الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد عرض «كوكو شانيل».. لا يسعنا سوى الاحتفاء بها وجوه «شريهان»

«اسمك إيه؟».. «كوكو».. «كوكو شانيل».. بنبرة صوتٍ قوية.. مُتحدية.. ومخارج حروف واضحة.. ترد على السؤال فى مسرحيتها الأخيرة.. ترفع «شريهان» عقيرتها وهى تُجيب على السؤال.. وكأن «شريهان» لا تقولها فقط للتأكيد على تجسيد قصة مُصممة الأزياء الشهيرة بكل ذرةٍ فيها.. بل تُعبر عما هو أكثر.. تؤكد على عودتها هى.. «شريهان».. وكأنها لا تقول : «كوكو».. بل تقول فى حقيقة الأمر: «شريهان».. «ها أنا ذا».. وكأن وجهها – بل وجوهها الفنية – لم تغِب عنا لحظة واحدة.      



الفوازير

الوجه الأكثر شهرة .. بمثابة كارت تعارف سارٍ حتى اليوم بينها وبين الجمهور .. دعمها الكثير .. شقاوتها .. خفة ظلها .. الصوت الذى يمزج بين الغناء وبين «الخَنفة» المُحببة، والتى أصبحت علامة مُميزة لها فى أعمالها .. عيناها المرسومتان لتُضفى جمالاً خاصاً، فلا يُمكن تشبيه تلك العيون والملامح بعيون وملامح أى نجمة أخرى .. شعرها الأسود الفاحم – عكس منافستها «نيللى» - والذى يتأرجح بين جمال المرأة المصرية «من الشمخ الجوانى» والمرأة الخليجية .. وهو ما يداعب خيال الرجل الشرقى داخل كل منا .. تنوعها .. أزياؤها .. ألوانها .. حركاتها .. استعراضاتها .. إيقاعها .. رقصاتها .. استطاعت بتلك «التوليفة» أن تحجز لها فى تاريخ «الفوازير» والقلوب مكانة.. لا أحد ينسى تقريبًا أسماء الفوازير التى لعبتها مثل «حول العالم» و«حاجات ومحتاجات».. إلى الدرجة التى أصبح اسمها يقترن باسم نجمة كبيرة أخرى سبقتها فى نفس العالم.. «نيللى» .. وبعدها تُصبح الاثنتان الوحيدتان المُتربعتان على عرش الفوازير.. لا يأتى بعدهما أى اسم آخر .. رغم محاولات الكثير من النجمات دخول البوابة ذاتها كـ «صابرين» و«لوسى» و«نادين» وغيرهن.. لكن لم يستطعِن تحقيق الـ Booming كـ«شريهان» .. رغم قوة «نيللى» فى حينها .. ما يؤكد ذلك أنه بعد سنوات أطل علينا مسلسل «نيللى وشريهان»، والذى جعل البعض يتساءل – قبل عرضه - عن إمكانية الجمع بينهن فى عمل، لنكتشف بعدها أنها كانت مجرد دعاية لمسلسل كوميدى لا أكثر!.

العذراء

لم يكُن اختيار وجهها من قبل المخرج «حسين كمال» فى «العذراء والشعر الأبيض» لتُجسد دور الفتاة المُتبناة قد أتى صدفة أو من فراغ.. معاناتها الحقيقية فى طفولتها وعدم معرفتها بوالدها الحقيقى سوى فى عُمر الـ11 عامًا – كما صرحت فى حوار تليفزيونى قديم مع الاعلامى اللبنانى «فؤاد عليوان» – تتشابه كثيرًا مع قصة الفيلم .. هذا يعيدنا بشكل ما إلى اختيار «كوكو شانيل» لتُجسدها مؤخرًا.. «شانيل» عانت فى الملجأ حياة قاسية وصعبة حتى وصلت لسن 18، واضطرت بعدها للذهاب للعيش مع فتيات كاثوليكيات.. ألا يوجد تشابه هنا ؟! .. «شريهان» هنا – وعادةً - تُكرر وجهها الفنى فى أعمالها بشكلٍ ما.. وإن كانت تُجدد فى ذات الوجه ليخرج علينا Fresh.. طزاجة الوجه فى كل مرة ليست بالأمر الهين.. هى لا تُذكر الجمهور فقط بالأسلوب الذاتى نوعًا، الذى تتبعه فى اختياراتها الفنية كمبدع راحل آخر «يوسف شاهين».. بل تُذكرنا بمعاناتها الشخصية التى ما زالت تُلقى بظلالها عليها حتى بعد مرور كل تلك السنوات .. تلك المعاناة التى تظهر مع ابتسامتها المشرقة .. لكنها «ابتسامة مكسورة».. ابتسامة «ناقصة حِتة».

