السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خلال زيارته للمجر ومشاركته فى مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى رسائل الرئيس للعالم بشأن كورونا والمناخ وسد النهضة

شهد الأسبوع الماضى نشاطًا مكثفًا للرئيس عبدالفتاح السيسي؛ حيث شارك الرئيس فى عدد كبير من المؤتمرات والمحافل الدولية،  فقد غادر الرئيس السيسي، الاثنين الماضى، أرض الوطن متوجهًا إلى دولة المجر للمشاركة فى مؤتمر مصر ودول فيشجراد والذى يضم ٤ دولٍ هى «المجر، والتشيك وبولندا وسلوفاكيا».



كما ألقى الرئيس كلمة مسجلة فى افتتاح أعمال الدورة الـ 15 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي. 

تأتى تلك المشاركة للرئيس عبدالفتاح السيسى فى تجمع فيشجراد فى العاصمة المجرية بودابست لتكون تلك زيارته الثانية للمجر، فقد كانت الزيارة الأولى عام 2017؛ حيث تعكس هذه الزيارة حرص الجانبين على تطوير العلاقات بينهما، والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

الرئيس توجَّه فى بداية جلسات القمة المغلقة بالشكر والتقدير لدولة المجر الصديقة على استضافتها للمرة الثانية على التوالى لقمة مصر ودول تجمع فيشجراد، وهو المحفل الرئاسى الذى تهتم مصر كثيرًا بدورية انعقاده للمساهمة فى الارتقاء بالتنسيق والتعاون بين مصر ودول هذا التجمع الأوروبى المهم.

من جانبهم، عبَّر رؤساء دول فيشجراد عن الترحيب بالرئيس والالتقاء به مجددًا، والحرص على الاستماع إلى رؤيته تجاه الأوضاع فى الشرق الأوسط على خلفية الدور الحيوى الذى تقوم به مصر بقيادته نحو استقرار المنطقة، وكذلك شمال أفريقيا والأمن الإقليمى بأسره.

 خطر الإرهاب

كما أضاف الرئيس أنه فى مقدمة التحديات التى تواجه المنطقة، وكذلك أفريقيا، هو خطر الإرهاب وما ينتج عنه من تهديد لمقدرات الدول وأمن شعوبها، وهو التحدى الذى نجحت مصر إلى حدٍ كبير فى مواجهته واحتوائه بانتهاج مسار شامل ومتكامل لا يقف عند حدود المواجهات الأمنية، ولكن يتضمن أيضًا الأبعاد الاجتماعية والتنموية والثقافية، وهى وإن كانت مقاربة وطنية، إلا أنها بكل تأكيد تستدعى تضافرًا دوليًا مخلصًا لدعمها وتعزيزها. الهجرة غير الشرعية

كما أكد الرئيس، أنه بالتوازى مع مكافحة الإرهاب، وما ينجم عنه من زعزعة الأمن والاستقرار، تنشأ موجات الهجرة غير المشروعة، على خلفيات متعددة، من بينها التردى الاقتصادي، وتأجيج الصراعات الداخلية فى بعض الدول مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن، من خلال تدخل بعض الدول الإقليمية فى الشئون الداخلية لهذه الدول وتأليب الهويات المختلفة ضد بعضها سواء كان هذا الاختلاف فى الدين أو المذهب أو العرق؛ الأمر الذى يتسبب فى موجات ضخمة من اللجوء والنزوح، مما يتطلب موقفًا قويًا من مختلف الدول والكيانات، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، رغم نجاح الجهود المصرية أكثر من غيرها فى وقف الهجرة غير المشروعة عبر حدودنا البحرية بشكل تام منذ عام 2016.

كما أكد  الرئيس بالمؤتمر الصحفى لقمة دول الـ«فيشجراد» ومصر«إن مصر لم تترك اللاجئين الذين تستضيفهم ليلقوا مصيرهم فى البحر أو للمجهول؛ بل تدمجهم فى المجتمع المصرى»، مضيفًا سيادته أن مصر لم تقبل من منظور أخلاقى أو إنسانى أن تجمع اللاجئين فى معسكرات، أو تصدرهم إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية.

