الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مدينة بحجم «سنغافورة» مساحتها الخضراء ضعف «سنترال بارك» الصحافة العالمية: «العاصمة الإدارية» نموذج عالى التقنية يعيد الاعتبار لمصر

منذ إعلان الحكومة المصرية عن مشروع «العاصمة الإدارية الجديدة» فى مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى فى 13 مارس 2015، سلطت الصحف ووسائل الإعلام العالمية الضوء على المشروع القومى المصرى الجديد. وقد اهتم الإعلام حول العالم بطبيعة المشروع، وتفاصيله، وأسبابه، والنتائج المترتبة عليه؛ محاولين التكهن بما ستصبح عليه العاصمة الجديدة بمجرد اكتمالها. ورغم التوقعات الكثيرة التى نشرت، كان الشىء المؤكد، هو انتقال «مصر» إلى عصر جديد.



 فقد ذكرت جريدة «جارديان» البريطانية فى عدة تقارير، أسباب رغبة الحكومة المصرية فى إنشاء عاصمة جديدة، إذ أوضحت أنه إذا نظر أحدهم من الفضاء، فإنه سيجد «مصر»، عبارة عن أرض صحراوية شاسعة مع وجود (Y) أخضر ينتهى عند البحر المتوسط، وهو وادى خصب يشكل (5 ٪) من البلاد. ومع ذلك، فهو موطن  لـ(95 ٪) من السكان.

وأضافت أنه فى السبعينيات، زاد التعداد السكانى على حساب الأراضى الخضراء مع النمو الحضرى. ولكن، أخيرًا خرجت الفكرة، التى كانت تتشكل فى الوعى الوطنى، إلى النور، وهى غزو «مصر» للصحراء من أجل تعميرها، وإعادة توزيع سكانها المتنامى، بعدد من المدن وعلى رأسها المشروع الوطنى الأكبر «العاصمة الإدارية الجديدة».

وفى تقرير آخر لنفس الجريدة، اهتمت بعرض تفاصيل المشروع.. حيث ذكرت أن العاصمة الجديدة، التى تبلغ 700 كيلومتر مربع، كبيرة مثل «سنغافورة»، وتهدف لإيواء أكثر من خمسة ملايين شخص.

وأضافت أن الخطة تُظهر مساحة واسعة من الأبراج الشاهقة، والمبانى السكنية؛ بالإضافة إلى منطقة حكومية، فى مزيج من المياه المفتوحة، والمساحات الخضراء المزروعة، التى تبلغ مساحتها ضعف حجم «سنترال بارك» فى «نيويورك». كما تم تشجيع السفارات الأجنبية على الانتقال، وسيتم جذب الشركات إلى منطقة تجارية مركزية، تضم 20 ناطحة سحاب.

ثم أوضحت أن المشروع صمم لتفادى المشاكل التى لحقت بالعاصمة الحالية «القاهرة»، وبناء مستقبل جديد مشرق.

أما وكالة أنباء «رويترز»، فقد نشرت تقريرًا منذ أسابيع قليلة، أوضحت فيه أن «مصر» تسابق الزمن لإنشاء عاصمة جديدة فخمة فى الصحراء بشرق «القاهرة».

ثم أشاد التقرير بالعاصمة الجديدة، التى يضع العمال فيها اللمسات الأخيرة فى حى للوزارات، يعكس هندسة المعابد الفرعونية، ويجاور مجمعا إسلاميا مرتفعا، ومبنيى برلمان مقببين، ومجمعا رئاسيا مترامى الأطراف.  

وأضاف أنه سيكون هناك خط سكة حديد أحادى يمر عبر منطقة تجارية، حيث أوشك برج مركزى يبلغ ارتفاعه 385 مترًا على الانتهاء؛ مشيرًا إلى وجود ملامح حديقة تتشكل بطول 10 كيلومترات تمتد إلى مسجد عملاق.

كما أشاد بتصميم المدينة الذى سيعمل بالتكنولوجيا الذكية، على أرض بعيدة عن الزحام فى «القاهرة».

ومن ثم تطرق التقرير إلى جائحة فيروس كورونا، وتأثيره على المشروع، إذ أدى الوباء إلى إبطاء التقدم لفترة. ولكنه، رصد أيضًا ما قاله المتحدث باسم العاصمة الجديدة «خالد الحسينى»، إن: «نسبة إنجاز المرحلة الأولى تجاوزت (60 ٪) فى كافة المشروعات».

