الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كيف حول الرئيس مصطلح «التمكين» من حلم إلى استراتيجية ومشروع قومى؟ العصر الذهبى للشباب

قبل أيام احتفل العالم بيوم الشباب، لكن فى مصر الأمر مختلف.. فالاحتفال بالشباب ليس يومًا أو احتفالاً عابرًا، بل استراتيجية كاملة للتمكين والاستفادة من قدرات الشباب.. هنا «تمكين الشباب» هدف ومشروع قومى.



«تمكين الشباب».. تلك الجملة التى ظلت لعقود طويلة أشبه بالحلم، إلى أن جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2014، وكانت الكلمة الرئيسية فى استراتيجيته «الشباب» إذ جعل تمكينهم وتقلدهم المناصب التنفيذية على رأس أولوياته.

ووجه الرئيس السيسى، التحية والتقدير لشباب مصر فى اليوم العالمى للشباب، واصفًا إياهم بأنهم «نصف الحاضر وكل المستقبل». وقال الرئيس السيسى فى منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «فى اليوم العالمى للشباب، أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لشباب مصر العظيم، فهم نصف الحاضر وكل المستقبل، وبسواعدهم يكتب وطننا الغالى تاريخًا استثنائيًا من العمل والبناء والنهوض».

وتابع: «ثقتى مطلقة فى شباب مصر، وفى حماسهم وعزيمتهم، ليتحقق حلمنا الأصيل فى بناء وطن العزة والفخر والكرامة... بشبابها.. تحيا مصر».

طوال السنوات القليلة الماضية لم يكن تمكين الشباب مجرد استراتيجيات ومخططات على الورق، إذ تجلى ذلك فى اتخاذ الدولة المصرية عدة خطوات لإفساح المجال للشباب على جميع المستويات من إسناد المناصب القيادية للشباب، كما ظهرت خطوات عملية فى دمج الشباب فى المؤسسات التنفيذية المختلفة.

وخلال لقاء الرئيس بشباب المستثمرين ورجال الأعمال فى مايو 2014 أكد ضرورة أن تكون بداخل الوزارات والهيئات الحكومية والمحافظات «طاقة مناسبة من الشباب القادر على العطاء والعمل».

يراهن الرئيس السيسى على الشباب فى كسب رهانات المستقبل، وفى أى تحول تنموى، فهم الشريحة الأكثر حيوية وتأثيرًا ،فى أى مجتمع قوى تمثل المشاركة والحوار جوهر تكوينه، وهم وسيلة التنمية وغايتها، والشريحة الأكثر أهمية فى أى مجتمع.

التواصل مع الشباب

ويحسب للرئيس السيسى أنه أول رئيس مصرى يدشن جسرًا للتواصل بشكل مستمر مع الشباب، لمعرفة مقترحاتهم حول تطوير الدولة المصرية، من خلال مؤتمرات ومنتديات الشباب التى تُعد منصة حوارية بين الشباب وممثلى الحكومة ومؤسساتها المختلفة حول قضايا الشباب من كل دول العالم بشكل عام والشباب المصرى بشكل خاص.

سعى الرئيس إلى بناء نظام شبابى جديد، ويؤكد مشاركته لهم بالاستماع لحوارهم حول قضاياهم ومناقشاتهم للتحديات التى تواجههم وأفكارهم ولنماذجهم الناجحة التى تعبر عن إرادتهم القوية، وكذلك طموحاتهم وآمالهم فى تحقيق مجتمع آمن يسوده السلام ويعتمد على الحوار كطريقة للتواصل واستتباب الأمن، استنادًا إلى أن الحوار هو السبيل الأفضل الذى يتعين الاعتماد عليه فى السعى نحو تصحيح المفاهيم الخاطئة.

جاءت لقاءات الرئيس الدورية بشباب مصر من المحافظات المختلفة والاهتمام بالشباب وضخ دماء جديدة فى الوزارات المختلفة، كمبادرة لتوفير منبر سنوى للشباب من شتى أنحاء العالم تستضيفه مصر فى كل عام، وهو ما ساهم فى تكوين شبكة عالمية تضم شبابًا من مختلف الدول للعمل معا لخدمة مجتمعاتهم، فى تجمع يتميز بمشاركة العديد من الشباب  المصرى والأجنبى، وتواجد قوى لمختلف المؤسسات والهيئات المحلية والدولية، مما يفتح السبيل أمام مساهماتهم الفعالة فى نواحى الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وشهدت مصر خلال السنوات السبع الماضية مؤتمرات شباب على المستويات المحلية والإفريقية والعالمية.

وقد حالت جائحة كورونا دون عقد نسخته الرابعة لعام 2020، فمنتدى شباب العالم هو فرصة للتواصل مع كبار صانعى القرار والمُفكّرين حول العالم، كما أنه فرصة لتتعرّف على مجموعة متنوّعة من الشباب الواعد من مختلَف الجنسيات حول العالم، شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقى فى عالم اليوم وعالم الغد.

