الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وكوميديا هنيدى التى لا تنفد

يمثل «محمد هنيدى» حالة فنية استثنائية، ليس فقط لكونه استطاع الاحتفاظ بمقعده على قمة هرم الكوميديا لسنوات طويلة، منذ أن تصدر اسمه الأفيشات قبل 23 عاما، وتحديدا بفيلم (صعيدى فى الجامعة الأمريكية) أولى بطولاته المطلقة، لكن لأنه استطاع تغيير شكل صناعة السينما الكوميدية.



 

 والدفع بها إلى منطقة جديدة لم يسبقه إليها أحد، أطلق عليها فى حينها (سينما الشباب) لذلك، شكلت أفلامه بوابة عبور لجيل كبير من الموهوبين، أتيحت لهم الفرصة فيما بعد لصناعة سينما خاصة بهم، لكن كوميديا «هنيدى» تأثرت كثيرا فى السنوات العشر الأخيرة حيث قدم خلالها العديد من التجارب التى لم تحقق ما اعتاد عليه من نجاح فى بداياته، كان آخرها فيلم (عنتر ابن ابن ابن شداد) الذى قام ببطولته قبل أربع سنوات، واتهمه البعض بعده بعدم القدرة على مواكبة الجيل الجديد من صناع الضحك، لكن هذا التأثر، وتلك الاتهامات لم تنل من نجوميته، ولم تؤثر على موقعه على قمة هرم الضحك، بل منحته الفرصة لإعادة ترتيب أوراقه، بل ولخلق نجومية موازية على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال تعليقاته على مجريات الأحداث، والتى جعلت من اسمه يتردد بين أوساط الشباب الأصغر سنا، والذين لم يشهدوا بزوغ نجمه مطلع التسعينيات، ولعل المقدمة السابقة كانت ضرورية جدا لتفسير حالة الترقب التى سبقت عرض فيلم (الإنس والنمس) الذى يعيد فيه «هنيدى» التعاون مع المخرج «شريف عرفة» بعد 17 عاما حيث قدما سويا فيلم (فول الصين العظيم) وحققا نجاحا كبيرا.

الفيلم يدور حول شخصية «تحسين» مدير بيت الرعب فى إحدى الملاهى، الذى يعيش حياة بائسة فى منزل واحد مع والدته «عارفة عبدالرسول» وشقيقته «دنيا ماهر» وزوجها «محمود حافظ» لكن تلك الحياة البائسة تتبدل بمجرد أن يلتقى بـ«نارمين» وتلعب دورها «منة شلبى» التى تنتمى إلى «النمايسة» وهى قبيلة من الجن، فيشعر بحب تجاهها، بينما ترى هى ضرورة الزواج منه وفقا لقواعد قبيلتها التى تحتم عليها الزواج من إنس طالما اختلطت دماؤهما سويا، وهو ما حدث أثناء حادث السير الذى التقيا بسببه أول مرة، وتبدأ فى الجزء الثانى من الفيلم مفارقات عديدة، تزيد من خلالها جرعة الكوميديا، ويكتشف من خلالها «تحسين» حقيقة حبيبته، ويحاول الخلاص من أسرتها، المكونة من والدتها «صابرين» وخالها «عمرو عبدالجليل» بالإضافة إلى الخادم «سليمان عيد» كما لعب «بيومى فؤاد» دور الجنى المعادى لقبيلة النمايسة، والذى ساهم فى إنقاذ «تحسين» من قبضة يدهم، والحقيقة أن أسماء النجوم الثلاثة الأخيرة ساهمت بشكل كبير فى الارتقاء بكوميديا الفيلم، بالإضافة إلى شقيقته وزوجها اللذين لعبا دور «مؤثرين» على التواصل الاجتماعى، يقومان بتصوير أى شىء من أجل الحصول على مشاهدات الجمهور، ويعد هذا الخط من أفضل الخطوط الدرامية فى الفيلم، حيث تم توظيفه جيدا خلال مجريات الأحداث، كما ساهمت الخدع، والمؤثرات البصرية، ومواقع التصوير المفتوحة التى اختارها المخرج الكبير «شريف عرفة» فى إثراء الفيلم بصريا بشكل كبير، حتى وإن تخلل السيناريو بعض الفجوات التى استطاع «هنيدى» التغلب عليها بطريقته، وبمخزونه الكوميدى الذى لا ينفد، ولا يمل منه، ومع ذلك فإن جرعة الكوميديا التى قدمها الفيلم كانت أقل من المتوقع إذا ما تمت مقارنتها بالنسخة الأولى من أفلام «هنيدى» والتى لا تزال إفيهاتها حاضرة بقوة رغم مرور سنوات على عرضها، المقارنة أيضا بين مهرجان (هابا) الذى قدمه المطرب الشعبى «أوكا» ضمن أحداث الفيلم بمشاركة «بيومى فؤاد» وبين الأغنيات التى قدمها «هنيدى» ضمن أفلامه خلال مشواره الطويل ستصب فى مصلحة الأخيرة بكل تأكيد، أما الموسيقى التصويرية والتى كانت بتوقيع «مودى الإمام» فهى إحدى المفاجآت السارة فى الفيلم، حيث تمثل له عودة بعد غياب طويل.