دعم الحِرَف اليدوية ورعاية الأسَر المصرية: يا..تراثنا

تحرص الدولة المصرية على دعم الحِرَف اليدوية، وإحياء الفنون التراثية، ورعاية الأسَر المنتجة، وتسويق منتجاتها، سواء اليدوية، أو الحِرَفية، أو التراثية، عبر إقامة مَعارض متنوعة. كما تعمل على تطوير منتجاتهم من خلال رفع مهارات العاملين. بالإضافة إلى تقديم خدمات تنظيم المَعارض والأسواق، وخدمات الإقراض متناهى الصغر.

معرض «تراثنا» الذى انتهى أمس (الجمعة) فعالياته خيرُ مثال على اهتمام الدولة بأصحاب المشروعات متناهية الصغر، والصغيرة، والمتوسطة، عبر تسويق منتجاتهم، وزيادة إنتاجهم، والتوسع فى مشروعاتهم، فى الوقت الذى تتمسك فيه أيضًا - بأصالة الحِرَف المصرية التاريخية المتنوعة مع لمسة حداثة ملحوظة.

وجاءت رعاية الرئيس «عبدالفتاح السيسى» لمَعرض «تراثنا»؛ لتعكس اهتمامَ الدولة بإحياء هذه الفنون، وتشجع الأجيال الجديدة من الحِرَفيين والفنانين على إحياء هذا التراث الفريد؛ خصوصًا الشباب والمرأة بجميع المحافظات، فضلًا عن حرص الرئيس «السيسى» على تضافر جهود الجهات المَعنية بالدولة لإحياء الحِرَف التراثية، التى تُعَبر عن الهوية المصرية، وتعكس التنوع الثقافى للحضارة المصرية.

لم يتوقف الأمْرُ عند هذا فحسب؛ بل أصر الرئيس «السيسى» على تبادُل الحديث مع العارضين من الشباب، والنساء، وذوى الاحتياجات الخاصة؛ ليستمع إلى اقتراحاتهم وأفكارهم. ومن ثم وجَّه بتقديم كل التسهيلات والدعم لهم، وتذليل أى عقبات تواجه أنشطتهم، من أجل تعزيز تلك الحِرَف التراثية التى تتميز بها المحافظات المصرية المختلفة. وذلك، فى إطار دعم الدولة للشباب وللمشروعات المتوسطة، والصغيرة، ومتناهية الصغر، وتعزيز آليات عرض وتسويق منتجاتهم ونفاذها إلى الأسواق.

 معرض «تراثنا»

يُعتبر المعرض أكبر حدث سنوى تنظمه «مصر»، كما يُعد ملتقى كبيرًا للمبدعين والحِرَفيين من 28 فن وحِرفة متنوعة من كل محافظات الجمهورية، الذين يَعرضون الآلاف من القطع الفنية الفريدة المستوحاة من التراث المصرى العريق من المشغولات، والمنتجات الراقية، التى تناسب أذواق واحتياجات المواطنين، ومنها: «السجاد الحرير اليدوى، والتلى الأسيوطى الفاخر، والمنسوجات والتحف النحاسية، والزجاجية، والخشبية، واللوحات الفنية، والديكور الحجرى، ومنتجات الجلود الأصلية، ووحدات الإضاءة، والمفروشات، والخَزف، والخيامية، وأنتيكات وموبيليا خفيفة».

وقد شارك فى المَعرض فى نسخته الحالية 1500 عارض من الفنانين، وأصحاب المهن اليدوية المهرة، وكذلك المؤسَّسات الأهلية المهتمة بهذه الفنون، ومن بينهم ذوو الهمم، بالإضافة إلى عدد من أهالى القرى ضمن مبادرة «حياة كريمة»، كما شارك فى المعرض- أيضًا- دول «السودان»، و«الإمارات»، و«الأردن».

ويُعتبر عددُ العارضين فى النسخة الحالية من المعرض ضعف عدد العارضين الذين شاركوا العام الماضى. 

  أهداف المعرض

يهدف المعرض إلى منح الحِرَفيين والمبدعين فرصة لعرض أعمالهم الفنية المختلفة، أمام الزوار من داخل وخارج «مصر»؛ إذ يُعَد بمثابة نافذة لتسويق المنتجات اليدوية والتراثية بشكل مباشر للمشترى. بجانب فتح أسواق تصدير الحِرَف اليدوية الفريدة فى جميع أنحاء العالم.

