ضربة أمنية استباقية تمنع محاولة جديدة لإعادة المحظورة للحياة بمبلغ 132 مليون جنيه صفوان ثابت يحاول إحياء الجماعة الإرهابية من خلف القضبان
محمود سماحة
بمبلغ يقدر بحوالى 132 مليون جنيه مصرى (8 ملايين و400 ألف دولار) وبمساعدة ذراعه اليمنى يحيى مهران، حاول صفوان ثابت إعادة تنظيم الإخوان الإرهابى رغم سجنه، فقد تمكَّن قطاع الأمن الوطنى يوم الخميس الماضى من إجهاض مخطط إخوانى لإعادة إحياء نشاط التنظيم الإرهابى من خلال العمل على إيجاد مصادر تمويل لأنشطته الإرهابية.
وقالت الوزارة، فى بيان لها، إنه «أشارت المعلومات إلى اضطلاع الإخوانى يحيى مهران عثمان كمال الدين بدور بارز فى ذلك المخطط باعتباره أحد الأذرع الرئيسية للقيادى الإخوانى المحبوس صفوان ثابت؛ حيث كلفه الأخير باستغلال شركاته فى عمليات نقل وإخفاء أموال التنظيم واستثمار عوائدها لصالح أنشطته الإرهابية فى محاولة للتحايل والالتفاف على إجراءات التحفظ القانونية المتخذة ضد الكيانات الاقتصادية المملوكة للتنظيم».
وذكرت الوزارة، أنه «أضافت المعلومات استغلال الإخوانى يحيى مهران إحدى الشقق السكنية الكائنة بمنطقة حدائق الأهرام بالجيزة فى إخفاء أموال التنظيم؛ حيث تم عقب تقنين الإجراءات مداهمة الشقة المشار إليها، وضبط الإخوانى المذكور، كما عُثِر على غرفة سريّة داخل الشقة تستخدم كخزينة لإخفاء الأموال وبداخلها ثمانية ملايين وأربعمائة ألف دولار أمريكى، وبعض العملات الأخرى، فضلا عن كمية من الذخائر.
وأوضحت الوزارة، فى بيانها، أنه تم اتخاذ الإجراءات القانوينة، وتوالى نيابة أمن الدولة العليا مباشرة التحقيقات.
وأكدت وزارة الداخلية، على مواصلة جهودها لحماية مقدرات الوطن، وإجهاض جميع المخططات الإرهابية الرامية إلى زعزعة أمنه واستقراراه.
صفوان والإخوان!
علاقة صفوان ثابت وعائلته بالجماعة تمتد لسنوات طويلة وعقود؛ لكنها وضعت فى دائرة الضوء بداية من عام 2015 بعد قيام لجنة قضائية شكَّلتها الحكومة بإصدار قرار فى 2015 بالتحفظ على أموال وممتلكات صفوان ثابت بسبب اتهامات تشير إلى دعمه وصلته الوثيقة بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.
وهو ما ترتب عليه قيام البورصة بوقف أكواد صفوان ثابت، وتجميد حصته وأسهمه فى شركة جهينة للصناعات الغذائية، على خلفية وصول خطاب رسمى من لجنة التحفظ على أموال الإخوان، حيث سبق أن أصدر المستشار عزت خميس، حينها، قرارًا بالتحفظ على أموال رجل الأعمال صفوان ثابت، رئيس شركة جهينة للصناعات الغذائية، مشيرًا إلى أن القرار لا يتضمن شركة جهينة ذاتها، نظرًا لوجود مساهمين آخرين؛ بل حصصه وممتلكاته وأمواله الشخصية السائلة والمنقولة.
وفى 2020، قررت الدائرة الثالثة إرهاب، بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، المنعقدة بمجمع محاكم طرة تجديد حبس صفوان ثابت، 45 يومًا على ذمة القضية رقم 865 لسنة 2020 حصر أمن دولة.
وكانت النيابة وجهت له اتهامات بالانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية، وإمدادها بالأموال لتحقيق أغراضها بتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على رجال القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما والمنشآت العامة والإضرار بالاقتصاد القومى للبلاد، والانضمام لجماعة إرهابية وتمويل أنشطتها بملايين الجنيهات، عبر ضخ أموال فى حسابات قيادات بالجماعة، بالإضافة إلى تقديم مساعدات عينية تقدر قيمتها بملايين الجنيهات.
وعقب القبض على صفوان ثابت، أعلنت الشركة تعيين نجله سيف الدين صفوان ثابت، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، قبل أن يتم القبض عليه فى فبراير الماضى؛ إذ ألقت الأجهزة الأمنية القبض على نجل رجل الأعمال المحبوس صفوان ثابت، من داخل مسكنه فى كمبوند شهير بأكتوبر فى محافظة الجيزة، بتهم تتعلق بتمويل الإرهاب، ودعمه بالمال، وهى الاتهامات الموجهة لوالده.
من هو صفوان؟
ربما لا يعرف البعض أن صفوان ثابت ينتمى لأسرة إخوانية معروفة، وهو حفيد مباشر للمرشد السادس للجماعة مأمون الهضيبى من جهة الأم، وجده الأكبر المرشد الثانى حسن الهضيبى.
صفوان ثابت الذى كان يدير ويملك الحصة الأكبر فى شركة العصائر والألبان الشهيرة (جهينة) وضع الشركة فى خدمة الجماعة الإرهابية منذ سنوات طويلة وتجمعه علاقات عائلية واجتماعية ومصاهرة بالعديد من العائلات الإخوانية الشهيرة، وتشابك مالى معتاد فى أروقة التنظيم جعل من جهينة ذراعًا مالية للإخوان من خلال الدعم والتبرعات والمساهمات المالية فى أنشطة اجتماعية وسياسية للإخوان طوال سنوات، فضلا عما يتردد فى أوساط الجماعة من أن الشركة أموال خالصة للتنظيم يقوم عليها «ثابت» وأسرته كما حدث مع شركات يوسف ندا وخيرت الشاطر وحسن مالك وعشرات آخرين من رموز بيزنس التنظيم.
وربما لا يزال فى ذاكرة البعض المشهد الذى ضم صفوان ومهندس المحظورة وعقلها المدبر خيرت الشاطر الذى أسَّس مع حسن مالك، أحد رجال الأعمال المشهورين فى جماعة الإخوان الإرهابية، جمعية «ابدأ» لتقديم الاستشارات الاقتصادية، عقب أحداث يناير2011، وكان ثابت فى مشهد افتتاح «ابدأ» التى جمعت ثابت بأغلب رجال أعمال الجماعة كتفًا بكتف لتبقى دليلًا على أنه واحد من أفراد هذا التنظيم الإرهابى .
