السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول جنازة عسكرية لامرأة مصرية: جيهان السادات «قرينة بطل الحرب والسلام »

حالة من الحزن خيّمت على المصريين وعائلاتهم وهم يشاهدون لحظة دفن السيدة جيهان السادات بالنصب التذكارى للجندى المجهول إلى جانب زوجها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد مراسم الجنازة العسكرية التى أقيمت لها.



تقدّم الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، مشيعى جثمان جيهان السادات قرينة الرئيس المصرى الراحل أنور السادات فى جنازة عسكرية تقام لأول مرّة فى مصر لسيدة.

انطلقت الجنازة من منطقة المنصة بمدينة نصر، شرق القاهرة، وهى نفس المنطقة التى دُفن فيها جثمان زوجها الراحل، وشارك فيها مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، ووزير الدفاع وكبار رجال الدولة.

حياة جيهان السادات مليئة بالكثير من المحطات المهمة، التى حفظت اسمها بتاريخ مصر والعالم العربى.. وُلدت بمدينة القاهرة عام 1933 لأب مصرى يُدعى صفوت رؤوف، كان يعمل أستاذًا جامعيًا ويحمل الجنسية البريطانية، بينما كانت والدتها بريطانية تُدعى غلاديس تشارلز كوتريل.

حصلت جيهان السادات على «ليسانس» الأدب العربى من جامعة القاهرة عام 1978، ثم ماچستير فى الأدب المقارن، من نفس الجامعة عام 1980، ونالت درجة دكتوراه فى الأدب المقارن عام 1986 من كلية الآداب بجامعة القاهرة.ولاحقًا، انضمت لهيئة التدريس بجامعة القاهرة، كما عملت أستاذًا زائرًا فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضرة فى جامعة ولاية كارولاينا الجنوبية بالولايات المتحدة.

تُعتبر جيهان السادات أول سيدة فى تاريخ جمهورية مصر العربية تخرج إلى دائرة العمل العام، لتباشر العمل بنفسها. وكما كانت تقول جيهان السادات أنها خرجت للعمل العام قبل حتى أن يصبح السادات رئيسًا، وشاركت فى تطبيب الجنود بالمستشفيات فى حرب 1967.

لها العديد من المؤلفات، من بينها كتاب «سيدة من مصر»، الذى يضم مذكراتها وقصص تجاربها عن العمل السياسى، كقرينة للرئيس السادات.

 زواجها

التقت جيهان السادات مع أنور السادات للمرّة الأولى فى السويس لدى قريب لها صيف عام 1948 وكانت فى الخامسة عشرة من عمرها ووقعت جيهان فى غرام السادات وقررت الزواج منه رُغم أنه كان متزوجًا ولديه 3 بنات. بالفعل تزوجته فى 29 مايو 1949 وذلك مبكرًا قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية عندما كان ضابطا صغيرًا. أنجبت منه ثلاث بنات وهن «لبنى» و«نهى» و«جيهان» وولدًا واحدًا وهو «جمال»، علمًا بأنه كان متزوجًا من قبلها إقبال ماضى وأنجب منها ثلاث بنات قبل أن ينفصلا وهن «راوية» و«رقية» و«كاميليا».

 أدوارها وأعمالها

شاركت «جيهان» زوجها الرئيس أنور السادات كل الأحداث المهمة التى شهدتها مصر بدءًا من ثورة 23 يوليو حتى اغتياله عام 1981. وهى أول سيدة أولى فى تاريخ جمهورية مصر العربية تخرج إلى دائرة العمل العام لتباشر العمل بنفسها بين صفوف الشعب المصرى. كان لها أدوار مهمة فى مصر ومشروعات لم تقَم إلا على يد السيدة «جيهان» على رأسها مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسى للمرأة وعدّلت بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصية الذى لا يزال يُعرف فى مصر حتى الآن بقانون جيهان، أسّست جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها فى المجتمع المصرى فى الفترة ما بين 1970م إلى 1981م.

وعن اغتيال زوجها الراحل أنور السادات يوم الاحتفال بنصر أكتوبر عام 1981، قالت: «هذا قدره، ووفاته وسط أبنائه وفى يوم نصره يشعرنا بالفخر لأنه أمر لا يُنسَى. لو أنه توفى فى أى يوم عادى كان من الممكن نسيانه بالتدريج، بينما وفاته فى هذا اليوم جعلت ذكراه محفورة فى ذاكرة كل المصريين والعرب».

وتابعت: «القتلة دون أن يدركوا منحوا السادات وسامًا من أعلى الدرجات، وهو الشهادة فى يوم نصره».

واليوم، جاء تكريم الرئيس «عبدالفتاح السيسى» لها، بُعيد وفاتها، بإطلاق اسم جيهان السادات على محور الفردوس، أحد محاور الطرُق الرئيسية بمصر شرقى القاهرة، بطول 9 كيلومترات، كما منحها «وسام الكمال».

وقالت الرئاسة المصرية، إن الراحلة «قدمت نموذجًا للمرأة المصرية فى مساندة زوجها فى ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخى فى حرب أكتوبر المجيدة الذى مَثل علامةً فارقةً فى تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة». كما نعتها السيدة «انتصار السيسى» قائلة إنها «كانت نموذجًا للمرأة المثالية الوطنية، التى ضحت براحتها من أجل بلدها؛ فقد شهدت أصعب الفترات وأقساها كزوجة كانت خير السَّنَد لزوجها، وخير أمّ للأبطال».