الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

موسى يضع السينما المصرية فى منافسة جديدة

«أنا موجود» صرخة لم تخرج من شاب يعانى اضطرابات نفسية حادة ومشاكل فى التواصل الاجتماعى، قليل الكلام والثقة بالنفس، كثير التفكير ودقيق الملاحظة، لا أحد يراه أو بمعنى أصح لا أحد يشعر بوجوده، كأنه «مش موجود»، وذلك الإحساس انتقل له لذلك قرر تحدى الواقع وكل من حوله، وصرخ بأعلى صوت أنه موجود لكن بالأفعال وليس بالأقوال.



«يحيى»، بطل فيلم (موسى)، هو بطل حكاية تحدٍ وصلابة داخلية تحولت لنار تهشّم كل ظلم وأذى، بعد تعرضه للكسرة والذل فى حادثة مقتل والده، تلك اللحظة التى أضاءت له نورا يُحرّكه ويقوده لُيبدع ويصنع إنسانا آليا يكون بمثابة «يديه وساقيه»، وقوته الخارجية التى حوّلته إلى بطل شعبى شهير بعد أن كان «مش موجود».

فكرة قوية يعود بها «كريم محمود عبدالعزيز» لشاشة السينما بعد غياب، يعود ليترك بصمة خاصة سواء من خلال تسلسل الأحداث القائم على حبكة الأزمة والحل، أو الإيقاع السريع للأحداث الذى يجعلك مندمجا تماما مع العمل وتطور الشخصية، والصراع الداخلى مع نفسه، والخارجى مع كل من يحاول تدميره، ناهيك عن الأداء التمثيلى المتقن لـ«كريم محمود عبدالعزيز» فى دور «يحيى»، القائم على الحوار المقتضب فيعبر عن مشاعره بالعيون ولغة الجسد.

إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم (موسى) والتى تعبر عن توتر الأحداث تارة، فتسمع تسارعا فى عزف الآلات الوترية والبيانو، وعبرت عن الحزن والانكسار تارة أخرى، فتسمع تشيللو حزينًا يُغرد فى الخلفية. وبالطبع عمل مثل (موسى) يعتمد نجاحه وتماهى الجمهور مع أحداثه على مؤثرات بصرية تتسم بالاحترافية، وتتمكن من منافسة الأعمال الأجنبية التى شاهدها ويشاهدها أكثر من جيل من مجتمعاتنا العربية وحققت فى هذا العمل عنصر الإبهار، ما جعل الأجيال الصغيرة التى تشاهد أفلام المنصات الأجنبية فقط، تتشجع وتشاهد (موسى) فى قاعات السينما، وذلك يعد نقلة جديدة فى السينما المصرية، ونجاحا ينضم لتاريخ نجاحاتها، خاصة أننا نحاول أن نسير على درب من سبقونا فى تلك النوعية من الأعمال الفنية، فترى مثلا فى ذلك العمل الفنى دمج شخصية فيلم (الهرم الرابع) مع «موسى» و«يحيى»، لنبدأ صناعة سلسلة من شخصيات الأبطال الشعبيين التى تجذب الجمهور بكل أعماره، إلا أن هناك سقطة تضمنها ذلك العمل الفنى وهى الاستعانة بأغنية أجنبية فى خلفية أحد مشاهد الأكشن، والتى يمكن أن تفقده الرونق العربى الجذاب، وتفصلك عن الإحساس بالفخر والمتعة بأنك تشاهد عملا جديدا مميزا عربيا مصريا، حتى ولو لدقيقة أو دقيقتين.

لكن إجمالا (موسى) يعد خطوة مختلفة تأخذ السينما المصرية للأمام وتخلق منافسة جديدة فى نوعية أعمال البطل الشعبى المُنقذ مثل «سوبرمان» و«باتمان».