الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جولة لـ«روزاليوسف» داخل وكالة الفضاء ومرافقها للمرة الأولى فى مصر.. صناعة الأقمار الصناعية الكبيرة بأيادٍ وطنية

أعادت «روزاليوسف» فتح مََدرستها الصحفية العريقة لتدريب طلبة الجامعة وشباب الخريجين ضمن منحة تدريبية للعشرات منهم؛ وذلك سعيًا نحو خَلق جسور من التواصُل المهنى بين الأجيال، فلا بُدّ لكل جيل ـ كما هى عادتنا الراسخة فى مؤسَّستنا العريقةـ أن يُسلم الراية للأجيال الجديدة.



وفى هذا الملف نُقدّم باكورةَ الإنتاج الصحفى لبعض من هؤلاء المتدربين فى هذه الدورة التى تحمل اسم الراحل الكبير «إحسان عبدالقدوس»، فهم وإن لم يروا أستاذنا الراحل؛ إلا أنهم بالفعل أبناؤه وتلاميذه.

وليس الهدف من نشر هذه الموضوعات تشجيع المتدربين وإشعال روح الحماسة والمنافسة الحميدة بينهم فقط؛ ولكن أيضًا هى رسالة بأن الجيل الجديد قادر على الإبداع والتميز، فقط؛ هم بحاجة لمَن يمسك بأيديهم ويضعهم على الطريق الصحيح، ويقدم لهم خبرات مَن سبقوهم حتى يبنى كل واحد منهم كيانَه ويحقق نجاحَه الشخصى المتفرد. 

«روزاليوسف»

 

فى القاهرة الجديدة صرح علمى شامخ، تدشن مصر من خلاله عصرًا جديدًا فى مجال تكنولوجيا الفضاء، عبر بوابة «مدينة الفضاء المصرية»، التى تضم 23 منشأة مختلفة، من أبرزها وكالة الفضاء المصرية، التى تشهد حالياً تصنيع قمرين صناعيين أحدهما كبير الحجم يصل عمره الافتراضى إلى نحو 10 سنوات، وذلك للمرة الأولى داخل مصر، حيث يزن الأول 350 كيلوجراماً، والثانى 80 كجم، استعدادًا لإطلاقهما فى الفضاء العام المقبل من الصين، فى حين أن التحكم فى القمرين سيتم بخبرات مصرية من داخل مصر.

«روزاليوسف» اطلعت على خطوات صناعة وتجهيز القمرين الصناعيين داخل وكالة الفضاء المصرية، ففى السابق كانت تتم صناعة الأقمار واختبارها وإطلاقها بالخارج، حيث صنعت مصر أول قمر صناعى لها عام 2003 وتم تصميمه وصناعته فى أوكرانيا وكان يزن نحو 200 كيلوجرام وتمت إدارته وتشغيله لمدة سنة بخبرات أوكرانية، ثم تحولت الإدارة لمصر واستمرت لمدة سنتين ونصف السنة حتى انتهت صلاحية القمر.

وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى بدأ الاهتمام بالفضاء ضمن خطة التنمية المستدامة لمصر من خلال التعاون مع دول خارجية لمساعدتنا فى البناء والتجهيز بدلاً من صناعة وتصميم منتجاتنا بالخارج، إذ يتم استيراد المعدات من الخارج والعمل على صناعة وإنتاج أقمار صناعية فى الداخل بشكل كلى.

وجالت «روزاليوسف» على المعامل والمراكز المختلفة داخل الوكالة برفقة عدد من الفنانين الشباب، ضمن مبادرة «كويكب مصر وسبايسك» التى أطلقتها الوكالة فى شهر يوليو الماضى بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والجامعات المصرية، وتستهدف نشر ثقافة تكنولوجيا الفضاء فى المجتمع وترسيخ مفهوم دور الدولة فى تنمية قدرات الشباب. وتولى الشرح خلال الجولة مجموعة من المهندسين المختصين العاملين بالوكالة للتعريف بالمكان، ومراحل التصنيع والتجميع والتشغيل للأقمار الصناعية، حيث تمر الأقمار الصناعية بمراحل عدة قبل إطلاقها هى: التصميم، التصنيع، التجميع والاختبار، الإطلاق، التشغيل والتوجه، ثم مرحلة تحليل البيانات.