بيبة

وجهها وهى تُغنى «بيبة» فى فيلم «عرق البلح» يُعتبر أحد أكثر محطاتها بروزًا فى الذاكرة.. الغريب أن الأُغنية حازت على شعبية أكثر من الفيلم ذاته الذى يعتبره المُهتمون إحدى التُحف السينمائية !.. يُذكر أن مخرجه «رضوان الكاشف» طلب من الشاعر الكبير «عبد الرحمن الأبنودى» أغنية لفيلمه، وقال له نصًا: «أريدك أن تكتب لى أغنية لا تقول شيئًا وتقول كل شىء» ! .. فما كان من «الأبنودى» سوى أن اتجه لوالدته «فاطمة قنديل»، فتذكرت أغنية «بيبة» التى كانت تُدندنها له وهو صغير، ثم «اتولدت» الأغنية!.. المُثير للتساؤل هنا أن وجوه «شريهان» السينمائية «تنط» فى الأذهان أكثر عن وجوهها المسرحية .. ربما السبب ندرة أعمالها المسرحية، وكونها بطلتها فى عدد أقل منها، فباستثناء «علشان خاطر عيونك» و«شارع محمد على» لا يُمكن اعتبار «سُك على بناتك» مثلاً من بطولتها.  

الإعلان

الوجه الذى طال الاشتياق إليه بعد «بيات فنى» طويل.. وظهر بمدة قبل عرض «كوكو شانيل».. ورغم أنه ظاهريًا مجرد إعلان لإحدى شركات المحمول.. لكن الجميع ترك اسم الـBrand الشهير.. ركزوا على ما هو أعمق .. فحصوا وجه «شريهان» .. وعرضوه للتأويل .. خاصةً بعد التلميح للمعاناة الماضية كما سبق أن أشرنا.. السرطان وإصابة العمود الفقرى.. ناهيك عن تأويلات أخرى خاصة بحياتها الشخصية، وعن هوية المتسبب فى الحادثة الشهيرة.. وما بين القيل والقال .. والعودة الجدلية والمفاجئة.. إلا أنها كانت فى النهاية عودة مُحببة إلى أقصى درجة .. «نوستالجيا» .. ذكرتنا جميعًا بالزمن الذى مر.. والأشخاص والأشياء والأجواء الذين افتقدناهم حقًا.. جعلتنا نتساءل: ماذا كنا وماذا أصبحنا ؟ .. كانت عودتها بوجهها ورقصها - الذى شابه بعض الهنات بحكم أشياءٍ كثيرة - بمثابة نسمة «حِنينة» لم تستمر سوى لدقائق .. وعندما تختفى – بحكم انتهاء مدة الإعلان وإعادته مجددًا – دومًا نبتسم بعدها.. نراها – والإعلان - فى كل مرة مع «القلب اللى طائر» وكأنها أول مرة ! .. هنالك شىء ما فى كل منا «ما صدق» طل مع طلة «شريهان» .. ربما لكوننا «متشعلقين بالحياة» مثلها ؟ .. الغريب حين تسأل أصدقاءك: ما كنه ذلك الشعور؟.. لا أحد يستطيع الإجابة بدقة، فى النهاية العشق الحقيقى لوجوه «شريهان» لا يسعه كلمات.