الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد اختياره سفيرًا «للسعادة»: هانى رمزى «إضحاك الناس» مهمة صعبة

يُعد الفنان «هانى رمزى» من أهم أبناء جيله الذين اقتحموا عالم الكوميديا بقوة، رُغم اعتماد معظم أعماله على مناقشة جميع القضايا التى تمُرّ بالمواطن المصرى، ولكن فى إطار كوميدى خفيف يحمل فى طياته رسائل مهمة.. «رمزى» يبحث دائمًا عن الأفكار المختلفة والعمل الجيد، ومؤخرًا يعود للمسرح بعد غياب 15 عامًا بمسرحية (أبو العربى)، كما يفاجئ جمهوره بالمشاركة ببطولة فيلم (200 جنيه)، الذى يقدمه بشكل مختلف عمّا اعتاد عليه الجمهور.



وفى حواره مع «روزاليوسف» يتحدث عن أحدث محطاته الفنية وأسباب غيابه ورأيه فى عالم الكوميديا حاليًا؛ خصوصًا بعدما تم اختياره «سفيرًا للسعادة» من قِبَل أصحاب القدرات الخاصة من الأطفال.. وإلى نص الحوار.

 ما الذى جذبك للعودة للسينما بفيلم (200 جنيه)؟

- أحب المغامرة، وهذا العمل مكتوب بشكل جيد، وتم تنفيذه بشكل درامى مختلف وجديد على السينما المصرية، كما أن دورى به مختلف وأعتبره نوعًا من «تغيير الجلد» أو التحدى والمغامرة؛ لأننى أقدم دورًا بعيدًا عن الكوميديا؛ حيث أقوم بدور أحد العاملين فى محطة للوقود وعلاقتى بالـ 200 جنيه التى تدور حولها الأحداث. كما يسلط الضوء على معاناة هذا العامل وعلاقته بأسرته.

هل خططت للعودة بعمل من بطولة جماعية؟

- لا، الأمر جاء وليد الصدفة؛ فقد كنت أحَضّر لفيلمى (عمر المحتار) ولكن تأخر فى التحضير بينما تم إنجاز فيلم (200 جنيه) بشكل أسرع. وأنا ليس لدىّ أى مشكلة مع البطولات الجماعية كما أن هذا العمل مختلف، فالبطولة فيه لورقة الـ200 جنيه فقط لأنها بطلة القصة التى تدور حولها الأحداث التى يعيشها كل النجوم المتواجدين فى الفيلم. وبشكل عام لا شك أن العمل الذى يحمل أسماء متعددة من النجوم يجذب أكبر قدر من الجمهور ويحقق نجاحًا أعلى من نظيره ذى البطل الأوحد، ولكن الأمر ليس مجرد «موضة» بل يجب أن يشارك الفنانون بأعمال ذات قيمة وقصة جيدة وليس مجرد «حشر» للأسماء الكبيرة دون أى محتوى.

 هل للفيلم علاقة بنظيره الذى تم تقديمه عام 1946 وكان يحمل اسم (خمسة جنيه)؟

- ربما يعتبر تطورًا للفكرة ولكن الأحداث والموضوع مختلفان تمامًا، فلقد شاهدت فيلم (خمسة جنيه) وأؤكد لك أنه لا صلة بين العملين. وربما اختلط على البعض الأمر بسبب أحداث العملين التى تدور حول «عملة نقدية».

ما سبب تغيبك طول هذه الفترة عن السينما؟

- أنا لا يهمنى فكرة التواجُد على أن أكون مؤثرًا.. لذلك أفَضّل الابتعادَ لسنوات حتى أجد العمل الذى يجذبنى إليه والدور الذى أحبه وبالتالى أقدمه للجمهور، وهذا ما جعلنى طوال تلك الفترة مبتعدًا؛ حيث إنى كنت أقرأ الأعمال التى تُعرَض علىَّ ولكن كلها كانت مكررة أو لن تعيدنى بشكل مؤثر.

ماذا عن مسرحية (أبو العربى)؟

- آخر عمل مسرحى قدّمته كان منذ 18 عامًا تقريبًا، وكنت وقتها أتطلع لإجازة قصيرة للتركيز على السينما والدراما ثم العودة مرة أخرى للمسرح الذى أعشقه. ولكن مع انشغالى فى الأعمال المختلفة والسفر وغيرهما من الأمور، مرّت السنوات بسرعة وكنت أبحث عن عرض مسرحى مميز للعودة به خلال السنوات الخمس الأخيرة. حتى حدّثونى عن فكرة مسرحية (أبو العربى)، فى البداية اعتذرت حتى لا يتم استهلاك الشخصية والفيلم اللذين قدمتهما من قبل.. ولكنهم أكدوا لى أن القصة مختلفة تمامًا وتدور فى إطار مختلف تمامًا. فقرأت العمل وضحكت وانجذبت له وأحببت الدور كثيرًا.

