الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زواج على ورق!

المشكلة الحقيقية أن الحب ممنوع على البنات فى مجتمعاتنا الشرقية المحافظة بحكم التقاليد الصارمة.. وبحكم أنهن محصنات مصونات ضد تجارب العشق والغرام.. وسى السيد الوالد يضع تصرفات البنت تحت ميكروسكوب عيونه الفاحصة.. وسى السيد الشقيق يراقب التليفون.. وسى السيد ابن الجيران يراقب التحركات فى الرايحة والجاية..!



ويا ويلها ويا سواد ليلها لو وقعت ليلى فى غرام قيس أو زيد أو عبيد.. تقوم الدنيا ولا تقعد.. وقد وقعت ليلى فى المحظور وارتكبت الخطيئة الكبرى وخرجت عن الخطوط الحمراء لأن البنت فى مجتمعاتنا محكوم عليها بالجلوس فى البيت.. نسمح لها بالفرجة على الأفلام والتمثيليات وقصص الحب والغرام التى تحدث لبنات جنسها.. بينما ممنوع عليها هى بالذات الوقوع فى حكايات الحب الرومانتيكى لأنها من بيئة محافظة.. أنت تتفرجين على الحواديت والروايات دون أن تتورطى فى ممارسة العلاقات.. وعليك أن تعيشى كالنعامة وأن تدفنى رأسك فى الرمال!

وأخيرًا يأتى الفرج.. ويظهر العريس.. ليس علی حصان أبيض.. وإنما بسيارة اشتراها بتحويشة العمر والعمل فى بلاد الخليج والنفط.. وقد أمضى زهرة العمر يكد ويشقى من أجل تحويش المهر والشبكة والشقة والعفش والتكييف..!

يتزوج صاحبنا وقد ودع مراحل الشباب والفتونة.. ودخل فى مرحلة الحكمة والتعقل.. هو يبحث عن الراحة والاستقرار الأسرى.. فى حين أن ليلى ما زالت تحلم بالجرى والصرمحة وتقليد روبى ونانسى عجرم ومنى زكى.. والبكاء بين يدى حماقى ومحمد منير وحمو بيكا..!

الخيبة أنهما يصطدمان بسرعة..!

هو يشعر أنه اشتراها بفلوسه.. وأنه اختارها من بيت محافظ.. لا تعرف الخروج والسهر.. ولم تمارس أبدًا المشى على حل شعرها.. هو يتصور أنها كالقطة المغمضة تجلس فى بيت الوالد انتظارًا لحضرة العريس الجاهز لعملية الإنجاب وتربية الأبناء..!

وهى تشعر أنها تزوجت سى السيد من جديد.. وأنه صورة طبق الأصل ونسخة بالكربون من الوالد والشقيق وابن الجيران فتشعر بالخيبة والإحباط.. وقد غابت الصورة الرومانسية.. واختفى الحلم الرومانسى.. وتتمنى الهروب قبل التورط فى مسائل الحمل والولادة فيحدث الانفصال العاطفى.. قبل أن يتحقق الطلاق والهجر والفراق..!

لا يستمر الزواج غالبًا.. ولو استمر بحكم ضغوط الأهل والأقارب.. فإنه مجرد زواج على ورق.. فى حين يبتعد كل منهما عن شريكه.. فتحدث هرشة السبع سنوات.. أو هى المدة التى يؤكد الخبراء أن الزواج لن يستمر بعدها.. نقول تحدث هرشة السبع سنوات.. أو السبعة أسابيع.. وفى أحيان كثيرة تأتى الهرشة سريعة.. ولا تزيد على سبعة أيام.. أى والله سبعة أيام.. فقط لا غير!