الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى حواره الأول بعد أن استعانت به الحكومة السودانية لتطوير السينما هناك سعيد حامد: البشير دمر الفن السودانى

لم يكن «سعيد حامد» مجرد مخرج سينمائى سودانى عشق مصر وفنها فقرر أن يحقق حلمه من خلال أعمال حفرت فى ذاكرة الجمهور، حيث أعطت أفلامه شارة البداية للعديد من الشباب لينطلقوا إلى عالم النجومية الرحب..



 

من أبرزهم «محمد هنيدى»، الذى تعاون معه فى خمسة أفلام يمكن اعتبارها من أنجح أفلام «هنيدى» بداية من (صعيدى فى الجامعة الأمريكية، وهمام فى امستردام، وجاءنا البيان التالى، وصاحب صاحبه، ويا أنا يا خالتى) وقبل أيام عاد المخرج القدير من الخرطوم، بعد أن التقى برئيس الوزراء السودانى «عبد الله حمدوك» ،حيث سيكون له دور كبير فى تطوير السينما السودانية فى الفترة المقبلة، عن هذا الدور، وعن أسباب انسحابه من مسلسل (تساهيل) بعد تصوير بعض حلقاته، وعن رأيه فى فيلم (الإنس والنمس) الذى أخرجه صديق عمره «شريف عرفة» ولعب بطولته رفيق النجاح «محمد هنيدى» وعن مشاريعه القادمة أيضا كان لنا معه هذا الحوار.

 عدت لتوك من السودان بعد لقاء مع رئيس الوزراء هناك من أجل تطوير السينما السودانية، فما الذى دار فى هذا اللقاء؟ وما الدور الذى ستقوم به من أجل المساهمة فى إعلاء السينما السودانية فى الفترة المقبلة؟

- بالفعل التقيت برئيس الوزراء الدكتور «عبدالله حمدوك» ووزير الثقافة والإعلام «حمزة بلول» وسعدت جدًا بما شاهدته، فهناك إرادة سياسية حقيقية من أجل عودة السينما السودانية والتى دمرها نظام البشير طوال سنوات حكمه، ويكفى أن أقول لك أننى عندما خرجت من السودان إلى القاهرة فى نهاية السبعينيات كان هناك حوالى 68 دار عرض تحتوى على 130 ألف كرسى، اختفت جميعها أيام حكم البشير، لذلك كان التركيز الأساسى فى حديثى عن ضرورة إعادتها للحياة، وإنشاء دور عرض جديدة فى مختلف مدن السودان، بالإضافة إلى بعض الخطوات الأخرى التى من شأنها الارتقاء بالفن السوداني، ودورى الإشراف على تنفيذ تلك الخطوات، بالإضافة إلى كونى حلقة وصل بين الجانبين المصرى والسوداني، حيث سيكون لمصر دور عظيم فى مساعدة السودان للنهوض سينمائيًا، وفى الفترة المقبلة ستكون العديد من المؤسسات والهيئات السينمائية المصرية متواجدة فى السودان، وسيكون لمصر دور كبير فى إثراء المكتبة الرقمية السودانية، وبهذه المناسبة أود أن أشكر السيد «أحمد عدلى إمام» قنصل مصر فى السودان على مجهوداته الكبيرة فى هذا الإطار.

 لديك العديد من المشروعات السينمائية المؤجلة من أبرزها فيلم (الطريق إلى دارفور) فما سبب تأجيل هذا المشروع لأكثر من مرة؟ وهل تحدثت مع الجانب السودانى من أجل المساهمة فى إنتاجه؟

- (الطريق إلى دارفور) فيلم عالمي، يحتاج إلى ميزانية ضخمة، وقد بدأت به خطوات فعلية عندما كان لى شريك خليجى قرر رصد 5 ملايين دولار كميزانية للفيلم لكنه انسحب فتوقف كل شىء، والفيلم يتناول قصة حقيقية حدثت فى دارفور عن جمعية فرنسية اتضح أن لها أغراضًا أخرى فى مساعدة أطفال دارفور، وسيكون فريق العمل من فرنساـ والسودان، وبالطبع تنفيذ هذا الفيلم حلم أسعى لتحقيقه، لكننى لم أتحدث عنه مع المسئولين فى السودان، فكما قلت لا تزال صناعة السينما فى السودان قيد الإنشاء، وليس من الطبيعى أن أتحدث معهم فى إنتاج أى فيلم فى هذه المرحلة.

