الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دور سياسى وتوجُّه تنموى.. المشروعات المصرية فى أوغندا

 التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة فى شتى المجالات، والوقوف إلى جانبها ودعمها لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة بما يحقق النفع والكسب المشترك.. بات خلال السنوات السبع الماضية أحد مبادئ مصر الراسخة فى شأن العلاقات مع دول حوض النيل على وجه الخصوص، ودول القارة الإفريقية بشكل عام.



> تنسيق استخباراتى وعسكرى

فى هذا السياق، شهدت العلاقات «المصرية- الأوغندية» فى السنوات الأخيرة حراكا واسعًا، عكسَ تنسيقًا استخباراتيًا وعسكريًا واضحًا، وتعاونًا كبيرًا فى العديد من المجالات؛ حيث وقّعت مصر وأوغندا حزمة اتفاقيات تعاون عسكرى فى عام 2019 لتعزيز التعاون الدفاعى المشترك، أعقبه اتفاق لتبادل المعلومات فى أبريل الماضى.

وفى يوليو وصل وفدٌ مصرىٌ رفيعُ المستوى من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالجيش إلى أوغندا، وبحث مع المسئولين العسكريين والحكوميين الأوغنديين التعاون المشترك الهادف إلى إقامة مشروعات تنموية مصرية فى أوغندا، الأمْرُ الذى يُعَد دون شك خطوة إيجابية فى الاتجاه الصحيح. 

> أقوى أجنحة الصقور فى ملف المياه 

لاسيما مع اختصاص أوغندا، التى تُعتبر أحد أقوى أجنحة الصقور فيما يتعلق بملف مياه النيل، بوضع متميز؛ فهى مجمع المياه الاستوائية، وموطن لأهم المشروعات المحتملة لزيادة الإيرادات المائية لنهر النيل. كما أنها ارتبطت دائمًا بعلاقات قوية مع مصر، إلى أن نجحت إثيوبيا فى جَرّها للتشدّد من خلال اتفاقية «عنتيبى». لكن ما بذلته القيادة السياسية الحالية من جهود خلال السنوات الأخيرة يؤكد أن القاهرة أصبحت تدير علاقاتها مع هذه الدولة بصورة أفضل بما يبعدها عن الكيد الإثيوبى ويفتح الطريق لمشروعات مشتركة كبرَى تحمل الخير للبلدين.

> المساهمة فى بناء سد أوين 

مصر لم تكن يومًا ضد التنمية فى دول حوض النيل؛ بل على العكس من ذلك فقد ساهمت فى بناء سد أوين بـ«مليون جنيه إسترلينى»، وكان الجنيه الإسترلينى وقتئذ تعادل قيمته جنيهًا من الذهب، وهذا يعنى أن القيمة الحالية لهذه المشاركة اليوم تتعدى حاجز 300 مليون دولار، وفى عام 1991، اتفقت مصر وأوغندا على إنشاء امتداد لسد أوين، وهو ما يُعرف بسد «كيرا»؛ بهدف زيادة توليد الطاقة الكهربائية. 

> الاستثمارات المصرية فى أوغندا

واليوم يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية مميزة وتعاون فى مجال إنشاء محطات مياه الشرب ومحطات رفع مياه الزراعة، وتساعد مصر أوغندا فى عدة مجالات مثل مشروعات التنمية والبنية التحتية وإدارة موارد المياه وحفر الآبار، بالإضافة إلى وجود المستثمرين المصريين فى مشروعات عملاقة فى أوغندا فى مجالات صناعة الأدوية ومواد البناء والطاقة والتعدين وشبكات الطرُق.

ووفقًا لبيانات هيئة الاستثمار الأوغندية، يوجد نحو 40 شركة مصرية مسجلة فى أوغندا تبلغ استثماراتها نحو 130مليون دولار أمريكى موزعة على قطاعات الصناعات الغذائية والبنوك والمقاولات والنقل والخدمات، وتتمثل أهم الشركات المصرية العاملة فى أوغندا فى «المقاولون العرب - السويدى- مصر أوغندا للأمن الغذائى - النصر للاستيراد والتصدير- بنك القاهرة الدولى فى كمبالا» عام1995.

وتتضمن الاستثمارات المصرية فى أوغندا كلاً من بنك القاهرة الدولى ومصر للطيران وشركة مانتراك (المملوكة لمجموعة شركات منصور)، والمقاولون العرب، وشركة النصر للاستيراد والتصدير، وشركة الأفارقة للتنمية.

