الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

طبول الحرب تدق فى آسيا: القــارة الآسيويـــة علــى صفيح ساخن

دائمًا ما يحذر المراقبون من مخاطر نشوب «نزاع» فى تلك المنطقة من العالم، والتى يصفونها بأنها أخطر مكان الآن على كوكبنا الأرضى، وبأن وقوع حادث صغير فيها قد يتسبب فى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة نووية.



بالطبع هى ليست منطقتنا العربية، فرُغْمَ ما شهده عالمنا المعاصر فى ألفيته الثالثة من نزاعات ومؤثرات وخصومات وعداءات وأزمات وصراعات وحروب ضروس تركز أغلبها فى منطقة الشرق الأوسط؛ فإن هناك مناطق أخرى من العالم قد تكون عود الثقاب الذى قد يشعل شرارة حرب كونية فى أى لحظة إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة.

فى هذا السياق، يتحدث كثيرٌ من المحللين الأمنيين الآن عن صراعات القوى الكبرى فى آسيا، والتى ارتبط ذكرها بمصطلح الحرب العالمية الثالثة على مدار السنوات الخمس الأخيرة.

فعلى ما يبدو إن إمكانية اندلاع حرب شاملة شىء وارد فى آسيا أكبر قارات العالم وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، والسبب يتمثل بالطبع فى التوترات السياسية والعسكرية المشتعلة فى عدة مناطق من القارة، إذ اندلعت من جديد الاشتباكات العسكرية على المناطق الحدودية المتنازع عليها بين الهند والصين، مع ترجيحات نشوب صراع جديد بين الجارتين النوويتين باكستان والهند بسبب شن الأخيرة الحرب على مسلمى كشمير، والتى اعتبرها البعض استباقًا هنديًا لحرب وشيكة مع بكين الحليف الاستراتيچى لإسلام آباد، إضافة إلى تزايد التوترات الحدودية بين الجارتين إيران وأذربيجان واحتمال دخول تركيا الحليف الاستراتيچى لأذربيجان على خط الأزمة بينهما.

فضلًا عن المناوشات العسكرية بين القوى الكبرى فى بحر الصين الجنوبى!

 كشمير وبزوغ طالبان 

ففى خطوة مفاجئة، شنت القوات الحكومية الهندية مؤخرًا حملة أمنية جديدة على نطاق واسع فى الجانب الذى تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير، واعتقلت ما لا يقل عن 500 شخص.

ووفقًا لوكالة «أسوشيتد برس» تندرج هذه التحركات الأمنية الهندية فى إطار سلسلة هجمات شنها متشددون، وعمليات قتل أثيرت شبهات حول كونها «منظمة» فى المنطقة المتنازع عليها ما بين الهند وباكستان.

فيما وصف البعض هذه الإجراءات بأنها حرب تشنها الهند على المسلمين فى كشمير كمقدمة لأى حرب قد تبدأ مع الصين الحليف الاستراتيچى لباكستان، مؤكدين أن الهند بذلك تستعد لتحييد المسلمين بداخلها كخطوة استباقية لما قد يحدث.

فجذور النزاع تعود إلى أغسطس 1947، عندما خرجت إنجلترا من شبه القارة الهندية مرغمة، إلا أنها وعند خروجها قسَّمت شبه القارة على أساس دينى، دولة ذات أغلبية هندوسية وهى الهند ودولة ذات أغلبية مسلمة وهى باكستان وسط العديد من المذابح.

ولكن فى أكتوبر 1947، اجتاحت قوات غير نظامية باكستانية إمارة كشمير لضمها، فهرب الحاكم الهندوسى إلى الهند ووقّع اتفاقية ضم كشمير لدولة الهند، فشنت القوات الهندية هجومًا على كشمير واندلعت الحرب الأولى بين البلدين؛ حيث اندلعت بين الجانبين أربع حروب وكانت كشمير محور ثلاث منها.

وانتهت الحرب بتدخل الأمم المتحدة ووقف إطلاق النار، وتم تقسيم كشمير لنصفين: 65 % تحت سيطرة القوات الهندية و35 % تحت سيطرة القوات الباكستانية.

ثم تطوّر الأمر، بدخول الصين فى عام 1962، خط المواجهة لتسوية الخلاف الحدودى مع الهند؛ حيث اجتاحت قواتها كشمير وخرجت بعد شهر بعد انتزاعها ٤٨ كم مربعًا من كشمير، أمّا باكستان فقد انضمت للمعسكر الغربى بقيادة أمريكا، وقد جعلت الهزيمة الهند تسعى للحصول على السلاح النووى، وكذلك باكستان التى لجأت أيضًا إلى استراتيچية توظيف الجماعات الجهادية فى المواجهة لاستنزاف الهند، مما أدى لظهور عشرات الجماعات الجهادية مثل جيش محمد ولشكر طيبة (عسكر طيبة)، حزب المجاهدين، حركة الأنصار، مجاهدى بدر وغيرهم الكثير. 