 اعتذرت عن مسلسل تليفزيونى كبير بعنوان (تساهيل) فما الذى دفعك للاعتذار بعد أن صورت عددًا من حلقاته؟

- بالفعل، فعلت ذلك نظرًا لانشغالى وليس لأى سبب آخر، ولن يحدث اعتذارى أى مشكلة، لأن المسلسل حلقات منفصلة متصلة، يقوم ببطولتها فنانون سعوديون، ومصريون، وعرب ويستطيع أى مخرج أن يكمل الحلقات بعدى بأسلوبه الخاص.

 لكن تجاربك التليفزيونية القليلة التى لم تنجح بنفس نجاحك فى السينما توحى أنك تفضل السينما بشكل عام

- هذه هى الحقيقة ، لا أذهب إلى عمل تليفزيونى إلا إذا تم تكليفى من المنتج أو فريق العمل، لكن العمل السينمائى بالنسبة لى مشروع أسعى خلفه بالسنوات دون كلل، فالتليفزيون بالنسبة لى مهمة أؤديها، والسينما حلم أسعى لتحقيقه.

 وماذا عن حلم الجزء الثانى من (صعيدى فى الجامعة الأمريكية) هل اتخذت خطوات جادة به؟

- ليس بعد، رغم أن «محمد هنيدى» متحمس جدًا لتقديمه، ولا سيما أن الجزء الأول منه هو الأعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية، وهو ثانى أفلامى فى السينما وأولى نجاحاتى وله فى حياتى معزة خاصة وأتمنى أن أقدم الجزء الثانى منه، ولكن حتى الآن لم نتخذ خطوات جادة فى الموضوع.

 لكن هل اختلفت طريقة تقديم الكوميديا اليوم عن الماضى ولا سيما مع ظهور جيل (مسرح مصر) الذى غير كثيرًا من شكل الكوميديا؟

- بالطبع، لكل زمن الكوميديا الخاصة به، ولكل شعب أيضا، والحقيقة أننى أحترم كل أنواع الكوميديا التى يقبل عليها الجمهور، وطالما أن الجمهور يضحك فهناك شىء يقدمه هؤلاء الشباب.

 ألهذا السبب أخرجت مسرحيات (مسرح مصر) للتليفزيون؟

- أحب كثيرًا أن أنقل المسرح للتليفزيون، فعلت ذلك قديًما فى (باللو، وحزمنى يا، وألابندا) لكن حتى الآن لم أخرج على المسرح، ومع ذلك سأكون سعيدًا إذا ما عرض على عمل مسرحى جيد، وطلب منى إخراجه مسرحيًا.

 من الفنان الذى تعتز بتجربتك معه، وتتمنى تكرارها مجددًا؟

- أعتز كثيرًا بتجربتى مع «يحيى الفخرانى» لأنه أعطانى التذكرة الأولى للتواجد، عندما وافق على لعب بطولة فيلمى الأول (الحب فى الثلاجة) حيث جرت العادة أن يشترط النجم أن يشاهد أعمالًا سابقة للمخرج الذى سيعمل معه، وهو ما فعله «عمرو دياب» على سبيل المثال، حيث كان المرشح الأول لبطولة فيلم (شورت وفانلة وكاب) لكنه طلب أن يشاهد أعمالى السابقة، وعندما شاهد (الحب فى الثلاجة) اعتذر عن الدور، فكان من نصيب «أحمد السقا» بعد ذلك بسنوات، وعمومًا هذا أمر ليس بغريب على «الفخرانى» ،فقد فعل الأمر نفسه مع «عاطف الطيب» فى فيلم (الغيرة القاتلة) ومع «ساندرا نشأت» فى (مبروك وبلبل) ومع ولده «شادى» فى مسلسل (الخواجة عبد القادر)، كما أعتز أيضا بتجربتى مع «هنيدى» واعتبره ابنى.

 وما رأيك فى فيلمه الأخير (الإنس والنمس)؟

- لم أشاهده بعد لأنى عائد لتوى من السودان، لكن أود أن أقول أن أهمية هذا الفيلم بالنسبة لى تكمن فى أنه صنيعة أصدقاء العمر « هنيدى» و«شريف عرفة» الذى كان زميلى فى المعهد، وعملت معه كمساعد مخرج فى بداياتى، وأعلم تمامًا كيف يسعى لصناعة سينما مختلفة.