الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اليوم الثامن.. سامح شكرى لوزير خارجية الجزائر: مصر تدعم تونس من أجل وضع مسيرة مؤسساتها على المسار الصحيح

شهدت القاهرة فى الأيام القليلة الماضية تحركات دبلوماسية مكثفة وزيارات مهمة ومباحثات مطولة حول قضايا مصيرية وشائكة لعبت فيها مصر الدور الأبرز لحفظ التوازن فى المنطقة، وكذلك للحفاظ على مصالحنا وحقوقنا وأمننا الوطنى وحدودنا..ولعل زيارة وزير الخارجية الجزائرى رمضان لعمامرة واحدة من أهم الزيارات التى ركز عليها الإعلام وتناقلتها وكالات الأنباء، وذلك بعد الإعلان عن مبادرة يحملها الوزير ودخول بلاده كوسيط لحل أزمة سد النهضة.



المباحثات بين وزير الخارجية سامح شكرى ووزير الشئون الخارحية الجزائرية والجالية الوطنية بالخارج رمضان لعمامرة استمرت لساعات، وبَعدها عقد «شكرى» بقصر التحرير مؤتمرًا صحفيًا رحّب فى بدايته بأول زيارة لوزير الخارجية الجزائرى إلى مصر، معربًا عن تهنئته لتوليه مرّة أخرى حقيبة الخارجية فى الحكومة الجزائرية. وقال وزير الخارجية سامح شكرى إنه عقد جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة أخرى موسعة بحضور وفدَىْ البلدين؛ حيث جرَى تناوُل سُبل تعزيز العلاقات وأبرز القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام فى ظل عمق علاقات التعاون التى تربط بين البلدَين فى شتى المجالات.

وزير الخارجية الجزائرى رمضان لعمامرة قال إنه يحمل رسالة من الرئيس عبدالمجيد تبون إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والجزائر، وأضاف «لعمامرة» إن الرسالة هى رسالة إخاء وتؤكد الحرص على العمل مع مصر وتسجيل خطوات منيرة فى العلاقات بين البلدين، مشيدًا بدور مصر الكبير فى دعم الثورة الجزائرية، وأكد أن اللقاءات ستكون مستمرة مع مصر بهدف استثمار كل الفرص لتكريس سُبل التشاور والتنسيق بين مصر والجزائر. 

الوزيران عَلّقا خلال المؤتمر على أهم الملفات فى المنطقة، ولكنهما أكدا أن ما يحدث فى تونس شأن داخلى، فقال وزير الخارجية الجزائرى رمضان لعمامرة: إن ما يحدث فى تونس شأن داخلى ونحترم سيادتها ونتضامن معه. وقال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى إن مصر تدعم تونس من أجل وضع مسيرة مؤسّساتها على المسار الصحيح، وأن ما يحدث فى تونس شأن داخلى ويعبر عن الشعب التونسى، وأن مصر تتابع باهتمام بالغ الأوضاع فى تونس وتثق فى حكمة قيادتها لتحقيق الخير لشعبه، وأنه يأمل أن تؤدى كل الإجراءات التونسية لاستقرار البلاد وتحقيق إرادة شعبها، وهو ما أكد عليه المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ فى بيان صحفى لاحقًا؛ حيث صرّح بأن مصر تعرب عن تضامنها الكامل مع الشعب التونسى الشقيق وتطلعاته المشروعة، وتثق فى حكمة وقدرة الرئاسة التونسية على العبور بالبلاد من هذه الأزمة فى أقرب وقت.

وأكد ضرورة تجنب التصعيد والامتناع عن العنف ضد مؤسّسات الدولة بما يحفظ مصالح الشعب التونسى الشقيق وأمنه ومقدراته، مشيدًا بدور المؤسّسات الوطنية للدولة التونسية فى حفظ أمن واستقرار البلاد.

أمّا فيما يخص ليبيا فقال وزير الخارجية الجزائرى رمضان لعمامرة، إن ليبيا تشهد حاليًّا تقدمًا وإنجازات معتبرة، وأن هناك تطورات إيجابية مثل افتتاح الطريق الساحلى بين الشرق والغرب ونشاط ومبادرات الحكومة المعترف بها دوليًّا والأجندة الموضوعة والمتفق عليها محليًّا وإقليميًا ودوليًا باتخاذ خطوات مؤهلة لخَلق أجواء مناسبة لإجراء انتخابات فى ديسمبر، وأضاف إن هذا المَظهر الإيجابى لا يخلو من تحديات ومشكلات تتطلب ليس فقط الصبر والمثابرة؛ بل أيضًا اليقظة والوقوف إلى جانب الشرعية الليبية لجمع جميع شروط وخروج ليبيا من هذه الفترة المأساوية. فى حين أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن لدى مصروالجزائر اهتمامًا بالغًا بالملف الليبى باعتبارها دولة شقيقة وتربطها بالبلدَين مصالح مشتركة، وأنه على مدى الأزمة الليبية كان هناك قلق بالغ من الضغوط الواقعة على الشعب الليبى، وأكد ضرورة العمل المتعدد مع دول الجوار لمساعدة ليبيا لاستعادة استقرارها والحفاظ على مقدراتها لصالح الشعب الليبى. وأبدى وزير الخارجية تفاؤله بالمشهد الليبى الحالى؛ خصوصًا مع اقتراب الانتخابات فى ليبيا أواخر ديسمبر المقبل. وشدد «شكرى» على أهمية خروج القوات الأجنبية من الأراضى الليبية والتعامل مع قضية الميليشيات وتعزيز الاستقرار ومؤسّسات الدولة، مبديًا تطلعه لاستمرار التعاون مع الأشقاء فى ليبيا، وقال إن فتح الطريق الساحلى فى ليبيا مؤشر طيب لحوار ومصالحة «ليبية- ليبية» تعزز من نجاح الاستحقاقات الانتخابية، وأشار إلى أن التنسيق مستمر مع دول الجوار الأخرى، إلى جانب مخاطبة شركاء آخرين يهتمون بالشأن الليبى، مؤكدًا أن تكون هناك مخاطبة صريحة للدول التى تتحمل مسئولية تجاه ليبيا وأيضًا للشعوب بالنظر إلى إسقاطات عدم الاستقرار فى ليبيا على كل دول الحوار.

أمّا فيما يخص سد النهضة فقال وزير الخارجية الجزائرى رمضان لعمامرة: إن موضوع سد النهضة أصبح عالميًا ينظر إليه على أنه من القضايا المهمة للمجتمع الدولى، وأن الجزائر تعتقد أن الوضع المتعلق بالعلاقة بين دول حوض النيل يمر بمرحلة دقيقة وأنهم حريصون على ألا تتعرض العلاقة الاستراتيچية بين الجانب العربى والإفريقى للمخاطر، وقال: «نرغب فى أن نكون جزءًا من الحل بكل الملفات الكبيرة التى تهم أشقاءنا حين تكون الظروف ملائمة».

وأعرب عن أهمية أن تصل الدول الشقيقة إلى حلول مرضية تحقق لكل طرف ما له من حقوق وتحفظ كذلك واجبات كل الأطراف، وأن تسود الشفافية المطلقة فى تلك العلاقة لكى تتساوى الفائدة بالثروة المائية الهائلة.

وأشار إلى استماعه إلى أديس أبابا والخرطوم، كما استمع جزئيًا إلى معلومات من وزيرالخارجية سامح شكرى، مع وعد باستكمال الجلسات والتشاور.