مسار واضح لتمكين الشباب

يعد البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سبتمبر 2015 بهدف إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كى تكون مؤهلة للعمل السياسى، والإدارى، والمجتمعى بالدولة هو النواة لتمكين الشباب،حيث يقوم البرنامج على إطلاع الشباب على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملى، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات التى تحيط بالدولة المصرية.

ويهدف البرنامج توسيع قاعدة المشاركة الشبابية فى إدارة الدولة، وتهيئة آلاف الشباب لتولى مناصب قيادية، وخلق نموذج للتعليم والتدريب العملى المحترف، ورفع مستويات الوعى السياسى والثقافى، من خلال إعطاء صورة شاملة عن النظم السياسية، والحكومية ونظم إدارة المؤسسات، وتوفير مساحة التواصل المباشر بين الدولة بمؤسساتها ومئات الآلاف من الشباب، بشكل مباشر ومن دون وسطاء.

العصر الذهبى للشباب 

تحقق للشباب إنجازات ومكاسب عدة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لم يسبق أن تحققت فى فترة رئاسة أخرى وذلك يرجع لإيمان الرئيس السيسى بدور الشباب فى صناعة حاضر ومستقبل بلدهم ،فدعمهم بعد  تأهيلهم لتولى المناصب القيادية كصف ثان فى أجهزة الدولة لصقل خبراتهم العملية استعدادًا لتولى المسئولية فى حينها، فتولى الشباب مناصب معاونين ونوابًا للوزراء ومحافظين ونواب محافظين، حيث شكل الشباب 60 % من حركة المحافظين لعام 2019، فضلاً عن زيادة نسبة تمثيلهم فى الغرف النيابية بشقيها الشورى والنواب.

وحرصًا منه على الشباب عقد الرئيس السيسى العديد من مؤتمرات للشباب بدأت فى نوفمبر 2016 ونجحت المؤتمرات الوطنية للشباب فى تحقيق حالة فريدة، وتحولت إلى فكرة قابلة للتعميم والعولمة، فانطلق منتدى شباب العالم وليدًا من أفكار أبناء مصر، ليكون منصة حوار بين شباب العالم بكل تنوعهم واختلافهم.

وتأتى الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب التى صدر قرار جمهورى فى 2017 بإنشائها فى ثانى آليات تمكين الشباب والتى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم وجاء إنشاؤها كأحد توجيهات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ فى نوفمبر 2016 والتى أقرها الرئيس السيسى.

وتعد الأكاديمية الوطنية هى المشروع القومى لبناء الإنسان، فالأمم تنهض بسواعد أولادها وعلى مدى السنوات الماضية قامت الأكاديمية بتخريج 3 دفعات من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، ضمت 1500 شاب وفتاة فى الفئة العمرية بين 20و30 عامًا من جميع محافظات مصر وفى طريقها لتخريج الدفعة الرابعة.

تدريب وتمكين 

تم تخصيص عام 2016، عاما للشباب المصرى فى إطار الحرص على الاستماع لآراء الشباب، وكان الرئيس قد تعهد بتدريب الشباب فى أكاديمية ناصر العسكرية، وهو ما بدأت الأكاديمية فى تنفيذه بالفعل فى 2014 بتنظيمها دورات فى موضوع «الاستراتيجية القومية والأمن القومى» شارك فيها أعداد كبيرة من الشباب العاملين فى الجهاز الحكومى، وقد عين العديد من النماذج الشابة فى مناصب معاونين وزراء وفقا للقرار رقم 1592 لسنة 2014 بتفويض الوزراء فى اختيار معاونيهم، كما تضمنت حركة المحافظين 2019 تمثيلًا فعليًا للشباب، وهذا ما يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن التمكين أصبح حقيقة وليس شعارًا.

وتعد الحركة التى ضمت 39 قيادة جديدة ما بين محافظ ونائب للمحافظ، من بينهم 60 % من الشباب، حيث ضمت اختيار 16 محافظًا، و23 نائبًا، وجاء عدد الشباب 25 قيادة، منهم اثنان من المحافظين، و23 نائبًا للمحافظين جميعهم من فئة الشباب.

كما منحت الدولة  فرصة حقيقية لـ8 عناصر شابة من أعضاء البرنامج الرئاسى، بينما حازت المرأة على أعلى نسبة تمثيل فى منصب نائب المحافظ، بواقع 30 % من إجمالى الحركة الجديدة، من خلال تعيين 7 نائبات للمحافظين الجدد، يمثلن كفاءات وخبرات علمية وأكاديمية كبيرة.

واستكمالاً لتمكين كل كيانات الدولة المصرية وأطيافها، تم اختيار 5 من شباب تنسيقية الأحزاب والسياسيين، بواقع 20 % من عدد النواب، وبهذه الخطوة تستكمل الدولة خطوات بدأتها فى مسيرة تنمية بدأت وانطلقت إلى مستقبل أفضل.