«روزاليوسف» فى جولة داخل معرض الكتاب تقام الدورة الحالية بمشاركة 25 دولة: متجمعين فى القاهرة

رغم كل التحديات التى تمر بها الدولة المصرية؛ سواء على المستوى الاستراتيجى أو مواجهة فيروس كورونا.. فإن الدورة الـ52 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب جاءت لتثبت أن قوى مصر الناعمة حاضرة ومؤثرة فى الوطن العربى كله.. تحت شعار «فى القراءة حياة».

 وفى الملف التالى نصطحبك أيها القارئ  العزيز فى جولة حية داخل المعرض.. نستكشف معًا كل تفاصيله.. حيث تشارك أكثر من 25 دولة فى العاصمة المصرية رافعة شعار «متجمعين فى القاهرة».

 ونحتفى بانتهاء عصر من التضييق والمصادرة على الأفكار والإبداع.. 

 أفكارٌ كانت «مجلة روزاليوسف» أول من احتضنها ودافع عنها فى مواجهة التيارات المتطرفة أو «مباحث الإيمان» كما يصفهم الأستاذ عادل حمودة فى مقاله: سيف المصادرة على رقاب الجميع..

 هنا .. على صفحات «روزاليوسف» نتذكر سويًا الحرب الشرسة التى واجهها د. نصر حامد أبوزيد فى نقد الخطاب الدينى وتفكيكه.. وحقيقة فرج فودة التى غابت عن أصحاب العقول المظلمة..

 فقط نوقد شمعة بدلًا من لعن الظلام.

روزاليوسف

 

بمجرد تحرك الأتوبيس المخصَّص لمعرض الكتاب من ميدان الجيزة؛ بدأت تدور فى رأسى الكثير من الأسئلة عن طبيعة الدورة الحالية.. كيف ستكون طبيعة المعرض فى غياب الفعاليات؟.. وماذا عن نظام الدخول الإلكترونى الذى يُطبَّق للمرة الأولى؟.. ومن الذى يفكر أصلا فى الذهاب إلى المعرض فى تلك الحرارة المرتفعة؟ لكن امتلاء الأتوبيس كان كفيلًا بالإجابة على سؤالى الأخير.

 

بعد أكثر من ساعة وصلت أمام بوابات المعرض محملًا بكل أسئلتى ومستعدًا لبداية الرحلة.. كان الزحام شديدًا أمام البوابات رغم أن الجميع يحمل تذاكره الإلكترونية، بينما أفراد الأمن مطالبون بعدم وجود تجمعات كبيرة داخل أسوار المعرض، ما تسبَّب فى الانتظار بعض الوقت بين دخول كل مجموعة وأخرى.  

الجميع يدخل بتذكرته الإلكترونية حيث يتم قراءة «QR» كود سريع، وهى الفكرة التى تستهدف التحكم فى عدد الموجودين داخل المعرض وإغلاق الحجز عند وصوله للحد الأقصى؛ حيث إن سعة المعرض اليومية 100 ألف زائر، لتطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل جيد، كما تم تخصيص مسار خاص وسريع لكبار السن وذوى القدرات الخاصة والسماح لهم بالدخول بصحبة مرافق من جميع البوابات. 

وتضمنت التعليمات أيضًا تحديد الطاقة الاستيعابية لكل من القاعات الأربعة الرئيسية ضمانًا لعدم حدوث تكدس بداخلها؛ حيث تضم قاعات المعرض هذا العام 756 جناحًا، ويبلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والأجنبية بها 823 دار نشر، وتقام بمشاركة 25 دولة من مختلف قارات العالم بواقع 7 دول إفريقية: السودان، جنوب السودان، ليبيا، المغرب، تونس، إريتريا، الصومال، 12 دول أسيوية هى العراق،  الكويت، الإمارات، الأردن، السعودية، لبنان، اليمن، فلسطين، البحرين، سوريا، اليابان، كوريا، و5 دول أوروبية هى صربيا، روسيا، اليونان، بريطانيا، إسبانيا، بالإضافة إلى أمريكا.

