده إلى العديد من البعثات والمأموريات للتدريب التخصصى مع كبرى دول العالم لمواكبة التكنولوجيا المتطورة.

  ما الدور الذى قامت به القوات البحرية فى عملية تطهير أرض سيناء من العناصر الإرهابية؟

القوات البحرية، كفرع رئيسى بالقوات المسلحة المصرية وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية، تقوم بتأمين الأهداف الاستراتيجية/ التعبوية/ التكتيكية على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة كما تقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء، هذا الدور يتلخص فى عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية ومنع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمات أو سفينة مشتبه بها، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء.

وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع جميع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة.

اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية المصرية مع الدول المشاطئة، فما تلك الاتفاقيات وما أهميتها وفوائدها على مصر؟ وما الدور الذى قامت به القوات البحرية؟

حافظت الدولة المصرية على ثوابتها فى حماية حدودها وعدم التفريط فى أى جزء منها بكل السبل التى تتفق مع القواعد القانونية الدولية ذات الصلة والتشريعات الوطنية التى أسست الضوابط المنظمة لاتفاقيات تعيين الحدود البحرية.

أ- المكاسب التى حققتها مصر من الاتفاقيات:

(1)    أتاحت الاتفاقيات لمصر الانطلاق لاستثمار الثروات الطبيعية واستكشافات الطاقة فى المياه الاقتصادية الخالصة المصرية. 

(2)    فتح المجال أمام توقيع اتفاقات أخرى بين مصر وتلك الدول لاستغلال وجود موارد طبيعية مشتركة ممتدة بين المناطق الاقتصادية الخالصة مع تلك الأطراف.

(3) التأكيد على المصداقية والإرادة المصرية لإنجاز اتفاقيات تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة وفقاً لقواعد القانون الدولى ذات الصلة ومراعاة مبادئ حسن الجوار واحترام حقوق الدول المتجاورة مع مصر.

(4) تشكل الاتفاقيات مرحلة متقدمة لتعزيز التعاون الاستراتيجى المصرى مع تلك الدول، خاصة فى مجال التعاون المشترك فى ملف الطاقة ومنتدى غاز شرق المتوسط.

ب - دور القوات البحرية وأجهزة الدولة المختلفة للوصول لتلك الاتفاقيات:

(1) تقوم على أعمال التفاوض لجنة متخصصة من أفضل الكفاءات والخبرات فى هذا المجال من أجهزة الدولة المعنية وقد أدارت المفاوضات فى ظل دعم فنى وقانونى من الدولة المصرية.

(2) لدى القوات البحرية كفاءات فنية متخصصة فى تعيين الحدود البحرية تستخدم أحدث البرمجيات على مستوى العالم والتى لديها القدرةعلى التطبيق الفنى الكفء لقواعد القانون الدولى والممارسات الفنية والقانونية فى موضوعات تعيين الحدود البحرية أثناء مراحل التفاوض المختلفة.

ما الآليات التى اتخذتها القوات البحرية لمواجهة الموجات المتتالية لفيروس كورونا المستجد، وما تبعه من توزيع اللقاحات على جميع أفراد القوات البحرية؟

أصبح فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) هو التهديد الأكبر الذى يواجه الدول على مستوى العالم المتقدمة منها والنامية، لقد اتخذت القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة منذ بداية ظهور فيروس كورونا للحد من انتشاره واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية بجميع وحدات القوات البحرية التى من شأنها الحفاظ على الاستعداد القتالى والكفاءة القتالية للأفراد والمعدات والتصدى له باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية مع الحفاظ على تنفيذ جميع التزامات القوات البحرية والقيام بمهامها لحماية وتأمين مقدرات الدولة الاقتصادية وكذا الموانئ والأهداف البحرية الحيوية والخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البحرية على مدار الأربع والعشرين ساعة. اتخذت القوات البحرية عديدًا من الإجراءات للحفاظ على الفرد المقاتل، وكان أبرزها:

تطعيم نسبة 100 % من الضباط والدرجات الأخرى بالقوات البحرية بلقاحات فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).

تجهيز المستشفى بحيث يكون مجهزًا فنياً وإدارياً من حيث توافر الأجهزة الطبية والتعقيم. تخصيص قسم فى كل مستشفى به غرف استقبال وطوارئ للحالات القادمة للكشف أو الاشتباه. التأكيد على عدم الانسياق وراء أى شائعات أو حملات مغرضة يتم بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة.

 ما الكلمة التى يود السيد قائد القوات البحرية أن يوجهها لأبنائه من رجال القوات البحرية والشعب المصرى بهذه المناسبة؟

أوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالى لمستجدات المرحلة التى تمر بها بلدنا الحبيبة مصر للحفاظ على مكتسبات الشعب المصرى والحفاظ على الاستعداد القتالى العالى لقواتكم البحرية لتكونوا جاهزين فى أى وقت لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بحرفية وقوة وإصرار جديرين بثقة الوطن فيكم ومستحقين للقب خير أجناد الأرض.

وأبعث لشعب مصر الأبى العظيم رسالة طمأنينة وثقة بأن أبناءكم وأبناءنا من ضباط وضباط صف وجنود وصناع القوات البحرية مستعدون لبذل الغالى والنفيس وعلى أهبة الاستعداد للذود عن مقدرات مصر.