السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صدفة قادتها للعمل بصناعة النشر: منى عبدالوهاب: نعانى فقر أفكار فى تصميمات أغلفة الكتب

اسمعهن..

«روزاليوسف» تقدم مساحة حرة للتعرف على الموهوبات فى المجالات المختلفة.. نلقى الضوء على الأفكار.. التحديات.. الطموح.. نقدمهن للوسط الثقافى والفني..



من هنا تبدأ الرحلة فاسمعهن.. 

 

بدأت منى عبدالوهاب، صاحبة الـ23 عامًا، طريقها فى مجال النشر وتصميم أغلفة الكتب بالصدفة؛ حيث عرض عليها أحد أصدقائها العمل كمسئولة مبيعات بأحد أجنحة دور النشر فى معرض الكتاب 2019.. وبينما تبدأ عامها الـ20 كانت تخطو أولى خطواتها فى مجال جديد وتدخل كواليس صناعة ونشر الكتاب.. فبَعد انتهاء معرض الكتاب بدأت العمل فى دار النشر كمصممة أغلفة للكتب؛ خصوصًا أنها كان لها خبرة فى عدد من برامج التصميم تتعلق بهوايتها فى التصوير الفوتوغرافى.. طلبت منها الدارُ إعادةَ تصميم أغلفة عدد من الكتب الصادرة عنها.. أدت مهمتها بنجاح ولاقت تصميماتها إعجابَ كتّاب وقرّاء كثيرين.

رُغْمَ قصر تجربة «منى» زمنيًا؛ فإنها عملت فى أكثر من موقع فى كواليس صناعة النشر وفى أكثر من دار نشر كما أنها عملت بإحدى مكتبات بيع الكتب..  

وبعد تخرُّجها فى كلية الآداب جامعة القاهرة قررت أن تبدأ مشروعها الخاص وهو ليس بعيدًا عن التصميم والأدب؛ حيث تستعد لافتتاح الجاليرى الخاص بها والذى تهدف من خلاله لأن تحمل المنتجات الشبابية المختلفة اقتباسات من الأدب والشعر..

 وعن تفاصيل تلك التجربة تقول منى: 

فى سنة 2019 كانت المَرّة الأولى التى أتعامل فيها بشكل مباشر مع الوسط الثقافى ومجال صناعة النشر عمومًا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أكتسب خبرة فى كل ما يخص تلك الصناعة، عكس السابق فكنت أذهب إلى معرض الكتاب كزائرة وقارئة فقط؛ حيث بدأت تجربتى مع دار تبارك للنشر ولم يقتصر عملى وقتها على مجرد بيع الكتب؛ حيث توليت التسويق الإلكترونى للدار أيضًا، ثم انتقلت إلى دار اكتب للنشر والتى شاركت معها فى معرض كتاب 2020، وهى الدار التى بدأت فيها تصميم الأغلفة بجانب عملى فى التسويق للدار، وكان ذلك بطلب من صاحب الدار عندما وجد اختلافًا فى تصميماتى على صفحة الدار ضمن عملى فى التسويق.. وكان «رحلة يحيى» أول كتاب أعدت تصميم غلافه.. ردود الأفعال وقتها شجعتنى على أن أكمل فى ذلك المجال، فالكاتب وصاحب الدار وزملائى أعجبوا بالغلاف الذى صممته.. وقررت أن أبدأ مشروعى الخاص فى إعادة تصميم أغلفة الأعمال التى أصبحت حقوقها مِلكية عامة، بشكل مختلف.

> وهل تعلمت أسُس التصميم أمْ أنه ظل مجرد هواية؟

- بالطبع تعلمت من خلال عدد كبير من الكورسات المتاحة على الإنترنت، كما كنت أتدرب بشكل مستمر على تصميم أغلفة مختلفة بعيدًا عن العمل، وأتابع الكثير من إصدارات دور النشر المختلفة باعتبارى قارئة فى المقام الأول، وهو ما يجعلنى أتعرّض لعدد كبير من الأفكار.. هذا هو المجال الذى أحبه لذلك عندما وجدت أننى لا أستطيع فعل ما أريد من خلال دور النشر تركت العمل بها وبدأت فى الإعداد لمشروعى الخاص كما أنوى الاستمرار فى تصميم الأغلفة لكن بشكل أكثر احترافية.. حتى يكون تعاملى مع الوسط الثقافى أو صناع النشر من بعيد.

> وما التحديات التى واجهتيها حتى تقررى العمل بشكل مستقل؟

- أولاً تحكمات دار النشر وأصحابها فى التصميم بشكل معين ما يعيقنى عن الإبداع أو التفكير بشكل مختلف عمّا هو سائد، حتى إن معظم أغلفة الكتب أصبحت متشابهة فى ألوانها وحتى خطوط العناوين متشابهة.. كما أننى أشعر أن مصممى الأغلفة فى حالة حرب وليس مجرد تنافس، لذلك فالعمل من داخل كل ذلك من دون ضمان استقلاليتك مؤذى على جميع المستويات.. وبجانب كل ذلك هناك مضايقات أكبر لكونى بنتًا فى كواليس تلك الصناعة.

> المفترض أنك فى وسط من المثقفين.. فما المضايقات التى تعرضتِ لها كونك بنتًا؟

- هناك الكثيرون من مدعى الثقافة والدخلاء على الوسط وأيضًا بعض أبناء الوسط نفسه ممن يفهمون الانفتاح بشكل خاطئ ويحاولون التخفى وراء مَظاهر وأقنعة مزيفة، لكن كل تلك الأقنعة تزول عند الاقتراب والعمل فى كواليس؛ حيث ترى الأمور على طبيعتها، تعرضت لمحاولات تحرُّش ومضايقات من مثقفين معروفين بل ويهاجمون تلك التصرفات فى العلن ويصفونها بالهمجية لكنهم على عكس ذلك، بالنسبة لى كان الحذر هو سلاحى لأضع حدودًا تخصنى مع جميع من أتعامل معهم.. ولكن بشكل عام فإن التعامل فى كواليس الوسط الثقافى أمرٌ صعبٌ بالنسبة للبنات.

 > وماذا عمّا تريدين تحقيقه فى الفترة المقبلة؟

- أريد أن يكون لى بصمة خاصة فى تصميم أغلفة الكتب، وأعترف بخطأ كنت أرتكبه قبل ذلك وهو أننى أتأثر بأفكار وتصاميم دور النشر التى أتابعها ما يجعل أفكارى تتشابه إلى حد ما معها، وأظن أن ذلك الخطأ يرتكبه كثير من المصممين ما يجعل هناك فارقًا كبيرًا بين تصميماتنا فى الكتب العربية والتصميمات الأجنبية، لكننى خلال الفترة الماضية بدأت تحديد ألوانى وخطوطى الخاصة لتكون تصميماتى مختلفة ومميزة، أسعى أيضًا لإعادة تصميم كتب أعلام الثقافة والفكر؛ حيث إن أغلفة تلك الكتب لا تحتوى سوى على صورة كتبها من دون أى مجهود وهو ما فعلته مع كتاب محاورات الفيلسوف برتراند راسل.. 

كما أستعد لافتتاح الجاليرى الخاص بى «م» خلال الفترة المقبلة، والذى أستهدف من خلاله تقديم منتجات شبابية تحمل اقتباسات أدبية وأشعارًا أحبها.>