السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد مكالمة الرئيس لها.. نحاور أول حَدَّادة فى المنصورة: بوسى سعد لـ«سيدات مصر»: يجب علينا مواصلة العمل والكفاح لبناء بلدنا

تُولى القيادةُ السياسية اهتمامًا كبيرًا للمرأة المصرية؛ خصوصًا المرأة المعيلة بتوجيهات مباشرة من الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وبدا هذا الاهتمام واضحًا بأشكال مختلفة بداية من المبادرات التى تهتم بالمرأة وتأهيلها مرورًا بالقروض المخصصة لهن من دون فائدة وصولاً إلى الإعانات المالية والمَعاشات مثل تكافل وكرامة وغيره التى تساعد على بناء ثقة النساء بأنفسهن وتُعينهن على متاعب الحياة الشاقة.  



 وفى مكالمة عبر التليفزيون المصرى فاجأ الرئيس «عبدالفتاح السيسى» إحدى الأيادى الناعمة التى طرقت باب مهن الرجال الشاقة من أجل لقمة العيش بتلبية كل مَطالبها على الهواء مباشرة مع الإعلامى «يوسف الحسينى». 

وفى حوار خاص لـ «روزاليوسف» روت السيدة «بوسى سعد» الشهيرة بـ «حَدَّادة المنصورة» قصة كفاحها وتفاصيل مكالمة الرئيس ومَشاعرها هى وأسرتها عقب مكالمة الرئيس.

 تقول: فى البداية لم أكن أعلم أن الرئيس هو مَن يتواصل معى بنفسه بعد أن طلبنى أحد مُعدّى برنامج التاسعة وأخبرنى أن كل مَطالبى سوف تتحقق وإنى سأجرى مُداخلة مع الإعلامى يوسف الحسينى، وعندما تكلم سيادة الرئيس بكيت من الفرحة وحمدت الله أنه أخيرًا وبعد ٢٤ عامًا من الكفاح والعمل الشاق ستتحقق أمنياتى من خلال سيادة الرئيس الذى وعدنى بمسكن كريم وورشة لأعمل بها وأيضًا معاش يساعدنى على مسئولياتى.

لم تذُق عينى النومَ منذ هذا الوقت ورغم ذلك ذهبت فى اليوم التالى للعمل كالمعتاد وباشرت عملى بكل حماس وجدّيّة ولكن المختلف فى الأمر أن السعادة والفرحة والدموع أيضًا لم تفارق وجهى وطوال فترة العمل وأنا أشكر الله على كل شىء.

وتقول: أنا أعلم جيدًا أن الرئيس يدعم المرأة بشكل كبير وأن التليفزيون يعرض بشكل متكرّر نماذج كثيرة من السيدات المكافحات اللاتى ساعدهن الرئيس وتواصَل معهن بنفسه، لكن لم يخطر على بالى يومًا أن أكون أنا واحدة منهن.

ماذا حدث فى اليوم التالى بعد مكالمة الرئيس لك؟

- فى اليوم التالى تواصَل معى عدد من المسئولين الكبار فى محافظة الدقهلية ووعدونى بشقة فى مدينة المنصورة بحى متوسط مكونة من غرفتين وصالة ومطبخ وحمّام مفروشة بكامل وبها جميع الأجهزة الكهربائية لتكون مسكنًا لى ولأبنائى، وأيضًا ورشة مغلقة ومجهزة بكل أدوات الحدادة إلى جانب معاش محترم كما وعدنى الرئيس فى مكالمته التى بدّلت حياتى وجعلتنى أطمئن على مستقبل أولادى وأحسَسَتنى أن ليّا سَند وضهر أنا وكل سيدات مصر.

ورغم كل شىء وحتى بعد مكالمة الرئيس أصررت على الذهاب إلى فرشتى وعملى فى اليوم التالى وأن أواصل حياتى كما اعتدت عليها وأن ما حصلت عليه من وعود هو تقدير من الدولة لكفاحى وكرم من الله، وأحب أن أطمئن كل السيدات أنه ومَهما طالت فترة الكفاح فمن المؤكد أن الله سيكافئك فى النهاية ويرسل لكِ مَن يحقق كل أمنياتك.