وبالنسبة للجمهور؛ فكان الهدف، هو حصول الزوار على ما يناسبهم من قطع فنية وتراثية بأسعار تنافسية، وهو ما أكده الدكتور «محمد مرسى» المتحدث باسم معرض «تراثنا»، بأن جميع الأسعار فى المعرض تنافسية بلا استثناء.

أضاف: إن مشاركة المرأة هذا العام أعطت نوعًا من التحفيز فى مجال التسعير؛ لأن أكثر فئة تقييم السلع من حيث التسعير هى المرأة. موضحًا أن مشاركة المرأة فى المعرض وصلت نسبتها إلى 73 %.

وقال: «نحفز الناس- من خلال المعرض- على فكرة العمل الحُر؛ لأنه بوابة الاقتصاد، ودعم الاقتصاد المصرى. ونبدأ بالمشروعات متناهية الصغر، ثم المشروعات المتوسطة، ثم المشروعات العملاقة». مضيفًا إن أعداد المقبلين كبيرة للغاية.

 دعم الأسَر والشباب

قدّمت مبادرة «حياة كريمة» دعمًا كاملاً بنسبة 100 % للشباب المشاركين بالمعرض من أصحاب الحِرَف اليدوية والتراثية، من أجل دعمهم لترويج إنتاجهم من المحافظات المختلفة. كما شاركت منتجات التمكين الاقتصادى بدعم من برنامج «الغارمين» فى جناح للحِرَف اليدوية والتراثية، وقدمت مجموعة من السجاد اليدوى، ومنتجات سيناء، وسيوة المتميزة، وذات الأفكار المتطورة من إنتاج مصانع التمكين الاقتصادى، التى أقامتها مؤسَّسة «مصر الخير» للمبدعين من الأسَر والشباب الأولى بالرعاية.

ومن جانبها، أوضحت «سهير عوض»، رئيس برنامج «الغارمين»، أن مشاركة البرنامج فى هذا المعرض، تُعَد فرصة كبيرة لعرض منتجات القطاع، كما يحظى المعرض من اهتمام كبير؛ خصوصًا من قِبَل الرئيس «عبدالفتاح السيسى».

أضافت: إن المؤسَّسة حريصة على المشاركة فى «تراثنا»؛ لأنه يُعَد فرصة ذهبية لعرض منتجات الغارمين على جمهوره من الأسَر المصرية، وضيوف المعرض من الدول الأخرى، وتسويقها بشكل متميز.

وأكدت أن المؤسّسة تشارك فى هذا المعرض للمرة الثانية ضمن مشاركاتها المستمرة فى مختلف المعارض، التى تشهد رواجًا وإقبالاً كبيرَيْن من الزوار والمهتمين بالمنتجات اليدوية والتراثية.

ثم أشادت بالدعم الذى تقدّمه الدولة المصرية لأصحاب الحِرَف اليدوية والتراثية من خلال التوسع فى إقامة المَعارض، وزيادة عدد المشاركين فى كل دورة عن الدورة السابقة لها، ما يتيح لهم فرصًا كبيرة فى تسويق منتجاتهم محليًا ودوليًا من خلال البيع المباشر داخل المعرض، وأيضًا من خلال التعاقدات التى يتم الاتفاق عليها داخل المعرض، وتغطى لهم فترات عمل لاحقة على المعرض.

جدير بالذكر، أن برنامج «الغارمين» شارك بمنتجاته من سجاد وكليم، ومنتجات سيناوية، ومنسوجات، وأيضًا منتجات من «سيوة»، وهى من صُنع وإنتاج الأسَر المصرية، التى عملت مؤسّسة «مصر الخير» على توفير فرص عمل لهم فى مصانعها للإنتاج اليدوى، فى إطار منظومة التمكين الاقتصادى، التى تستهدف إتاحة تنمية اقتصادية واجتماعية للأسَر الأكثر احتياجًا، ومنهم الغارمون وأسرهم، من أجل توفير دخل ثابت يحميهم من العودة إلى دائرة الغرم، ويحد من ظاهرة الغارمين؛ تماشيًا مع سياسية الدولة المصرية. 



فى النهاية، يؤكد معرض «تراثنا» مدَى حرص الدولة المصرية على اهتمامها بالحفاظ على التراث المصرى الأصيل والمتنوع، وفى الوقت ذاته تشجيع الأسَر المصرية ودعمهم بكل الطرُق على عيش حياة كريمة.