الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تسعى لخدمة الناس بـ«الفنون» فى رحلة الدعم النفسى: منال مهنا : خدمة المجتمع ليست أعمالاً خيرية فقط

اسمعهن..



«روزاليوسف» تقدم مساحة حرة للتعرف على الموهوبات فى المجالات المختلفة.. نلقى الضوء على الأفكار.. التحديات.. الطموح.. نقدمهن للوسط الثقافى والفني.. من هنا تبدأ الرحلة فاسمعهن.. 

منال مهنا أو «شمس» كما تحب أن تعرف نفسها، أخصائية علاج طبيعى قررت الاتجاه للعمل الخدمى ولكن بشكل احترافى.. حيث حصلت على دراسات مكثفة فى كل المجالات التى تتعلق بخدمة المجتمع وتنميته.

تتحدث عن دور الفن فى جلسات الدعم النفسى للمحتاجين، مؤكدة أن العمل الخيرى هو جزء من أعمال خدمة المجتمع وتنميته وحصر الخدمة المجتمعية فى توزيع المساعدات فقط خطأ شائع.. خلال رحلتها التى بدأت منذ 16 عاما نتعرف منها على أهم المحطات والتحديات.. وأيضًا على حلمها تأسيس كيان لتعليم ونشر الفنون ليس بهدف الاحتراف ولكن للارتقاء بالذوق العام.. ولكن متى حدث التحول من العلاج الطبيعى إلى العمل الخدمى؟

 تقول منال:

فكرة خدمة الناس عندى هدف قديم، حتى أننى دخلت علاج طبيعى لهذا السبب، دائما أريد مساعدة الآخرين بأى شكل، وأكون سعيدة بفعل ذلك، أنا تخرجت فى الكلية فى سنة 2000 ولكننى شعرت أننى لا أستطيع تحقيق حلمى بالشكل الكافى، لذلك فى سنة 2004 بدأت التطوع لخدمة المجتمع من خلال الجمعيات الخيرية والخدمية، وكان أمام عينى دائما أن ما أفعله ليس مجرد تقضية وقت فراغ، لذلك قررت دراسة ما أفعله بشكل جيد، حتى أكون أكثر فائدة للمجتمع.

وهل التطوع لخدمة الآخرين يحتاج لدراسة؟

كل شخص بإمكانه التطوع طبعا من دون دراسة، لكننى كنت أريد التعمق وفهم تفاصيل أكثر عن العمل الخدمى والتطوعى، لذلك درست دبلومة إدارة المنظمات غير الحكومية فى كلية اقتصاد وعلوم سياسية، حيث تعرفت على معنى المجتمع المدنى والقوانين المنظمة لذلك العمل، وبعد ذلك حصلت على منحة ماجستير فى إنجلترا لدراسة «إدارة وتنمية الموارد البشرية فى المجال التنموى» وهو ما فادنى بشكل أكبر فى العمل التطوعى وتوظيف الطاقات بشكل أفضل.. خصوصا أن العمل التطوعى قائم بشكل كبير على إدارة البشر، أيضا درست أسس الدعم النفسى بجانب دراستى للفنون الإبداعية من الكتابة والإخراج، وجميعها مفيدة بشكل كبير فيما أقوم به وتساعدنى رغم ما يبدو من انفصال تلك المجالات عن بعضها.. أحاول استخدام الفنون المختلفة فى التنشيط المجتمعى وخدمته.. والفنون قادرة على حل الكثير من المشاكل بطريقة سحرية وهو ما يسمى العلاج بالفن.

مفهوم الكثيرين عن خدمة المجتمع هو الأعمال الخيرية فقط.. من خلال تجربتك كيف ترين ذلك؟

هذا مفهوم قاصر جدا عن مفهوم العمل المجتمعى، فمنظمات المجتمع المدنى من العناصر المهمة فى أى مجتمع حيث تساعد الحكومة للقيام بدورها، وفى كل المجتمعات المتقدمة تكون منظمات المجتمع المدنى لها أهمية كبيرة.. ولا يقتصر ذلك على العمل الخيرى فقط فالهدف هو خدمة المجتمع من خلال العديد من الأعمال التنموية من ضمنها الجانب الخيرى وتوزيع المساعدات.. لكن الدور الأهم يتعلق بالتنمية للمجتمع والأفراد.. فجامعة مثل هارفارد هى إحدى منظمات المجتمع المدنى.. أيضا جلسات الدعم النفسى جانب.