 تثمين جهود مصر

من جانبهم؛ أكد زعماء دول تجمع فيشجراد على تثمينهم البالغ لجهود الرئيس فى قيادة مصر فى إطار من السياسات المتوازنة والثابتة والشديدة الاعتدال، مشيرين إلى أنهم سوف يبذلون جهودهم داخل الاتحاد الأوروبى لتوضيح  ما تقوم به مصر بقيادة الرئيس ودعمها فى مسلكها فى التعامل مع جميع القضايا ذات الصلة، وكذلك الجهود التنموية الكبيرة التى تُبذل حاليًا داخل مصر لرفع مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بالخدمات وجميع مناحى الحياة.

وفى هذا الإطار، أكد الرئيس تطلع مصر لمزيد من التعاون مع دول فيشجراد لنقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة والتعاون فى مجال التعليم والتدريب والجامعات فى مصر، أخذًا فى الاعتبار البنية التحتية الحديثة التى باتت تتمتع بها مصر حاليًا، والتى تعتبر أساس نجاح لأى تعاون مشترك، مضيفًا أن مصر تنمو وتتقدم بمعدلات غير مسبوقة فى تاريخها الحديث، أخذاً فى الاعتبار حجم التحديات المتراكمة وقلة الموارد.

وأوضح الرئيس أن مصر تسعى للتقدم فى المجالات كافة؛ من أجل توفير حياة كريمة للمواطنين، مشيرًا إلى المبادرة التى تحمل نفس الاسم - حياة كريمة- والتى تستهدف تطوير حياة 60 مليون إنسان بالريف المصري.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى قمة مصر ودول الـ«فيشجراد»: «نحن قيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه» وهناك ضرورة لتفهم أوروبا لما يحدث فى مصر. وفى اليوم الثانى للزيارة التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع «يانوش أدير» رئيس جمهورية المجر فى مقر القصر الرئاسى ببودابست؛ حيث أجرى مباحثات منفردة تلتها مباحثات موسعة مع رئيس وزراء المجر.

وقد رحب الرئيس المجرى بالرئيس السيسى والوفد المرافق له وأشاد بالتجربة التنموية الناجحة التى تشهدها مصر حاليًا بقيادة الرئيس فى جميع المجالات والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدًا حرص بلاده على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى جميع المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

وأكد الرئيس، من  جانبه أن الاستثمارات والصناعات المجرية لديها فرصة كبيرة حاليًا للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً فى ضوء اتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدًا الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع المجر وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.

كما أشاد الجانبان بمستوى التعاون والتنسيق الجارى بين البلدين الصديقين فى مجال الموارد المائية وإدارتها، خاصةً ما يتعلق بمحطات معالجة المياه، وذلك فى ضوء الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة  لدى المجر فى هذا المجال.

كما تطرقت المباحثات إلى التطورات الجارية فى قضية سد النهضة وأن مصر تريد فقط التحصل على حصتها دون نقص؛ حيث أكد الرئيس على الموقف المصرى القائم على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك استنادًا إلى قواعد القانون الدولى والبيان الرئاسى لمجلس الأمن فى هذا الشأن، فى حين أعرب الرئيس المجرى عن تفهم بلاده التام لموقف مصر وأهمية مياه النيل بالنسبة لها، مؤكدًا أن تسوية هذه القضية من شأنها تعزيز الاستقرار بالمنطقة بالكامل.

 مؤتمر التنوع البيولوجي

وعلى هامش الزيارة، ألقى الرئيس السيسي، كلمة مصر، الثلاثاء، أمام مؤتمر الأمم المتحدة لحماية التنوع البيولوجى فى دورته الخامسة عشرة، والمقامة بمدينة كونمينغ فى الصين. وقال الرئيس السيسى إننا نعيش مرحلة دقيقة فى تاريخ البشرية تتطلب منا بذل جهود للتكاتف خصوصًا فى مواجهة كورونا، موضحا أن «التقرير الأخير عن التنوع البيولوجى يشير للتدهور الخطير فى السنوات الأخيرة وينذر بكارثة، ولا بد من تغيير أنماط الاستهلاك والإنتاج للحفاظ على هذا التنوع».

وأشار إلى أننا على وشك دخول مرحلة جديدة للعمل الجماعى ووضع أهداف قابلة للتحقيق، مؤكدًا أن الرئاسة المصرية للمؤتمر حققت إنجازات ملموسة فى التنوع البيولوجي، كما أن مصر سارعت فى 2018 بطرح مبادرة طموحة لتحقيق التكامل بين الحفاظ على التنوع البيولوجى ومواجهة التغير المناخي.