الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زارت 7 محافظات .. وتقطع مسافة 1064 كم فى 19 ساعة داليا حسين فهمى: أول فتاة مصرية تقود دراجة بخارية

اسمها «داليا حسين فهمى».. فتاة شابة.. ليست ابنة النجم «حسين فهمى» كما قد يتبادر لأذهان البعض.. وحتى تبتعد عن المُضايقات تمامًا لقبت نفسها بـ«سندريلا»؛ خصوصًا وهو قريب من مجال عملها، وهو تصميم العرائس للأطفال منذ سنوات؛ حيث عملت فى بعض البرامج التليفزيونية للأطفال- كبرنامج «أستغماية» على القناة الثالثة بالتليفزيون المصرى فى عام -2009 بالإضافة إلى حفلات التوعية للأطفال. 



«داليا فهمى» قالت لـ«روزاليوسف»: «أنا بحب الموتوسيكلات من زمان جدًا، بل وأقودها منذ سبع سنوات».. ولهذا اتجهت إلى شغفى وهى قيادة الموتوسيكلات- أى الدراجات البخارية- وكان السبب الأساسى هو فيروس كورونا، الذى أوقفنى عن العمل لفترة طويلة فى مجال العرائس، ففكرت أن أتجه إلى ما أحبه وهو قيادة الموتوسيكلات؛ خصوصًا أننى كنت أقود الأسكوتر من قبلها؛ بل قمت بتأسيس أكاديمية لتعليم الآخرين قيادة الأسكوتر والموتوسيكلات، وبعد انتهاء الدورة عادةً ما أقوم بتنظيم رحلات لقيادة الموتوسيكلات مع المبتدئين ليُطبقوا بشكل عملى ما تعلموه؛ بل مواجهة الأخطاء فى قيادة الموتوسيكلات على الطرُق». 

سألناها : «ألم تخافى من اتخاذ هذه الخطوة وقيادة الموتوسيكلات فى شوارع مصر؛ خصوصًا وقد ينظر البعض لكِ كونك فتاة تقوم بأمر غير معتاد على مجتمعنا على حد قول البعض؟».. ردت «داليا فهمى»: «لم أخَف بتاتًا من تلك الخطوة لأنى كنت متحمسة لها، بالاضافة إلى حبى للموتوسكيلات».

أكدت «داليا فهمى» أنها- وعلى غير المتوقع بالنسبة للبعض- لم تتعرض لأى مضايقات فى الشوارع المصرية؛ خصوصًا كونها فتاة تقود الموتوسيكلات.. تضيف «داليا فهمى» : «المواقف كلها إيجايبة؛ بل وجدت تشجيعًا من البعض، مثل راكب ميكروباص وسّع لى الطريق ذات مرة، وقال لى فرحًا: بسم الله ما شاء الله»!. 

كما لم يخلُ الأمْرُ من مواقف كوميدية تعرضت لها «داليا فهمى» مثل أن راكب دراجة بخارية صينية يعمل كـ Delivery طلب منها شد الموتوسيكل الخاص به- بعدما تعطل منه على الطريق- حتى توصله إلى أقرب محطة البنزين!.

كانت «داليا فهمى»- أو «سندريلا»- فى العام الماضى لاحظت فى عيد ميلادها أن بعض أصدقائها الذين يقودون الموتوسيكلات- أو Bikers بالمصطلح المُتعارف عليه بين الذين يقودون الموتوسيكلات- قد أتوا لها من الإسكندرية وبورسعيد بالموتوسيكلات للاحتفال معها بعيد ميلادها.. لهذا فكرت «داليا فهمى» بالقيام بتحدى من نوعٍ آخر، وتواصلت بالفعل مع موسوعة «جينيس» أو Guinness World Records لتسجيل فكرتها وهى أن تقود لمسافة طويلة من خلال الموتوسيكل لتزور عددًا من محافظات مصر للاحتفال بعيد ميلادها، وفوجئت «داليا فهمى» بأن إدارة الموسوعة طلبوا منها مبلغ 10 آلاف دولار، وأن يكون هنالك مراقبون أجانب، بالإضافة إلى شروط أُخرى وجدتها صعبة بالنسبة لها.. لهذا تنازلت «داليا فهمى» عن حلمها بتسجيل ما ستقوم به من خلال موسوعة «جينيس»، وآثرت التسجيل فقط من خلال كاميرا بسيطة، وتوثيق ذلك عبر صفحتها الشخصية على Facebook.. وبالفعل فى عيد ميلادها قامت برحلة من خلال الموتوسيكل لتزور سبع محافظات فى مصر.

تُكمل «داليا فهمى» قصتها: «كنت أريد أن أطفئ شمعة عيد ميلادى طوال اليوم فى كل محافظة من المحافظات المصرية السبع، وكان معى 7 تورت- جمع تورتة- للاحتفال بعيد ميلادى فى كل محافظة منها.. هذا بجانب طعامى وشرابى.. كنت أحرص- طوال الطريق- أن أشرب وآكل أشياءً خفيفة تمدنى بالطاقة- مثل التمر- والأكلات خفيفة حتى لا أضطر أن أدخل إلى دورات المياه بكثرة؛ خصوصًا وأنا أقود لمسافة طويلة، كما أننى كنت أخاف من فيروس الكورونا، لهذا كنت أحرص على تقليل دخولى لدورات المياه فى الاستراحات التى أصل إليها بين الطُرُق». 

«داليا فهمى» تُكمل روايتها: «تحرّكتُ من منزلى فى القاهرة الساعة 4 فجرًا حتى وصلت إلى الإسكندرية الساعة 7 صباحًا، واحتلفت بعيد ميلادى مع مجموعة من الأصدقاء الذين يقودون الموتوسيكلات أيضًا، ثم اتجهت بعدها إلى عدد من المحافظات على النحو الآتى: دمياط، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس.. وفى السويس قابلت Bikers من طنطا.. بعدها اتجهت إلى العين السخنة والزعفرانة، وكنت أنوى أن أقود الموتوسيكل فى طريق الجلالة لإطالة المسافة، لكن بسبب شدة الرياح قررت أن أعود إلى القاهرة من ذات الطريق، وهذا ما وفّر 40 كم فى المسافة التى خُضتها.. قُدت لما يُقارب 1064 كم فى 19 ساعة.. وببحثى الخاص- وبسؤال الكثيرين- اكتشفت أننى أول فتاة فى مصر والدول العربية أقود من خلال الموتوسيكل لتلك المسافة الكبيرة فى سبع محافظات، وعلمت أن هنالك أُخريات قمن بذات الأمر، لكنهن خارج الشرق الأوسط».

كان سؤالنا الأخير لها: «ما رسالتك لكل فتاة أو امرأة ترغب فى اتخاذ الخطوة نفسها لكنها تخاف أو مترددة بعض الشىء؟».. «داليا فهمى» أجابت: «أقول لأى فتاة أو امرأة ولنساء مصر جميعهن: إحنا مش بنعمل حاجة غلط ولا نؤذى أحدًا.. يبقى ليه لا؟!.. برأيى هى خطوة مهمة جدًا للنساء المصريات؛ بل إنها طريقة عملية لحل مشكلة غلاء البنزين بالنسبة للبعض، فالموتوسيكل لا يستهلك بنزينًا أكثر مثل السيارة.. كما أن الموتوسيكل حل لتوفير الوقت؛ خصوصًا وهو وسيلة أسرع فى ظل الزحام الدائم للمواصلات والطرُق فى مصر».