حدثينا بشكل أكثر عن «العلاج بالفن»؟

الفن أحد أهم الأدوات التى تسهل تقديم الدعم للمحتاجين فى جلسات الدعم النفسى، بالطبع يكون الاستغراب هو الانطباع المبدأى عن ذلك خاصة أننى تعاملت من خلال جلسات الحكى مع طبقت مختلفة من جميع محافظات مصر.. لكن دائما ما أشرح الأمر على أن الفنون المختلفة تساعدنا فى التعبير عن أنفسنا ما يتيح لنا التعرف بشكل أكبر على مشاكلنا ثم البدء فى حلها.. وبالفعل شاركت فى تنظيم العديد من جلسات الحكى والدعم النفسى باستخدام الفنون مع جمعيات الخدمات المجتمعية المسجلة أو تحت رعاية الأمم المتحدة فى جميع المحافظات.

بالطبع هناك من يسىء استخدام ذلك من خلال تحويل جلسات الدعم النفسى إلى «سبوبة» خاصة بعدما تحول الأمر لتريند فى فترة ما، لكن فى النهاية الضمير يحكم هذا المسألة خصوصا عندما نتعامل مع أشخاص فى حاجة شديدة لمن يسمعهم ويساعدهم فى تخطى أزماتهم.

خلال تلك الجلسات.. كيف تقنعين الطبقات الفقيرة باستخدام الفن كعلاج وبأهمية الدعم النفسى خصوصًا أن البعض يرى فى ذلك وصمة ما؟

 أغرب ما كان يواجهنى مثلا فى بعض قرى الصعيد أن ترى إحدى المشاركات أن الغناء والموسيقى حرام وفى هذه المواقف لا أتطرق للجانب الدينى ولكن فقط أقول لها إن الحضور اختيارى.. لكن الأغلبية كان الفن يساعدهم على التصالح مع أنفسهم بشكل فعال.

خلال 16 سنة تقريبًا هى رحلتك فى العمل الخدمى.. ما أبرز التحديات التى واجهتك؟

فى البداية عند تأسيس جمعية خيرية فى البحيرة، كان التحدى الأكبر أن جميع المتطوعين فى عمر الشباب وهذا أمر لم يكن متعارفا عليه، فالمفهوم عن الجمعية الخيرية فى ذلك الوقت هو أنه رجل خرج على المعاش ويريد عمل الخير، ويوزع الطعام والمال على الفقراء.. لذلك كان أن يكتسب الناس الثقة فى مجموعة شباب يعد أمر صعبا، خصوصا أننا كنا نجمع تبرعات لأعمال تنموية وليست خيرية فقط لأنهم لا يرون أن فى ذلك ثوابًا من الأصل، لكن مع الوقت تجاوزنا ذلك التحدى بالمثابرة.. وأيضا كونى بنتا كان ذلك سببا فى بعض التحديات فى التعامل مع عدد من القئات لكنه يكون أمر عابر.

وما الذى تتمنين تحقيقه خلال الفترة القادمة؟

أريد تأسيس مدرسة أو كيان «شمس لتعليم الفنون» ليس بهدف الاحتراف لكن لمجرد أن نكون أشخاصا أفضل.. لو أصبحنا جميعا على علاقة بالفن سنكون أرقى بشكل كبير وأكثر تصالحا مع أنفسنا وذواتنا.. أريد نشر هذه الثقافة.

ومؤخرا بدأت فكرة جديدة أريد تحقيقها بشكل أوسع وهى «سياحة البشر» حيث نسافر ليس لنتعرف على معالم المدينة فقط ولكن للتعرف على حكايات سكانها ومعرفتهم شخصيًا وحتى إقامة علاقات وطيدة معهم.. حتى نراهم ونرى أنفسنا فى مرآة من حولنا.. أتمنى أن أستطيع تنفيذ هذه الفكرة قريبا بشكل أكبر.