الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ماذا يجرى فى طوكيو؟

رحلة البحث عن سر الفشل الذي ضرب البعثة المصرية فى أوليمبياد طوكيو، والخروج المبكر والمتكرر لمعظم الألعاب، رغم الدعم الذي قدمته الدولة ومؤسساتها في ظل الظروف الاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا، ليتوقف الجميع ويتساءل مع الكم الهائل من اللاعبين المنضمين للبعثة كونها أكبر بعثة مصرية فى تاريخ الأوليمبياد؛ حيث ضمت 145 لاعبًا، وتم صرف نحو 281 مليون جنيه من قبل اللجنة الأوليمبية على 29 لعبة، وصل منها إلى معقل «السومو»، 23 لعبة.



 

رغم الوصول والتواجد فى الأوليمبياد؛ فإن الفشل كان حليفًا لهم ومتواجدًا أيضًا معهم منذ البداية فى الألعاب الفردية والجماعية.   بداية أبناء الفراعنة، فى أوليمبياد طوكيو، ليست هى الأفضل على الإطلاق، ومستوى أداء المجموعة المتمثلة فى البعثة المصرية، ليست هى الأروع، رغم كثرة العدد، وهذا انعكس مردوده النفسي على الشعب المصري، والذي ألقى بالـ«فوطة» مبكرًا، والخروج المبكر لبعض اللعبات، ليتملك اليأس من الجميع فى حصد حتى لو ميدالية واحدة، وهذا الفشل الذريع يتناسب مع ما سبق وأن ذكره المهندس شريف العريان الأمين العام للجنة الأوليمبية، لـ«روزاليوسف» قبل سفر البعثة بأيام عندما قال: «أرفض كلمة محاسبة، حيث بذلنا قصارى الجهد خلال فترات الإعداد، والنتائج الإيجابية من عدمها مرتبطة بالتوفيق من عدمه خلال اللعب، وهذه رياضة من الجائز أن نحصل على صفر ميداليات وممكن نحصل على ثلاث أو ست أو حتى أكثر، وسوف يتم التقييم وفقًا لبنود اللائحة، هؤلاء من أفضل 11 ألف لاعب على العالم من 7 مليارات نسمة، لذلك أطالب بعمل تماثيل إلي كل لاعبي الأوليمبياد، بغض النظر عن النتائج، حتي لو حصلنا على صفر ميداليات» وعندما سئل عن فترة الإعداد كان رده «لا يمكن أن يكون الاستعداد بالشكل الأمثل، فى ظل وجود كوفيد- 19، وهذا كان له تأثير سلبي كبير على فترة الإعداد، وأيضًا كمية التدريبات وخوض الوديات بالنسبة للمنتخبات الجماعية لعدم إمكانية السفر أو إحضار منتخبات إلي مصر، رغم وجود هذا الحال على العالم كله وله تأثيره السلبي على الـ 206 دول مشاركة فى هذا الحدث الكبير، ولكن نأمل أن نكون الأقل تضررًا».

دعم مالي كبير وغير مسبوق مقدم من قبل وزارة الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحي، لدعم وإعداد أفراد البعثة المصرية لتكون خير ممثل لمصر، فى أوليمبياد طوكيو، ولكن حتى الآن لم نر أي حسنات أو إيجابيات من قبل البعثة المصرية، وهذا رصد لبعض اللعبات فى طوكيو، مقارنةً بالكم الهائل من المصروفات التي أُهدرت فى سبيل تحقيق ميدالية أو نيل مركز مشرف.

- لعبة مثل الرماية، والتي صُرف عليها نحو 11 مليون جنيه، وودعت الأولمبياد بشكل مخيِّب رغم أن التأهل يشمل أول ثمانية لاعبين، لكن لم يكن منهم أي لاعب أو لاعبة من مصر.

- لعبة الشراع والتي كلفت خزائن الدولة نحو 5 ملايين جنيه، ودعت خلود منسى لاعبة المنتخب المصري للشراع منافسات دورة الألعاب الأوليمبية؛ حيث حققت المركز 36.

- لعبة التنس، والتي صُرف عليها أكثر من 5 ملايين جنيه، وودعت لاعبته ميار شريف، البطولة رغم كونها أول لاعبة مصرية فى التاريخ تصل إلى بطولة الـ «جراند سلام»، وأيضًا أول مصرية تصل إلى الأوليمبياد فى رياضة التنس الأرضي، وخرج أيضًا اللاعب المصري محمد صفوت، من منافسات التنس بدورة الألعاب الأوليمبية طوكيو 2020 بعد الخسارة في الدور الأول، ليودع الثنائي الحدث خاليا الوفاض.

- رياضة التجديف؛ حيث فشل عبدالخالق البنا، في التأهل إلى نصف نهائي منافسات التجديف، وذلك بعدما احتل المركز الخامس، ليودع البطولة؛ حيث يتأهل فقط أول 3 لاعبين من كل تصفية إلى نصف النهائي، وقد تم صرف نحو 5 ملايين ونصف مليون جنيه، دون فائدة.

  -كرة اليد، والتي صُرف عليها أكثر من 12 مليون جنيه، رغم أن القيمة المحددة لها من قبل وزارة الشباب والرياضة، كانت مقدرة بنحو مليون وربع، إلا أن المنتخب لا يزال متخبطًا رغم فرصه الكبيرة فى الصعود كون نظام البطولة يسمح إلى أول 4 منتخبات فى الصعود وهذا يعزز من فرص ملوك اليد، رغم صعوبة المجموعة والتي يقع فيها بطل العالم ووصيفه.

- كرة القدم، والتى صُرف عليها 49 مليون جنيه، ولم تنجح فى هز شباك الخصم، وبات خروجها وشيكًا، ورغم الاستعدادات والتجهيز والتحفيز؛ فإن الفشل كان حليفًا لأبناء شوقى غريب، وقد رأينا منتخبًا مثل أستراليا، ونجاحه فى الفوز على راقصي التانجو، بسهولة كونها ليست بنفس مستوى الفريق الكبير.

وفى السياق نفسه، أكد رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب الدكتور محمود حسين، أن التقييم لا يتم بالقطعة وأن نسبة الذين شاركوا فى الأولمبياد، حتى الآن من أعضاء البعثة لا يمثلون %15 من حجم المنافسات، مما يتطلب من الجميع الانتظار حتي انتهاء البطولة، وأضاف لن يتم تقييم البعثة وقت المعركة حتى لا نقوم بتشتيت تركيزهم خلال المنافسات.

ونحن ننتظر للنهاية، لنرى ونأمل فى حصد الميداليات، وعلى الجانب الآخر ننتظر فى حالة الإخفاق مبدأ المحاسبة والكشف عن المستور فى العدد الهائل من أعضاء البعثة، والتي كلفت خزائن الدولة ملايين الملايين، دون حسنة واحدة حتى الآن، وتوجد أمثلة حية فى الأوليمبياد، من دول أقل فى التاريخ والإمكانيات والعدد الممثل فى الدورة، ولكن حققت ميدالية وذهبية مثل تونس الخضراء، وبطلها أحمد الحفناوي ذو الـ18 ربيعًا، وفوزه بالذهبية فى السباحة.