الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

غاب الصدق عن أغانى كرة القدم فتحولت إلى «كليشيه»

كمُشجع ومُحب لنادى الزمالك العظيم، أنتظر بشدة حصوله على أى بطولة؛ خصوصًا أنه من حظى التعس أننى عاصرت هذا الصرح الرياضى الكبير فى أسوأ فتراته، ولكن رُغم كل ذلك استطاع أن يحصل فريق الكرة على بطولة الدورى العام هذا الموسم، فانتظرت لحظات التتويج كأى مُحب لفريقه، وكان الأمر فى غاية السوء من اللجنة المكلفة بإدارة اتحاد الكرة المصرى، والأمر لم يختلف كثيرًا فى طرُق احتفال الفنانين المنتمين للنادى؛ حيث جاءت الأغانى الصادرة منهم فى غاية الرتابة والمَلل!



إحقاقًا للحق؛ هذا الأمرُ لا يخص نادى الزمالك فقط؛ بل يحدث أيضًا مع النادى الأهلى، أمّا الفرق الأخرى فهى تعانى من التهميش كالعادة فى الرياضة وفى الإعلام وفى الفن أيضًا.

الغناء للفرق الرياضية أصبح مرتبطًُا بمواسم معينة، وأغلب الأغانى تُصنع لأغراض تجارية وتسويقية، فعندما يفوز الأهلى بأى بطولة كبيرة، نجد الشركات الراعية له تتسابق فى صناعة أغانٍ تستغل حالة الفرح لدى جماهيره، ومن ثم يستفيد الراعى بأكبر قدر ممكن من المكاسب، ودائمًا ما تتم صناعة هذه الأغانى على عُجالة، وبالتالى فلا توجد أى فرص للمبدع تجلعه يتأنّى فى اختياره للكلمات والألحان، وكذلك التوزيع الموسيقى.

والنتيجة أن تقريبًا كل الأغانى التى صُنعت فى السنين الأخيرة للأهلى والزمالك لم تستطع الصمودَ فى زمانها ولم يتجاوب الجمهور معها بالشكل المرجو، فكيف ستصمد تاريخيًا؟!

الأغانى الكروية أصبحت مجرد «كليشيه»، فإذا فاز الأهلى فستجد كل الأغانى تتحدث عن البطولات والإنجازات، وأن هذا النادى رقم (1) داخل مصر وإفريقيا، فأين عنصر المفاجأة هنا للمستمع؟ أتحداك عزيزى القارئ أن تجد أى أغنية صُنعت للأهلى فى السنوات الأخيرة لا يوجد بها هذه المعنى!

أمّا فى أغانى الزمالك؛ فهو البطل الذى فاز بمفرده، رُغمًا عن الجميع، هو البطل رُغم كل المؤامرات؛ حيث لا تخلو أى أغنية حديثة صُنعت للزمالك من هذه المعانى.

الغناء للأندية الرياضة صار وكأنه وظيفة موسمية، مرتبط فقط بالفوز وبالتتويج، لدرجة أننا نسينا أن الرياضة تنافُس ومكسب وخسارة، ولذلك نجد أن الفرق الجماهيرية الكبرى مثل الإسماعيلى والاتحاد والمصرى والمحلة لا توجد لها أى أغنيات لأنها غائبة عن منصات التتويج منذ سنوات عديدة!

كما أن الأغانى الصادرة حديثًا بكل صراحة افتقدت لحالة الصدق، ولذلك فالأغانى العفوية الخارجة من الجماهير التى تفتقر لمفهوم صناعة الأغنية بالشكل المتعارَف عليه ككتابة وألحان وتوزيع، يتم التفاعُل معها بشكل أكبر من الأغانى التى صنعها رموز الغناء فى مصر والوطن العربى، والدليل على ذلك ما حدث فى أحد الأفراح النوبية؛ حيث تجمّع العشرات من عشاق نادى الزمالك وعلى إيقاعات أهل النوبة غنّوا ورقصوا بشكل عفوى بنطق أسماء لاعبى القلعة البيضاء على جملة لحنية واحدة لا تتغير طوال الأغنية على طريقة «نبطشية» الأفراح الشعبية الذين يقدمون التهنئة للحاضرين أثناء «توزيع النقطة».

حالة التفاعُل بالأغنية العفوية (الدورى يا سادة)، التى غناها الفنان النوبى «نبيل سراج»، يظهر فى «ستورى» عشاق الزمالك على منصات التواصل الاجتماعى المختلفة، وكذلك فى المقاطع المنتشرة على يوتيوب وتويتر وفيسبوك، وهو ما يؤكد أن الصدق فى التعبير عن الحالة أهم بكثير من الاهتمام بالمعايير الجمالية التى لا تعبر فى النهاية عن شعور حب الجماهير تجاه ناديهم!