«موبايل» متصل بالإنترنت سيكون خير دليل لك فى تلك الرحلة؛ حيث يشهد المعرض للمرة الأولى إطلاق منصة رقمية تشمل جميع التفاصيل والخدمات التى تهم زوار المعرض، مثل إمكانية الحصول على الإصدارات من خلال البحث عن الكتب ودور النشر المشاركة، إلى جانب أجندة الأنشطة والفعاليات التى تجرى «أون لاين»، فضلا عن خريطة المعرض. 

د.نبيل فاروق ود.أحمد خالد توفيق يستقبلان القرّاء

أثناء تجولك فى أروقة المعرض، يلفت انتباهك الدكتور نبيل فاروق وزميله أحمد خالد توفيق كأنهما يرحبان بالقراء من رواد المعرض، يقف مجسمهما ثلاثى الأبعاد يجذب القراء من كل الاتجاه للاحتفاء بهما والتقاط الصور مع الراحلين.

وزارتا الدفاع والداخلية 

شهدت أيضًا أجنحة وزارتى الدفاع والداخلية إقبالًا من رواد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 52.

واهتم روّاد المعرض بالتقاط الصور التذكارية أمام الجناح بجانب العلم المصري، ومع الضباط الموجودين فى الأجنحة، وسط أجواء احتفالية وأغانٍ وطنية تملأ جميع الأرجاء. 

جناح الأزهر

وعلى مساحة نحو الألف متر تجد جناح الأزهر الشريف بقاعة التراث رقم 4، والذى يشمل قاعة افتراضية للندوات،  وركنًا  للفتوى، وركنًا للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

فيما شهدت إصدارات سلسلة «حقيقة الإسلام» إقبالًا كبيرًا من القراء، وهى السلسلة التى يقدمها مركز الأزهر للترجمة، وتضم 14 كتابًا، بأقلام كبار مشايخ وعلماء الأزهر. 

أما فى «ركن الخط العربي» فيقوم الفنان إسماعيل  برسم الأسماء بالخط العربى فى شكل مبتكر يدمج فيه الفنون التشكيلية بالخط العربي.

وأشار إسماعيل فى حديثه لـ«روزاليوسف» إلى أن «ركن الخط العربي» بجناح الأزهر يشهد إقبالًا كبيرًا من قبل جمهور المعرض، خاصة الأطفال والشباب؛ حيث يتم رسم الأسماء بحروف الخط العربى فى قالب تشكيلى يعمل على جذبهم، مؤكدًا أن هذا الإقبال الكثيف يجرى وفقًا للإجراءات الاحترازية، والصحية التى يتم اتخاذها فى إطار مواجهة فيروس كورونا.

إقبال على كتب التراث 

فى صالة 2، شهد الجناح الخاص بدار الكتب والوثائق القومية إقبالًا كبيرًا من رواد معرض الكتاب؛ حيث أكد جلال كمال عبدالعزيز، مدير المعارض بدار الكتب والوثائق القومية لـ«روزاليوسف» نفاد طبعات مجلدات «ألف ليلة وليلة» من جناح دار الكتب.

وأوضح عبدالعزيز أنه يتم بحث إمكانية تزويد الجناح بالمجلدات خلال الأيام المقبلة؛ حيث  تُعد «ألف ليلة وليلة» من أهم الإصدارات التى تقدمها دار الكتب، إذ إنها الطبعة الأصلية والمكونة من 12  مجلدًا فاخرًا بسعر 420 جنيها فقط.

كتب مخفضة

تطرح العديد من دور النشر خصومات كبيرة خلال الدورة الحالية من معرض الكتاب، والتى تم تأجيلها لـ6 أشهر بسبب فيروس كورونا، لكن كانت المفاجأة الكبيرة بالنسبة لرواد المعرض أن دار نشر الجامعة الأمريكية قد أعلنت عن تخفيضات كبيرة، تصل إلى 80%، للكتب المشاركة بمعرض الكتاب. 

يأتى ذلك بالإضافة إلى مبادرة «ثقافتك كتابك» التى أطلقتها وزارة الثقافة بالتعاون مع دور النشر وتضم مئات العناوين على ألا يتجاوز سعر الكتاب فيها 20 جنيهًا وذلك لحث المواطنين وروّاد المعرض على اقتناء الكتب وتشجيعًا للقراءة والمعرفة.