ومن الاستثمارات المصرية الواعدة فى منطقة تجمع شرق إفريقيا شركة القلعة القابضة والتى بدأت الاستثمار فى شركة سكك حديد الوادى المتصدع «RVR» بمبلغ 150 مليون دولار أمريكى لتحديث خط السكك الحديدية من ميناء مومبسا الكينى إلى كمبالا عاصمة أوغندا ولتقليل تكلفة النقل وبالتالى تكلفة الإنتاج، وهو ما سيخدم الاقتصاد الأوغندى بشكل كبير جدًا. 

> بعثات تجارية

كذلك نظمت مصر مؤخرًا، بعثات تجارية إلى أوغندا ضمت البعثة الواحدة ثلاثين شركة مصرية من أربع صناعات حيوية واستراتيچية، هى: «الطباعة والتغليف والورق والكتب والمصنفات الفنية، الصناعات الغذائية، الصناعات الهندسية، الصناعات الكيماوية، مواد البناء» للاستثمار فى تلك الدولة الإفريقية التى تتميز كونها سوقًا مستهلكة من الدرجة الأولى.

من ناحية أخرى، لدى مصر عدد كبير من الشركات العاملة فى تنفيذ المشروعات الخاصة ببعثة الرى المصرية «مشروع إزالة الحشائش وميناء الصيد بمنطقة جابا». 

> الصادرات والواردات 

كما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية للسوق الأوغندية سنويًا لتصل حاليا لنحو 100 مليون دولار، بدلًا من 60 مليون دولار منذ 3 أو 4 سنوات.

فى الوقت نفسه لا تتجاوز قيمة واردات مصر من أوغندا 7 ملايين دولار تتمثل فى المواد الخام والشاى والقهوة والسمك، إلى جانب بعض أصناف الفاكهة مثل الأناناس والأفوكادو. والصادرات المصرية لأوغندا تتمثل فى عيدان وقضبان مدرفلة من الحديد والصلب وإطارات ومناديل ورق وفوط صحية وكحول أبيض وكيماويات بناء وبسكويت وحلويات وشيكولاتة وكراكات وقطع غيار آلات ومعدات وزجاج سيارات وزيوت معدنية وزيوت نفطية وأدوية ودقيق قمح وديوك ودجاج وكتاكيت عمر يوم واحد أو يومين.

ومضخات سوائل ومبيدات وأسمدة وفلاتر ترشيح وزيوت ومواد سائلة وأكياس بولى بروبيلين وصابون ومستحضرات تجميل وعطور وحنفيات وأدوات صحية وكميات من الملابس الجاهزة والأحذية.

وتعد أهم السلع الغذائية المُصدرة هى السكر، المكرونة، الخمائر، الأغذية المحضرة للحيوان، شيكولاتة، بطاطس مصنعة، محضرات أساسها الحبوب، زيوت الطعام، منتجات المطاحن، صلصة الطماطم، العصائر، المربی، الحلوى الجافة وغيرها من المنتجات، وتأتى أوغندا فى المرتبة 41 فى قائمة أهم الدول المستوردة للأغذية المصنعة مصريًا، وفقًا لبيانات تريد ماب التابع لمركز التجارة العالمية لمنظمة الأمم المتحدة فإن إجمالى واردات أوغندا فى عام 2020 فى جميع السلع بلغت8.3 مليار دولار، وتأتى مصر فى المركز التاسع عشر فى قائمة أهم الدول المصدرة إلى أوغندا فى 2020.

> مشروعات مصر فى كامبالا 

كما تتنوع المشروعات التى تقيمها مصر فى أوغندا، فمنها مشروعات الطرُق، مثل طريق «باليسا- كامنكولى» ٤٤كم وطريق «مساكا- بوكاكاتا» ٤٠كم، وطريق «باليسا- كومى» 67 كم.

ومشروعات القطاع الصحى، وتتضمن إنشاء وإعادة تأهيل مستشفى كايونجا وإنشاء مستشفى مولاجو.

وكذلك فى قطاع الإنشاءات، كمَبنى كلية التكنولوچيا بجامعة ‏ماكريرى، وتجديد المبنى الرئيسى لمقر الهيئة الوطنية لإدارة البيئة، وإنشاء مبنى هالا بلازا، بالإضافة إلى المقر الرئيسى لهيئة الحياة البرية الأوغندية، وتجديد المبنى ‏الرئيسى الخاص بالتأمينات الاجتماعية، والعديد من المراكز التجارية، والمنشآت التعليمية.

أمّا محور المشروعات وأهمها فيتمثل فى قطاع الموارد المائية؛ حيث قامت مصر بتشييد خمسة سدود لحصاد مياه الأمطار للاستخدمات المنزلية والشرب والرى، والحد من خطر الفيضانات إلى جانب مشروع مقاومة الحشائش المائية وحفر 30 بئرًا، ومشروعات تخفيف آثار ومخاطر الفيضانات فى العديد من المقاطعات الأوغندية. 