هل تجد أن المسرح قد عاد لرونقه القديم؟

- ليس بعد، ولكنه بدأ بالفعل فى العودة، فهناك أكثر من عرض مسرحى لنجوم كبار ويحققون الكثير من الإقبال الجماهيرى.. فهى خطوة نتمنى أن تكتمل.

ألم تفكر فى تقديم فرقة مسرحية لاكتشاف مواهب جديدة؟

- لا، فأنا لا أتطلع لإنشاء فرقة مسرحية باسمى، أى أنه ليس هدفًا لى، ولكن فى هذا العرض الذى يتبع فرقة «تياترو»؛ حيث نقوم بدعم عدد كبير من المواهب الشابة ونقدمها للجمهور. لذلك ليس شرطا أن تكون لى فرقة تحمل اسمى لكى أساعد المواهب الشابة فى الظهور.

هل ساهمت فى اختيار فريق العمل بالمسرحية؟

- كان رأيًا استشاريًا ولكن بشكل عام يجب أن يعمل الفنان مع فنانين بينه وبينهم كيمياء خاصة وتوافق فكرى وفنى؛ وبخاصة فى المسرح؛ لأن ما يكون بينهم بالكواليس يظهر للناس على خشبة المسرح. والحمد لله كان توفيقى كبيرًا فى العمل مع عدد كبير من الفنانين العظام بالمسرح أو الذين يقفون على خشبته لأول مرّة مثل «داليا البحيرى». وحتى الفنيين والعمال وكل من يعمل معنا بالمسرحية يجب أن نكون متناغمين ومتفاهمين معًا؛ لأننا مثل فريق كرة القدم لا أحد يسجل الهدف وحده دون فريقه.

 هل قمت بإضافة بعض المَشاهد الارتجالية فى العرض؟

- بالطبع، وكلنا فعلنا ذلك، فعندما تعملين مع مسرحيين عظام مثل «حجاج عبدالعظيم، محمد جمعة، وأحمد فتحى» وغيرهم فيكون من السهل الارتجال؛ لأنهم سيردون عليك، وإذا أعجب الجمهور بأحد المَشاهد أو اللقطات الصغيرة يثبتها المُخرج فى العرض فيما بعد.

 ومتى ستبدأ تصوير فيلم (عمر المحتار)؟

-العمل لا يزال داخل الرقابة ولا أدرى ما سبب كل هذا التأخير. فلا توجد أى اعتراضات، ولكن العمل لا يزال لم ينظر حتى الآن أو يتم الانتهاء من وضع تقرير له. ونحن استغللنا هذا الوقت فى البحث عن اسم بديل للعمل؛ حيث إننى فوجئت باعتراض البعض واتهامات بأننا نقوم بالسخرية من المناضل الليبى «عمر المختار»، بينما نحن لم نمس سيرته بأى سوء ونُكِنُ لتاريخنا وللشعب الليبى كل الاحترام، ولكننا نزولاً عن رغبة البعض سنقوم بتغييره باسم مناسب.

 كيف تلقيت اختيارك كسفير للسعادة للأطفال؟

- الأمْرُ كان شرفًا كبيرًا؛ خصوصًا أنه تم اختيارى بواسطة الأطفال من ذوى القدرات الخاصة بأنفسهم، وأنا بشكل عام سعيد بتوجّه الدولة وسيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» بالاهتمام بهؤلاء الأطفال؛ لأنهم طاقات كبيرة ومواهب تختفى خلف إعاقاتهم التى لن تعوقهم.. وأنا قدّمت شخصيتين من قبل من ذوى القدرات الخاصة وهما «مسعود» فى مسرحية (وجهة نظر)، التى كان هدفها الأساسى هو التأكيد على أن فقدان البصيرة هو الإعاقة الحقيقية وليس فقدان البصر. وأيضًا فيلم (توم وجيمى) الذى كان يحمل رسالة للمجتمع بكيفية التعامل مع ذوى القدرات الخاصة. وأنا أتمنى مشاركة الموهوبين منهم فى عمل فنّى بشرط جودة قصته وكتابته. 

 كيف تغيرت الكوميديا خلال السنوات الأخيرة؟

- الكوميديا تعانى من مشكلة كبيرة وهى الكتابة، فنحن لدينا مواهب كثيرة فى التمثيل والإخراج الكوميدى من مختلف الفئات العمرية، ولكن يظل غياب الورق المناسب هو السبب فى سوء حالها؛ لأن مهمة إضحاك الناس أمْرٌ صعب جدًا؛ خصوصًا الشعب المصرى المعروف بروحه الفكاهية.