 كيف كانت كواليس حديثك مع برنامح التاسعة وإيصال صوتك إلى الرئيس؟

- كل شىء جاء عن طريق الصدفة؛ فقد أجريت حوارًا منذ عام تقريبًا مع أحد المواقع الإخبارية الشهيرة وبَعدها تناقلت قصتى وسائل الإعلام كنموذج للسيدة المصرية المكافحة التى تعمل بإحدى المهن الشاقة التى تتطلب قوة البدن وقوة احتمال للحرارة المرتفعة والتعامل مع النار والحديد، وأيضًا انتشرت قصتى على مواقع التواصل الاجتماعى وأكيد المسئولين متابعين مشاكل الناس وعارفينها كويس، وأعتقد أن كل من تواصَل معهم الرئيس كان لديهم قصص كفاح مشهورة وعرفها كل الناس إضافة إلى أن هناك اهتمامًا واضحًا بالمرأة؛ خصوصًا من الطبقة الفقيرة وغير المقتدرين، فأنا متابعة جيدة لكل التطورات التى حدثت فى مصر فى السنوات الأخيرة من مشاريع كبيرة هدفها الأول توفير حياة كريمة للطبقة البسيطة من الشعب.

 حدّثينا عن قصة كفاحك طوال 24 سنة؟

- أحب أوضّح أننى حقًا أستحق ما وعدنى به الرئيس لأنه ويعلم الله أن حجم مسئولياتى أكبر بكثير من دخلى؛ فأنا أمّ وأب وأعيل أربعة أبناء جميعهم فى المدارس بمراحل مختلفة إلى جانب أمّى وابنة أخى المتوفى التى هى بمثابة أختى. وتضيف: أنا كنت راضية تمامًا بما قسّمه لى الله ولكن بعد زواج أختى الصغرى ضاق الحال بى بعد ما تداينت من أجل جهازها.

  لكن لماذا اخترتِ هذه المهنة بالتحديد وهى تعتبر مهنة من مهن الرجال الشاقة؟

- أنا لم أختار.. ورثتها عن أبى وكان رحمه الله رجلاً بسيطا يعمل حدادًا على فرشة بشارع الحدّادين أمام الجامع بمدينة المنصورة ولم يكن لديه ورشة.. وأنا كنت أساعده فى العمل من عمر ٧ سنوات، ورغم صعوبة المهمة فقد تعلمت كل تفاصيلها من أبى وأزاولها منذ ٢٤ عامًا..

ويساعدنى دومًا فى العمل محمد ابنى الكبير ولكن فى الإجازات فقط لأنه يدرس، فأنا أكافح من أجل تعليم أولادى ولا أحب أبدًا أن يترك أحدهم التعليم من أجل مساعدتى فى كسب لقمة العيش، وأتمنى أن يحقق أولادى ما لم أستطع تحقيقه؛ حيث إننى لم أكمل تعليمى من أجل معاونة والدى على متاعب الحياة.

 هل أنتِ السيدة الوحيدة بسوق الحدّادين؟

- نعم.. أنا أول حَدّادة فى المنصورة وأعتقد أننى الوحيدة فى مصر أيضًا، لكن هناك الكثير من النساء المصريات المكافحات اللاتى يعملن بمهن شاقة كانت فى السابق مقتصرة على الرجال لكن الحياة تجبر الجميع على العمل والكد من أجل الحصول على لقمة العيش، فهناك نساء يعملن فى الجزارة والنجارة وأيضًا هناك فتيات وسيدات يعملن فى تصليح السيارات والمَراكب وفى العتالة، وهناك سائقات لمواصلات عامّة وغيرها.. العمل ليس عيبًا مادام شريفًا؛ ولكن العيب الحقيقى أن تنتظر المرأة الصَّدَقة وتعيش على المعونات والمساعدات من الغير.

 ما الرسالة التى توجهينها لسيدات مصر؟

- أقول لهن: يجب علينا جميعًا كسيدات مواصلة العمل والكفاح؛ ليس فقط من أجل كسب لقمة العيش وقوت اليوم فقط ولكن من أجل بناء الدولة وتمهيد الطريق لأبنائنا لكى يكونوا جزءًا من مجتمع متوازن ومَهما كانت بساطة المهنة أو أعمالنا فهى ذات شأن كبير على الأقل بالنسبة لنا ولمستقبل أبنائنا والله لا يضيع تعب أحد وسوف يُسَخّر له من يحقق له كل ما تمنّى بين ليلة وضحاها.