كما علق التقرير أن تصميم المدينة نُفذ ليكون نموذجًا عالى التقنية لمستقبل «مصر»؛ مؤكدًا أن مسئولين مصريين أوضحوا أن مراكز التحكم ستراقب البنية التحتية، والأمن إلكترونيًا؛ وستُغطى الأسطح بألواح شمسية؛ ومن المتوقع أن تكون المدفوعات غير نقدية؛ بالإضافة إلى تخصيص 15 مترًا مربعًا من المساحات الخضراء لكل ساكن؛ ناهيك عن القطار الكهربائى، والقطارات الأخرى التى لا تزال قيد الإنشاء. 

وركز التقرير على ما قاله «الحسينى»، بأن: «نحاول حل كل المشاكل التى واجهتنا فى الماضى فى العاصمة الجديدة». 

ومن جانبها، ألقت وكالة «بلومبيرج»، منذ أيام، الضوء على خطط طرح أسهم من العاصمة الإدارية الجديدة فى البورصة؛ مشيدة بتلك الخطوة، التى من شأنها أن توفر السيولة وتجذب المستثمرين، وقد تصبح «أكبر اكتتاب عام أولى فى تاريخ الدولة على الإطلاق».

وفى حوار تليفونى أجرته الوكالة مع رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية «أحمد زكى عابدين»، قال: «نحن فى مرحلة التخطيط الآن، ويمكننا بدء إجراءات اختيار المستشارين، وتحديد حجم العرض فى أوائل العام المقبل»؛ آملًا أن يكون هذا الاكتتاب هو الأكبر فى تاريخ «مصر».

ثم أضاف الموقع أن الحكومة المصرية تستعد لنقل ما يصل إلى 50 ألف موظف إلى العاصمة الجديدة فى شهر ديسمبر المقبل، بينما من المتوقع أن يكون الخط الأحادى الذى يربط المدينة الجديدة بالقاهرة جاهزًا فى منتصف العام المقبل، وفقًا لأقوال «عابدين».

كما أشاد الموقع بالعاصمة الإدارية، بأنها واحدة من عدة مشاريع ضخمة، أطلقها الرئيس «عبد الفتاح السيسى»، منذ أن أصبح رئيسًا لمصر فى عام 2014، كجزء من جهد أوسع لإعادة تنشيط الاقتصاد المصرى.

وخلال السنوات القليلة الماضية، أشادت عدة مواقع إخبارية أجنبية بالمشروع، مثل شبكة (CNN) الإخبارية، التى وصفت العاصمة المصرية الجديدة بالساطعة؛ وأكدت أنها ستعد معلمًا سياحيًا جديدًا لبلاد الفراعنة؛ متوقعة أن العاصمة الإدارية ستمثل مصدر جذب ضخمًا للسياحة.

كما أعربت جريدة «إندبندنت» البريطانية عن إعجابها بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، لأنه يعد أكبر، وأفضل، وأكثر حداثة؛ موضحة أن العاصمة الجديدة ستكون أكبر مدينة مخططة على الإطلاق، توفر فرصة لإعادة اعتبار «مصر» كمكان مستقر عالميًا مستقبلًا، بالإضافة إلى كونها حارسة الماضى.

وتحت عنوان: «حلم مصر لبناء عاصمة جديدة فى الصحراء»، وصفت جريدة «لو فيجارو» الفرنسية مشروع العاصمة الإدارية بالهرم الجديد؛ مشيرة إلى أن «مصر» تتطلع لمشروع تنموى ضخم، على بعد 45 كيلومترًا من «القاهرة»، يشمل برجًا عملاقًا، ومطارًا مبنيًّا على الطراز الحديث، وأحياء راقية، كما يضم منتجعًا فندقيًا فاخرًا، وأحياء سكنية راقية.

فيما ذكر موقع «فرانس 24» فى تقرير، بعنوان: «مصر تسعى لإبهار العالم»، أن العمل بالعاصمة الجديدة مستمر على قدم وساق فى قلب الصحراء، ويهدف هذا المشروع إلى تخفيف الضغط السكانى عن «القاهرة».