 مركز التجميع

انطلقت الجولة من مركز التجميع والتكامل واختبار الأقمار الصناعية «AIT» المسئول عن تجميع كل أجزاء القمر الصناعى وتكاملها لكى تعمل سويًا، واختبار القمر للتأكد من أداء مهمته بشكل سليم فى بيئته الفضائية، حيث تتم صناعة قمرين صناعيين حالياً وزنه. وفى مركز التجميع يجرى اختبار جميع مراحل التشغيل، حيث يضم المركز 7 معامل هى معامل البيئة الفضائية (الغرفة الحرارية الضخمة)، الاهتزازات الميكانيكية، التكامل الهندسى، التوافقية المغناطيسية، الحمولة الفضائية، اختبار الخلايا الشمسية، والتسريب الميكانيكى، ولكل معمل من هذه المعامل غرفة تحكم خاصة به لمتابعة النتائج ومراقبة الاختبارات.

 نظم الحمولة

أما المحطة الثانية فى الجولة فكانت فى معمل نظم الحمولة الفضائية المخصص لتطوير واختبار الكاميرات الضوئية المستخدمة فى الأقمار الصناعية لرصد الأرض، ويتم فيه اختبار الكاميرات المثبتة على متن القمر الصناعى والتأكد من قدرتها على التصوير بجودة عالية من مسافة بعيدة من الفضاء الخارجى على ارتفاع 400 أو 500 كيلو متر، وأنها ولا تتأثر بالاهتزازات.

كما يوجد بهذا المعمل مجموعة صغيرة تقوم على تصميم الكاميرات، حيث تم تصنيع أول كاميرا مصرية سيتم تثبيتها على هذا القمر المتجه إلى الفضاء، كما تم بناء تليسكوب لرصد الأقمار الصناعية والالتحام الفضائى باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعى.

 معمل البيئة الفضائية 

تلا ذلك زيارة معمل البيئة الفضائية الذى يضم نموذجًا مصغرًا للغرفة الحرارية تماثل الغرفة الحرارية الكبيرة فى مركز التجميع والاختبار ويتم فيه تنفيذ اختبارات البيئة الحرارية للأقمار الصناعية، لأن البيئة الفضائية تتميز عن الأرض بأنها فراغ أى أنه لا يوجد تقريباً جزيئات هواء، كما أن الضغط منخفض جدًا يصل إلى 1/100000 بسكال، مما يجعل درجات الحرارة مختلفة تمامًا عن الأرض فتصل درجات الحرارة إلى 150 درجة مئوية فى مواجهة الشمس بينما تهبط إلى -150 درجة تحت الصفر عند مواجهة القمر الصناعى للمنطقة المظلمة من الأرض.

وتتم محاكاة كل هذه الظروف داخل الغرفة الحرارية عن طريق مضخات سحب الهواء وتحويل الغرفة إلى فراغ مع تخفيض الضغط إلى 1/100000 بسكال وخفض درجات حرارة الغرفة إلى - 150 درجة عن طريق النيتروجين السائل وإعادة تسخينها مرة أخرى لتصل إلى 150 درجة مئوية من أجل محاكاة الظروف التى يتعرض لها القمر بالداخل واختبار أدائه والتأكد من كفاءته وجاهزيته الكاملة قبل إطلاقه فى الفضاء الخارجى.

 النموذج الهندسى 

أما معمل النموذج الهندسى فالغرض منه تقديم محاكاة حقيقية للقمر الصناعى من خلال اختبار يُعرف باسم (الاختبار التكاملى)، يستخدم فيه قمر مماثل للقمر الذى يتم إطلاقه تماما بكل تفاصيله باعتباره نموذجًا هندسيًا للتأكد من تكامل القمر، وهناك اختبارات تتم على النموذج الهندسى ولا تتم على القمر الحقيقى، حيث تعتبر فكرة النموذج الهندسى شرقية تتبعها كل من روسيا والصين فيما تعتمد دول الغرب مثل أمريكا على البرمجة وأنظمة الـ«سوفت وير» فى إجراء الاختبارات والتأكد من جودة الأقمار الصناعية قبل الإطلاق. وأكد المهندسون المختصون خلال الجولة، أنه لا مجال للخطأ، حيث يتم اختبار الأقمار الصناعية فى بيئة فضائية داخل الوكالة مجهزة بالكامل، وملائمة لبيئة الفضاء الخارجى لاختبار الأقمار والتأكد من أداء مهمتها بشكل سليم خارج الغلاف الجوى، حيث يتم العمل فى الوقت الحالى على صناعة قمرين، تجهز الوكالة لإطلاقهما فى الفضاء خلال العام المقبل.