 الملف الأخطر

إلا أن الملف الأخطر فى كشمير كان دومًا ملف المياه؛ حيث نهر السِّنْد الذى ينبع من جبال الهيمالايا تحت السيادة الصينية ثم يدخل كشمير من منطقة سيطرة الهند ومنها يعبر إلى باكستان التى تعتمد اعتمادًا كبيرًا عليه كمصدر للمياه، وهو الملف الذى استخدمته الهند لقطع المياه عن باكستان منذ الحرب الأولى، وهو ما جعل باكستان تطالب بإشراف دولى على النهر وتوقيع اتفاقية نهر السِّند 1960، ولكن الهند أقامت سدودًا أثرت على تدفق المياه لباكستان، مما جعل الباكستانيين يصرّحون «إمّا أن يتدفق الماء أو يتدفق الدم»، أمّا الصين دولة المنبع فلم تتدخل حتى الآن رُغم خلافها الحدودى مع الهند كما أنها خارج الاتفاقية.

 الحرب بالوكالة فى أفغانستان

وكان لهذا علاقة أيضًا بما يسمى الحرب بالوكالة فى أفغانستان؛ حيث نهر كابل الذى يدخل من أفغانستان لباكستان، وهو نهر مهم أيضًا لباكستان، ولكن تقوم الهند بتمويل أفغانستان لبناء السدود عليه، وفى المقابل تدعم باكستان حركة طالبان والجماعات الأخرى التى تهدد النفوذ الهندى فى أفغانستان وتنفذ عمليات أيضًا فى كشمير وفى الداخل الهندى مثل عملية مومباى 2008 التى راح ضحيتها المئات من الهنود.

لهذه الأسباب، سيظل الصراع على كشمير مستمرًا وداخله أطراف كثيرة، بالإضافة لوجود العملاق الصينى على خط المواجهة فى أكثر من ملف، هذا إلى جانب قوى دولية أخرى هى روسيا وأمريكا وبريطانيا ودول عربية، ولذلك يتوقع محللون بأنه قد ينفجر العالم كله فى أى لحظة بسبب مشكلة كشمير؛ لاسيما مع بزوغ نجم طالبان التى أصبحت الآن تدير دولة.

 توترات القوقاز

على جانب آخر، يتخوف الخبراءُ من أن يتطور التوتر الذى تشهده العلاقات بين إيران وأذربيجان إلى صدام عسكرى بين البلدين، مشيرين فى هذا الشأن إلى القضايا التى تفسد الود بين الجارتين.

وكان التوتر بين البلدين ازدادت حدته بعد تحرك قوات إيرانية فى اتجاه الحدود الأذربيجانية لإجراء مناورات «فاتحو خيبر».

وأشارت تقارير إلى أن الوحدات الإيرانية شملت لواءً جويًا وقوات مدرعة وقوات مدفعية ووحدات هندسية، الأمر الذى قوبل، حسب الأنباء، بخطوة تمثلت فى نشر قوات أذربيجانية وتركية على الحدود مع إيران، ما دفع بعض المحللين إلى عدم استبعاد تطور الأحداث إلى صدام عسكرى. 

وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف قد عَلّق على المناورات الإيرانية قرب حدود بلاده مطلع أكتوبر الحالى بالقول: «يمكن لكل دولة إجراء أى مناورات عسكرية على أراضيها. هذا هو حقها السيادى، لكن لماذا الآن ولماذا على حدودنا؟ لماذا يتم ذلك بعد أن حررنا هذه الأراضى بعد 30 عامًا من الاحتلال؟».

 علاقات وأسلحة إسرائيلية

وتشير التصريحات الإيرانية إلى غضب طهران من علاقات أذربيجان الوثيقة مع إسرائيل وتزويد تل أبيب لباكو بأسلحة حديثة بما فى ذلك الطائرات المُسَيّرة.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أشار إلى هذا الجانب بوضوح؛ حيث أفاد بأن  طهران  نقلت إلى باكو «قلقنا من التحركات والتصريحات الإسرائيلية التى تنطلق من أذربيجان». مضيفًا فى هذا السياق قوله: «نحن باستطاعتنا الدفاع عن أمننا بصورة مناسبة، لكن نطلب من باكو العمل بالتزاماتها».

وبشأن مؤشرات الحرب بين البلدين، ففى تصريح نارى لرئيس الأركان للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقرى قال: «فى حالة استمرار أذربيجان بالتصعيد ضد إيران ، سنهاجم باكو بـ 4000 صاروخ، وتدميرها بالكامل».

وبالفعل قامت إيران بتحشيد القطع العسكرية فى بولداشت على حدود أذربيجان شمال غرب إيران، ونقلت على الحدود 100 دبابة قتال رئيسى والعديد من المدرعات كما تم نقل ‏عدد كبير من مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع و‏مدافع الهاوتزر D-30 وHM-41 ومدافع ميدانية وM-46و ‎ M119A1 / AB، وكلها تابعة للقوات البرية.

كما نشرت منظومة ‏نظام دفاع الجوى سوم خرداد مع منظومات حرب إلكترونية.