كما نشر موقع (RT) الروسى تقريرًا، بعنوان: «مصر تستعد لافتتاح عاصمة جديدة بحجم دولة سنغافورة فى قلب الصحراء الشرقية»، ذكر فيه أن المشروع يسهم فى توفير نحو مليونى فرصة عمل جديدة؛ كما يتضمن مركز المؤتمرات، ومدينة المعارض، والحى الحكومى، والحى السكنى، والمدينة الطبية، والمدينة الرياضية، والحديقة المركزية، والمدينة الذكية، ومجمعًا مركزيًا للمحاكم، ومركز دراسات، وغيرها من المنشآت الخدمية المختلفة ذات الصلة.

وبالنسبة لموقع «سكاى نيوز»، فقد أوضح أن الهدف من إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، حماية المناطق الأثرية من التكدس السكانى، وتسهيل العمل الإدارى فى «مصر»؛ مضيفًا أنه فى مارس الماضى، أعلن الرئيس «السيسى» أن افتتاح العاصمة الإدارية، سيكون بمثابة «إعلان جمهورية ثانية»؛ مؤكدًا انتقال الحكومة لمقار جديدة هناك.

كما احتفت المواقع الإخبارية الغربية، بافتتاح الرئيس «السيسى» أكبر كاتدرائية فى «مصر» بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومن بينها (BBC)، التى أشادت فى تقريرها، بكلمات الرئيس «السيسى» حينها، أثناء الافتتاح المتزامن للكاتدرائية، ومسجد «الفتاح العليم» الكبير، فى رسالة الوحدة الوطنية، قائلًا: «نحن واحد، وسنبقى واحدًا».

أما الصحف الصينية، فكانت المحتفى الأكبر بمشروع العاصمة الإدارية، وعلى رأسها وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، التى عادة ما تهتم، وتتناول أحدث التقارير عن العاصمة الإدارية.

فقد احتفت الوكالة، بنجاح رفع وتركيب الممر الجوى، الذى يربط بين مبنيين إداريين فى منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر، بعد 18 ساعة من العمل الدؤوب، من قبل الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC). وقد تم وضع الممر الجوى بين الطابقين 29 و30، بعد رفعه حوالى 141 مترًا فوق سطح الأرض.

ثم وصفت الوكالة الممر الجوى المصنوع من الفولاذ، الذى يبلغ طوله 31.4 مترًا، ووزنه 161 طنًا، بأنه ممر الصداقة (الصينية-المصرية)، أو بوابة التعاون (الصيني- المصرى). 

وفى حوار أجرته الوكالة الصينية مع «تشانج شان-يو»، كبير المهندسين فى الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية فى «مصر»، أعرب عن امتنانه للثقة والدعم من الشركاء المعنيين، وكذلك العمل الجاد لجميع الموظفين الصينيين والمصريين.

ثم أضاف: «فى مواجهة تأثير (COVID-19)، اتخذنا تدابير فعالة للتعاون مع الحكومة المصرية فى ضمان سبل العيش، والتوظيف، والإنتاج فى البلاد»؛ مؤكدًا أن التعاون، والصداقة بين «الصين»، و«مصر» أصبح أعمق، وأقوى.

كما أكدت الوكالة الإخبارية الصينية أن النجاح فى رفع وتركيب الممر الجوى يعد إنجازًا مهمًا، حققه الموظفون الصينيون، والمصريون، من خلال عملهم الشاق المشترك على الرغم من تحديات الوباء.

وفى تقرير آخر، لنفس وكالة الأنباء، نُشر منذ أيام، أشار إلى مواصلة الشركة الصينية -حاليًا- بناء منطقة أعمال ضخمة، تضم مجموعة الأبراج الشامخة، فى العاصمة الإدارية الجديدة، وسط تحديات وباء فيروس كورونا.

ثم أكدت أن العمال والمهندسين بشركة (CSCEC) يسابقون الزمن، ويتحدون الوباء لتنفيذ مشروع منطقة الأعمال المركزية المكون من 20 برجًا؛ موضحة أن المشروع يضم أكثر من 9 آلاف عامل مصرى وصينى فى أوقات ذروة العمل، وهم يعيشون ويعملون يدا بيد لإنجاز هذا المشروع الضخم.

وأضافت أن منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة تشمل البرج الأيقونى، المقرر أن يبلغ ارتفاعه 385 مترًا، ويتكون من 80 طابقًا. ومن المتوقع أن يكون أطول ناطحة سحاب فى «مصر»، و«إفريقيا» عند اكتماله. 

ونقلت الوكالة تصريح مدير مشروع البرج الأيقونى «وى جيان شيون»، أن البرج يعد أكثر ما يلفت النظر، ويجذب الانتباه داخل منطقة الأعمال المركزية.