الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سمعته بودعك

أحمد وأمانى مترتب لهم معاد علشان يتعرّفوا على بعض بهدف الجواز، دخلوا المطعم وهم سَمن على عسل وأول ما بيقعدوا وقبل طلب العَشاء بينزل العصير، وهى دى الحاجة الوحيدة الكويسة إللى حصلت فى لقائهم.



أحمد بدأ يكلم أمانى عن أصناف الأكل فى المكان ورشح لها طبق من اللحم الأسترالى إللى واضح إنه مش على هواها، فقالته إن كل واحد حُر يطلب إللى على مزاجه، فرَد عليها بكل ثقة إنهم لو هيعيشوا فى نفس البيت لازم هياكلوا نفس الأكل، وبدأ يتسّهوك وسألها يبدأ هو فى الكلام ولاّ تحب هى تبدأ، وبدبلوماسية شديدة قالتله إنها مش هتفرق، وعنها.. مسك أحمد المايك وجاب ضُرفها وبدأ فى رصّ كل طلباته وبكل بجاحة طلع ورقة كان كاتب فيها الطلبات وبدأ يتلوها-على حد تعبيره- على أمانى:

تتحجّب، تفرش الشقة بالكامل، تطبخ وتنظف، ياخد مُرتبها على مُرتبه وهو إللى يحدد أوجُه الصرف، يبيعوا عربياتهم ويجيبوا عربية واحدة، وتخدم والدته لمّا تيجى تقعد معاهم.

فضلت أمانى محتفظة بثباتها الانفعالى وولعت سيجارة من حد قاعد جنبها ورجعت لأحمد وقالت له بابتسامة: أستاذ أحمد أنا عايزة أسألك سؤال كل إللى فات ده أنا هعمله وأقدمه بس فى المقابل أنت هتقدم لى إيه؟

فبصلها بدهشة وقالها: مَهر وشبكة.

فقالت له: مش قصدى، قصدى فى الحياة.. فى العيشة المشتركة، فرَد عليها بكل إقدام: هبقى جُوزك، قالت له: يعنى إيه هبقى جُوزك، فجَزّ على سنانه وبرّق وقالها: يعنى هبقى جوزك…وهوپ أمانى ضربت كرسى فى الكلوب وصوتها جاب آخر الدنيا وقالت جملة قصف جبهة وسابته ومشيت.

المشهد السابق من فيلم (احكى يا شهرزاد) من إنتاج سنة ٢٠٠٩، تأليف العالمى وحيد حامد وإخراج يسرى نصر الله، بطلا المشهد كانا العبقرية سوسن بدر وحسين الإمام.

لم أندهش أبدًا لمّا شفت الفيلم وأرى أنه واقعى جدًا ومناسب لزمنه وسابق زمنه كمان.

ببساطة وبدون فزلكة فى رسالة مهمة للسادة الرجال (شركاءنا فى الحياة): لمّا تحب تدخل حياة واحدة ست ناضجة ومستقلة لازم تكون شريك حقيقى لها مش شريك مخالف، كل المطلوب أنك تكون إضافة لحياتها إللى هى رسمتها لنفسها خلاص. مش هينفع تدخل حياتها وتبطط كل إللى هى بنته، نظام تخلص من حمّامك القديم ده ينفع مع الأشياء مش مع البشر.

إضافتك الحقيقية أنك تكون حد ييسر الحياة الصعبة مش تحدى يستهلكها، هى طلباتها محددة، أنك تكون رفيق ومؤنس فى الرحلة.

الست إللى عافرت فى الدنيا وصمدت واستحملت كتير هى واحدة استغنت وتخلت عن كل ما يعكر سلامها النفسى، فلما تيجى أنت تقولها لَسْتة طلبات علشان هتمنحها شرف إنك هتبقى جوزها هتسمع كلام زى إللى أمانى قالته لأحمد أو فى أحسن الفروض هتسمع بودّعك.

#سمعنى_بودعك