حديث المدينة
مفيد فوزى
عندنا (ممثلون) وليس لدينا (نصوص)، وإذا كانت هناك نصوص، فإنها تفتقد الرصانة وغياب ألفريد فرج ولينين الرملى وكرم مطاوع.. وآخرين كتبوا تاريخا للمسرح المصرى.
المعارضة السياسية، مناخ وأسلوب وتقاليد وخصومة فى التوجه السياسى وليست خصومة شخصية.
نحن لا نجيد ثقافة الاختلاف. يأخذ الخلاف طعم «الشخصانية» فيضيع أصل الموضوع ويدخل فى سراديب نفسية.
حتى لو قال: هذا انطباعى، فهو رأى. ذلك أن الانطباعات قد تنضج إلى مستوى (المعتقد).
قلت للواء سمير فرج: أنت قد نلت تكريمك وأنت على قيد الحياة بصحتك وعافيتك.
نعمة من الله: لا يفصل كاتب من عمله بسبب مقال فى زمن السيسى، أقولها فى 15 أكتوبر 2021، ذلك أنى قد فصلت من عملى فى 15 أكتوبر 64 بسبب مقال عن السيد وزير الزراعة وقتئذ عبدالمحسن أبوالنور والد الأديبة الجميلة الرومانسية عائشة أبوالنور، فصلت لمدة 14 شهرا، وكم كانت التجربة قاسية.
سمعت مرة من عادل إمام عبارة جميلة تقول: سعادتى مهنية ستارة ترتفع وناس سعداء.
عندما نحب الكتب، نتأبط الكتب، وصلاح عبدالكريم النحات الكبير الراحل أحب خاماته (الحديد) فتأبطها بود لا مثيل له.
قال لى توفيق الحكيم وهو فى قمة الشيخوخة: متعة عجوز مثلى هى السكينة، وحياة جادة دون قدر ما من الهزل مزعج للغاية.
الأنظمة السياسية قد تتصالح، ولكن الشعوب لا تغفر. جروحها أطول تاريخا من سماحتها.
فى الوطنية، الإمساك بالعصا من منتصفها، ليس وطنية.
يظل الرأى العام يقظًا لقضاياه العامة، لا تلهيه حوادث عرضية أو متفبركة صناعة الأعداء.
كانت مقالات هيكل بصراحة: أفكار عبدالناصر بصياغة هيكل وإذا شملت حوارا مع الزعيم فقد حدثت، كان هيكل يتكلم كواحد من صناع الرأى العام. والكاتب الذى يخفى رأيًا قد يغضب الحكومة كاتب يخون الأمانة.
من خواطر إحسان
قلت رأيى ولم أكتمه. فإذا كتمته فهو السخط عليّ وأنا لا أحب أن أبدو ساخطًا!
رسائل
1
هل لك وجهة نظر فى أسلوب الترقى بين موظفى الدولة؟
«شذا كمال - مجلس الدولة»
- أعتقد أن الترقى بالإنصاف والمهارة والإنتاج الغزير وليس بعدد السنين!
2
كيف كانت روعة أغانى مرسى جميل عزيز لعبدالحليم حافظ؟
«ماهر صبور - معهد الموسيقى»
- مدى علمى أن حليم كان يحكى لمرسى جميل عزيز مواقف شخصية عاشها العندليب عاطفيًا!
3
ما مقياس الذكاء فى الإدارة؟
«صفاء رزق - كلية التجارة».
- القرار السليم فى الوقت السليم.
4
أى الأحزاب السياسية كان ينتمى لها محمد عبدالوهاب؟
وكان يقول أنا وفدى، صحيح؟
«سلمى جاسر - البحرين»
- كانت عبارته: أنا أغنى لكل المصريين لكنه كان ميالًا للوفد.
5
هل أنت لست من محبى محمد صلاح؟
«صمويل بشاى - محافظة قنا».
- بالعكس، أنا فخور به لكنى أعقب عليه عدم الاشتباك للحصول على الكرة وانتظار كرة قريبة من مرمى المنافس!!
6
هل لدينا ثقافة أحزاب؟
«نور فضالى - جامعية».
- عندنا ثقافة حزبية بالمفهوم القديم. لا بُدّ من إحياء ثقافة حزبية معاصرة.
على شاشتى
مهندس سميح ساويرس
الفرق بين نجيب ساويرس وشقيقه سميح ساويرس أن نجيب أعصابه عادية مثل عروق رقبته تنفر عند الغضب، أما سميح ساويرس المبتسم دائما المتفائل دائما، فأعصابه مغطاة بالحصافة والهدوء.
وسميح دبلوماسى يصلح كوزير مفوض فى إحدى الدول، حيث يصعب قراءة أفكاره! وحادث حريق ممشى الجونة مدبر فى هذا التاريخ فيما أظن وتم اندلاع نار الحقد قبل أن تنشب النيران فى أعمدة المبنى. لا بُدَّ أن نجيب انفعل بشدة كما وصفه والده ساويرس الكبير لى حين حاورته كان أنسى ساويرس يرى نجيب لا يتحكم فى أعصابه رغم اشتغاله بالسياسة والسياسة كلعبة الجوكر حيث يصعب قراءة ردود الأفعال.
لا أظن أن سميح انفعل بشدة، ولكنه غضب ويبدو أنه توقع نشاط حزب الكارهين للنجاح وتصرف بعقلانية. بهدوء. بحصافة. بتركيز.
وكان أن وقف بين العمال وقال: تحركوا...!
وفى وقت قياسى أزالوا الحريق ودخان الحقد وعاد كل شيء كما كان وضحك قائلا: فين الحريقة؟
هكذا تصرف (المهندس) سميح ساويرس وصار حريق الجونة خبرا لم يعش طويلا. لم يفتخر سميح ساويرس برجال ولم يزايد ولم يتهم بعروق نافرة ولم يهدد ولم يتوعد. بل تفاءل وحافظ على ابتسامته.
وتلك هى السياسة فى تجلياتها.
أزال معالم الحريق بسرعة مذهلة، عاد الممشى أنيقا. تمخطرت جميلات السينما فوق السجادة الحمراء، انتشر المصورون كالجراد الذى لايؤذى.
ونجح مهرجان مصرى فى وقائعه بفضل رجولة وسماحة سميح ساويرس.