كما يخصص الركن الخاص بسور الأزبكية العديد من الكتب القديمة بأسعار تبدأ من 5 جنيهات، وهو ما شهد إقبالًا كبيرًا من القراء خاصة من محبى اقتناء الكتب والمجلات القديمة.

كتب مزورة !

كانت إدارة المعرض قد أعلنت فى ثانى أيام افتتاح المعرض غلق إحدى مكتبات سور الأزبكية، بسبب قضية مصنفات فنية قديمة على صاحب الدار.

وتعد هذه الواقعة هى الأولى من نوعها خلال هذه الدورة؛ حيث يتم التفتيش الدورى على المكتبات المشاركة فى المعرض وإذا وجدت أى مخالفات حول تزوير الكتب يتم اتخاذ عقوبات فورية.

المشاركة الأولى لوكالة الفضاء المصرية 

لأول مرة تشارك وكالة الفضاء المصرية، فى معرض الكتاب؛ حيث جذب الركن الخاص بها فى قاعة 3 الكثير من رواد المعرض. 

وقدم المهندس عبدالرحمن هاني، مهندس تحكم فى وجهة القمر الصناعى بوكالة الفضاء المصرية، شرحًا تفصيليًا تضمن نبذه تاريخية عن نشأة وكالة الفضاء المصرية، والتى انطلقت عام 1998.

وأضاف هانى لـ«روزاليوسف» أن هدف هذه  المشاركة هو نشر ثقافة الفضاء وتعريف الناس بدور مصر فى تلك الصناعة من خلال الأقمار الصناعية التى أطلقتها سواء بالمشاركة مع دول أخرى أو مفردها، موضحا أن جميع القراء من رواد المعرض كانوا منبهرين بما سمعوه عن وكالة الفضاء فضلًا عن استماعهم لشرح على الماكيتات والنماذج التوضيحية الموجودة.

كتيبة مترجمى الإشارة 

أثناء التجول بين القاعات لفت انتباهى أحد المتطوعين فى كتيبة «مترجمى لغة الإشارة» رغم قلة مشاركتهم هذا العام.

وأوضح بيشوى عماد، المتطوع فى المبادرة لـ«روزاليوسف» أن المعرض فى دورته الماضية شهد ترجمة بلغة الإشارة لأكثر من 90% من الفعاليات الثقافية بالمعرض، لكن فى الدورة الحالية ومع عرض الفعاليات أونلاين قلت مشاركة كتيبة لغة الإشارة وأصبح عدد المتطوعين هذا العام 6 فقط على عكس العام الماضى الذى شهد 18 متطوعًا.

أشار إلى أن إلى أنه تم التواصل مع العارضين وتوفير أرقام للتواصل فى حال زيارة أحد الأشخاص من ذوى الإعاقة السمعية وضعاف السمع لتلك الأجنحة، لتوفير مترجم بلغة الإشارة ومساعدتهم بداخل الجناح، فضلا عن دورهم فى تقديم الإرشادات إلى ذوى الإعاقة السمعية من رواد المعرض وتوعية الرواد الآخرين بأهمية لغة الإشارة ودورها الحيوى والفعال فى التواصل معهم.

وكان انطلاق مبادرة ترجمة لغة الإشارة للمرة الأولى فى دورة اليوبيل الذهبى للمعرض، حيث بدأ تواجد مترجمى الإشارة فى كل الفعاليات الثقافية بداخل قاعات المعرض فضلا عن ترجمة كل ما يتم بثه خلال أيام المعرض.

أنشطة الطفل

رغم غياب الفعاليات على أرض الواقع، لم يغب الحضور الكبير لأنشطة الطفل سواء فى الركن الخاص بالأطفال فى المعرض أو فى البرنامج الثقافى للطفل الذى تميز بالتنوع ما بين الفنون البصرية، سواء فنونًا تشكيلية أو سينما ومسرحًا، وجزءًا خاصًا بالكتاب للتحدث عن الروايات والقصص القصيرة، وغيرها.

كما تشارك وفاء الحكيم، مديرة فرقة مسرح الشمس لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة بالبيت الفنى للمسرح فى تقديم برنامج بعنوان «أطفال مميزون» لعرض مواهب ذوى الاحتياجات الخاصة.