السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«لن أغيرك من أجل العالم ولكن سأغير العالم من أجلك» مريم جميلة الجميلات

فى كل مَرّة وفى كل مَقال هنتكلم فيها مع بعض عن لحظة سعادة، ممكن تكون اللحظة دى فيها سعادة لكل إللى حواليك، وتكون لحظة حزن ليك أنت شخصيّا، والعكس كمان ممكن يحصل، تكون لحظة سعادة ليك وتكون لحظة حُزن لكل إللى حواليك.. لحظات سعادة كتير هنتكلم عنها بتحصل لناس كتير، سواء لحظة سعادة بالنصر أو لحظة سعادة بوظيفة كان صعب قوى تتحقق، لحظة سعادة بمنصب مستحيل أو لحظة سعادة للشفاء من مرض صعب جدّا الشفاء منه.



 

فى أوقات كتير أوى وساعات كتير أوى الواحد بيحس فيها إن فى حاجة قلقاه بس ثقته فى ربنا وإحساسه دايمًا أن ربنا دايمًا معاه وفى ضهره هو ده اللى بيخلينا نستحمل قسوة الحياة والأمل هو دايمًا اللى بيخلينا نحس أن الحياة حلوة والصعب هيعدى.

خلينا ندخل فى الموضوع على طول، بطلة مقالة النهارده هى مريم محمد أحمد اللى وزى كل مقالة بسيب الأهل يتكلموا عن ولادهم ومامة مريم وهى ربة منزل وبابا مريم بالمناسبة بيشتغل علاقات عامة فى شركة خاصة ونشوف بقى مامة مريم هتقولنا إيه على مريم.

‌كان حلم حياتى إن أول خلفتى تكون بنت فرزقنى الله أحمد وبعد سنة رزقنى الله بحمل آخر فتمنيت فى كل لحظة تكون بنت، وعندما جاء يوم الولادة رزقنى الله بمريم وأول ما فوقت من البنج فوقت على صوت الدكتور بيقولى فوقى إنتى جبتى بنوتة زى القمر ففرحت وطلبت أشوفها وفرحت جدا رغم شدة الألم ومرت سنة جميلة مع بنوتتنا الجميلة، ولكن بعد السنة لم تنطق مريم وطول الوقت بتصرخ كنت فاكرة إن ده ممكن يكون عادى وعند عمر سنتين ظل الصراخ والرفرفة والمشى على طراطيف الإصبع، ومن هنا بدأت الصدمة، بنتى اللى انتظرتها طويلا بعد التشخيص تعانى من التوحد وعدم الرد عند النداء وتتسلق أى مرتفع فى لمح البصر. ظننت أن بنتى من الخوارق فعند زيارة أحد الأقارب لفت انتباههم كثرة الحركة وكثرة الصراخ فحكيت ما أعانيه فردت قائلة: هى عندها مشكلة روحى بيها للدكتور بتاع التوحد.

أنا شفت حالات مماثلة عن تسلق المرتفعات، وبالفعل ذهبت بها إلى الأخصائيين، حيث أجمعوا بالتشخيص أنها تعانى من التوحد وبدأت رحلة العلاج جلسات تخاطب مهارات علاج طبيعى، وكانت المناعة صفرًا، وطبعًا عدم فهمها الرعاية الذاتية ولا تتقبل المجتمع فعندما أسمع عن أى مركز أو مؤسسة تقدر تساعدنى أذهب إليها مهما كان بعد المسافة لدرجة إنى كنت بقعد أنتظرها‌ ساعات طويلة لكى تخرج من داومة التوحد وبدأت التدريب فى ألعاب القوى وأول بطولة حصلت على ميداليتين ذهبيتين، وتوالت البطولات حتى أصبحت فى الصف الأول الإعدادى ودخلت كورال بحضور رئيس الاتحاد ووزير الشباب والرياضة ودخلت استعراض وحققت مركز ثانى ومسابقة لحفظ القرآن الكريم وأخذت ميداليتين فى حفظ قصار السور وفى نفس الوقت حققت بطولات جمهورية وتميز. 

وحصلت على لقب ملكة جمال التوحد فى مهرجان الإبداع الفنى وكورال قادرون باختلاف، بحضور رئيس الجمهورية،  وتميزت مريم وأبدعت فى كل مجال لأنها بالفعل قادرة باختلاف على تحقيق البطولات، وفى النهاية قالت والدة مريم:  الحمد الله الذى ميزنى أنا وكل أم عن غيرنا وأعطانا مقدار تعبنا وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وبإذن الله مكملة معاها لحد آخر نفس فى عمرى. أدامها الله فى حياتى مريم هى وإخواتها أنا عندى غير مريم 4 ولاد.

مريم بتعشق الفراعنة وبتحب الآثار جدا. مريم لما حد بيسمعها بتتكلم بيفتكرها من دولة عربية لأن عندها لكنة فى النطق وبتتكلم لغة عربية وأخيرًا مريم عندها 13 سنة وفى 3 إعدادى ومن أحلامها إنها تطلع فى الإعلانات وتمثل وتستمر فى الرياضة بتاعتها اللى حققت فيها أكثر من 16 ميدالية، ومامة مريم بتقول إنها تحب تنهى كلامها بكلمة، وهى لن أغيرك من أجل العالم، ولكن سأغير العالم من أجلك.

وأنا هنا معنديش حاجة أقولها لمريم وباباها ومامتها وإخواتها غير نهاركم سعيد ويومك بيضحك وأقول لكل اللى يقرا المقالة نهارك سعيد ويومك بيضحك.