السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدنيا بترقص.. الفرق بين الهوية الفنية والإفلاس!

يبدو أننا سنظل فى نفس الدائرة المفرغة من الجدل المصاحب لكل إصدار غنائى جديد لـ«عمرو دياب»، فبمجرد صدور الفيديو المصور لأغنيته الجديدة (الدنيا بترقص) وجدنا العديد من الانتقادات التى تدعى أنه أصبح «مفلس» ولا يقدم جديداً وأن ما استمعنا إليه وشاهدناه هو إعادة إنتاج لأغانيه القديمة، فهل هذا صحيح؟ 



أولاً.. الحديث عن أن التوزيع الموسيقى للأغنية الذى صنعه الموزع «أحمد إبراهيم» مجرد استنساخ لأغنيات أخرى قدمها «عمرو دياب» فى الماضى،هو حديث «مضحك»، لأننا على مدار تاريخ «عمرو دياب» منذ بداية الغناء فى عام 1983، لم يقدم موسيقى الـ «Disco» سوى فى أغنيات قليلة للغاية لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وكان آخرهم فى 2011 وبالتحديد فى أغنية (أغلى من عمري) فعن أى استنساخ وتكرار يتحدثون؟!

ولكن لماذا استخدام موسيقى الـ«Disco» فى هذا التوقيت؟ لأن هناك اتجاها يحدث حالياً فى العالم للعودة لموسيقى الماضى وتقديمها بشكل عصرى،فعلى سبيل المثال آخر ألبومات النجمة العالمية «Dua Lipa» الصادر باسم (Future Nostalgia) اعتمد على نفس الشكل الموسيقى،والأمر ذاته مع ألبوم النجم العالمي « the weeknd» الصادر باسم (After Hours) سنجد تواجدا قوياً لموسيقى الـ «Disco»، حتى فى الوطن العربى،الفنان «حمزة نمرة» قدم فى ألبومه (مولود سنة ٨٠) موسيقى «Disco»، فهذا توجه نستطيع رصده فى الكثير من الأعمال داخل وخارج ومصر، وهو متماشى مع منهج «عمرو دياب» الذى عرفناه عبر السنوات الطويلة فى محاولاته المستمرة لمواكبة ما يحدث على الساحة الموسيقية العالمية بما يتماشى مع هويته هو كفنان.

هوية «عمرو دياب» التى أتحدث عنها هى التى تجعل البعض يعتقد أنه يكرر نفسه، وهذه هى الإشكالية الرئيسية، فهناك فرق كبير بين إعادة تدوير الأغنيات القديمة، وبين تقديم الجديد بأدواتى التى تجعل أغنياتى بها علامة مسجلة خاصة تميزنى عن كل المتواجدين على الساحة الغنائية.

والدليل على ذلك أن فى الأغنية الجديدة (الدنيا بترقص) سنجد تواجد لكلمة «الليلة»، وهى كلمة دائمة ما تتواجد فى الأغانى الإيقاعية الراقصة التى يقدمها «عمرو دياب»، ومهما تغير اسم الشاعر تظل كلمة «الليلة» موجودة مثل أغانى (الليلة، ولا ليلة) وغيرهما، وهو ما يؤكد أن الأمر متعلق باختياراته هو كصانع للعمل، ورضاه عن صوته وطريقة غنائة للحروف التى تكون هذه الكلمة والتى يعتبرها مصدرا من مصادر قوته.

وبالانتقال إلى الفيديو المصور للأغنية، وحديث البعض أيضا عن تكرار نفس الحركات والرقصات التى يؤديها «عمرو» أثناء التصوير، ولا أدرى ما العيب فى ذلك؟! فكل أفلام الزعيم «عادل إمام» نجد بها «لازمة» رفع الحاجب والنظرة باندهاش المصاحبة للإيفيهات، ونفس الأمر مع حركات «إسماعيل ياسين» بفمه فى أفلامه، فكل فنان له أدواته التى تميزه، بل تكون هى سبب قوته، لأن الجمهور تفاعل معه بهذا المنهج، فلماذا يغيره إذن؟!

وأيضا سنجد أن كل الكليبات الإيقاعية الراقصة التى يغنيها «عمرو دياب» على البحر، بها نفس الحركات، وتحاط به الفتيات، هى أيضا جزء من هويته، وسبب نجاحاته وازدياد شعبيته، لدرجة أن شركات المياه الغازية وشركات الاتصالات تبنى حملات دعائية ضخمة داخل الشرق الأوسط على هذا المنهج بسبب ارتباط «عمرو دياب» وأغانيه مع الجمهور بالصيف والرحلات والبهجة، ومهما تغير أسماء المخرجين الكبار الذين يتعاونون معه من داخل مصر مثل «مروان حامد، طارق العريان»، أو حتى من خارج مصر مثل «كاميرون كاسي» يظل المنهج واحداً، وهو ما يؤكد أيضا أن ما نراه هو اختيار لـ «عمرو دياب»، بدليل أنه لا يتغير بتغير أسماء صناعه.

التجديد الذى نعرفه هو أن يقوم الفنان بتطوير نفسه داخل الإطار الرئيسى الذى تميز به، وهو ما يحدث مع «عمرو دياب» بالتحديد، فليس المطلوب منه أن يبتعد عن نوعية الأغانى التى صنعت شعبيته، ويقدم لنا نفسه وكأنه فنان يتحسس الطريق من جديد، ولكن مطلوبا منه أن يقدم أشكالًا أخرى جديدة عليه بالإضافة إلى الحفاظ على النوعية التى تسببت فى نجوميته، وهو ما حدث قبل ذلك فى أغانى مثل (برج الحوت، عم الطبيب، شكرا)، وقائمة طويلة من الأغانى التى كانت جديدة كلياً عن منهج «عمرو دياب» وصدرت فى السنوات الأخيرة ووقت صدورها قالوا عنه «هذا ليس عمرو دياب الذى نعرفه»، وهم نفس الذين يقولون عنه حالياً لا يقدم جديدا!؟