> مقاومة الحشائش المائية 

يُعتبر المشروع «المصرى- الأوغندى»  لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى من أنجح مشروعات التعاون الفنى الثنائى المنفذة فى دول حوض النيل، إذ تم إنجاز وتنفيذ أربع مراحل كاملة من خلال الشركات المصرية. 

وتم البدء فى المرحلة الخامسة من المشروع «المصرى- الأوغندى» لمقاومة الحشائش المائية بأوغندا عن طريق إحدى الشركات الوطنية لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى وتم سرعة الاستجابة للحكومة الأوغندية والتى تقدمت بطلب للمساعدة نتيجة ارتفاع مناسيب المياه ببحيرة فيكتوريا والتى أحدثت انسدادًا للتوربينات بسد نالوبالى نتيجة الحشائش المائية؛ فقد تم تنفيذ أعمال تطهيرات للحشائش المائية أمام السد للحد من هذه المشكلة، وقد أرسل المسئولون بحكومة أوغندا الشكر لمصر لسرعة استجابة مصر لحل هذه المشكلة. 

> مشروع بحيرتى كيوجا وألبرت

حيث ظهر نوع جديد من الحشائش المائية فى أوغندا Salvinia Molesta إحدى الحشائش المائية التى غزت النظم المائية فى أوغندا، وتشير التقارير أن هذا النوع من النبات منتشر على سواحل بحيرتى ألبرت وكيوجا، مما أدى إلى طلب الجانب الأوغندى المساعدة المصرية لمقاومة هذا النوع الجديد من الحشائش، وعليه تم الاتفاق مع الجانب الأوغندى على مشروع جديد تحت مسمى «إدارة الحشائش المائية بالمناطق الضحلة فى بحيرتى كيوجا والبرت»، وتم توقيع عقد المرحلة الأولى من المشروع فى فبراير 2018. 

> المياه والبيئة الأوغندية

وفى إطار التعاون الفنى الثنائى بين البلدين، تم توقيع بروتوكول التعاون الفنى الثنائى بين وزارة الموارد المائية والرى المصرية ووزارة المياه والبيئة الأوغندية فى 12 يناير 2010 لتنفيذ مشروعات تنموية تشمل:

توفير مياه الشرب لمواطنى المناطق القاحلة التى تعانى من ندرة المياه؛ حيث تم الانتهاء من تنفيذ 75 بئرًا جوفية فى المناطق البعيدة عن مصادر المياه فى المقاطعات المتفرقة فى أوغندا، كما تم ميكنة بئران من الآبار الجوفية باستخدام الطلمبات التى تعمل بالطاقة الشمسية، وقد تم الانتهاء من تجهيز الآبار بالطلمبات الشمسية وتسليمها إلى الجانب الأوغندى فى أكتوبر 2016. 

> إنشاء خمسة سدود

فقد قامت مصر بإنشاء خمسة سدود لحصاد مياه الأمطار فى خمس مقاطعات مختلفة فى أوغندا للاستفادة منها فى الاستخدامات المنزلية وشرب الإنسان والثروة الحيوانية والاستخدامات المنزلية. وتحتوى كل محطة على حوض للترسيب للتخلص من المواد العالقة وخزان للحصاد سعة عشرة آلاف متر مكعب (10.000م3) وحدتَىْ ضخ وغرفة لوحدات الضخ وخزانين عاليين من البلاستيك سعة الواحد عشرة أمتار مكعبة (10م3) وشبكة من المواسير مختلفة الأقطار ووحدات توزيع المياه وأحواض لشرب الماشية وسور بارتفاع 1,5 متر من الأسلاك الشائكة حول حوض التخزين والترسيب وغرفة وحدات الضخ والخزانات العلوية ومزود ببوابة رئيسية لدخول المعدات.

> التدريب وبناء القدرات

كما تم أيضًا عقد أربع دورات تدريبية فى المجالات المتعلقة بالموارد المائية والرى، مثل تصميم وإنشاء وصيانة سدود حصاد مياه الأمطار، إدارة المياه الجوفية، إدارة الموارد المائية، نظم المعلومات الجغرافية لما يقرب من 41 من الكوادر الفنية الأوغندية.

ويجرى الآن استكمال أعمال المرحلة الثانية من مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسى والتى تهدف إلى استكمال أعمال الحماية، علاوة على أعمال تنموية أخرى مثل تأهيل مآخذ لمياه الشرب والحفاظ على التربة من التآكل وحماية جوانب النهر وإنشاء شبكة رصد هيدرولوچى على مجرى النهر.>