الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من عربية أكل إلى مقدمة برامج حياة كريمة دهب بتلف كل محافظات مصر عشان تساعد الغير وتحقق أحلامهم

قلوب الخير.. دايمًا موصولة ببعض وزى ما قرر ياسين الزغبى بطل حياة كريمة إنه يلف كل محافظات مصر عشان يرسم الفرحة على وجوه الناس، كمان هتكون دهب الغريب بطلتنا هذا العدد، زى ما ناس كتير قررت تساعدهم يحققوا حلمهم.. هما كمان قرروا يكونوا سبب فى إنهم يلفوا مصر يوزعوا طاقة حب ويساعدوا ناس تانيين يبدأوا أول خطوة فى المشوار عشان يكبروا ويحققوا حلمهم.



بطلتنا هى منال مصطفى «الشهيرة» بدهب ست بمئة راجل تقف بمفردها فى مكان مساحته لا تتجاوز 3 أمتار فى حارة ضيقة فى وسط البلد بجوار مقهى «التكعيبة» الشهير. تقوم بإعداد الوجبات المنزلية بنفسها وتطهيها، الأمر الذى أكسبها شهرة مغايرة لجميع مطاعم منطقة وسط البلد الواقعة بالقرب من ميدان التحرير، وذلك لتقديمها «الأكل البيتى» الذى نادرًا ما تجده فى المطاعم أو سيارات الشارع.

 

اشتهرت بـ«دهب» نسبة إلى اسم المحل المسمى على اسم والدتها، التى كانت السر وراء شهرتها بالأكلات المنزلية. تخرجت دهب فى كلية التجارة الخارجية منذ أكثر من 14 عامًا، وعملت بعدها كمندوبة تسويق وفترة ما فى ورش النحاس، الأمر الذى أتعبها إلى حد كبير، فقررت التخلى عن أحلامها الدراسية والبحث عن مشروع صغير فلجأت إلى منطقة وسط البلد، التى ظلت تبحث فيها عن مكان حتى عثرت على محل صغير واستأجرته. فى البداية كان المشروع صغيرًا عبارة عن سندويتشات جبنة ومربى وكبدة، وبعدها قررت توسيع المشروع ليشمل أكلات المنزل المعدة بعناية وطعم خاص، وهو ما ساهم بشكل كبير فى معرفة المكان.

وحكت لنا دهب أنها فى البداية تحملت بعض المعاناة فى التأقلم على المكان وعلى الناس، الذين لم يعتادوا وقوف فتاة على سيارة كبدة قبل أن تتحول إلى وجبات منزلية، إلا أن إصرارها على استكمال مشروعها وقوة شخصيتها أجبر الجميع على احترامها والتعامل معها بشكل لائق، مما أدى إلى شهرتها فى منطقة وسط البلد.

وقالت: لم أستسلم للظروف بحجة عدم إتاحة فرصة للعمل، كما يفعل الكثير من الشباب إلا أننى قررت التغلب على تلك الظروف داعية كل الشباب إلى عمل مشاريع صغيرة خاصة بهم فى حال عدم قدرتهم على الحصول على وظائف لائقة.

لم تقتصر مواهب «دهب» على الطهى فقط فهى أيضًا شاعرة ولديها الكثير من القصائد التى اعتادت كتابتها منذ الصغر، وكما قالت لنا: «أحب قراءة الشعر منذ صغرى وأكتب منذ فترة طويلة وأدوّن ذلك فى الأجندات الخاصة بى منذ الصغر، لكنى لم أنشرها فى كتب حتى الآن، خاصة أن انشغالى طوال اليوم بأعمال الطبخ أثّر على الكم المنتج من الشعر، فأصبح الأمر بالنسبة لى فى الوقت المتاح، الذى لا يأتى كثيرًا».

وحلم دهب أن تكون مذيعة، مما دفعها للحصول على التدريب على تقديم البرامج من خلال كورسات فى الإعداد والتقديم، وتستعد خلال الأيام المقبلة لإطلاق برنامجها «استديو أم دهب»، عبر صفحتها الخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».

كانت دهب إحدى المشاركات فى فيلم «أبطال كل يوم» الذى صورته على عربية الأكل الذى عرض فى افتتاح المؤتمر الوطنى السابع للشباب لتعبر من خلالهما عن قصة كفاح قضت خلالها عشرين عامًا بين العمل اليومى المتواصل بين الحادية عشرة صباحًا والرابعة فجرًا، محاولة الوصول إلى ما وصفته بـ«الحياة ليها طعم».

دهب دائمًا تؤمن فى حياتها بأن العمل ليس عيبًا، مما دفعها للاعتماد على نفسها وقررت السعى وراء حلمها بأن تصبح مقدمة برامج اجتماعية، فبدأت تدّخر ما تستطيع لتلتحق بدورة تدريبية فى التقديم التليفزيونى، ولا تزال تسعى نحو الحلم، لكن بعد استضافتها فى مؤتمر الشباب زاد أملها فى اقتراب تحققه «ممكن وجودى فى المؤتمر يخلى حد يستجيب لموهبتى ومهارتى إنى أقدم محتوى اجتماعى يعطى الناس طاقة وأمل.. لو محصلش هرجع للمحل بكل حب وتقدير.. هو اللى وصلنى هنا» وبالفعل تحقق حلمها، وانضمت دهب الغريب إلى فريق مبادرة حياة كريمة، وقررت أن تبدأ مشوارها معاهم وتلف كل محافظات مصر خلال الشهر الكريم إيمانًا منها بدورها فى مساعدة الآخرين وشعورها بأن مبادرة حياة كريمة هى الأمان، بدأت أولى جولاتها من قرية أطفيح بمحافظة الجيزة، حيث التقت السيدة مريم محمد عبد الحفيظ، التى تحملت الحياة الصعبة بعد وفاة زوجها واستطاعت بمفردها أن ترعى أولادها الأربعة، وأهدى برنامج حياة كريمة، ماكينتى خياطة للسيدة مريم محمد عبد الحفيظ، كجزء من مساعدتها من أجل تحمل مسئولية أبنائها واحتفل أهالى القرية بالمساعدات التى قدمتها مبادرة حياة كريمة للسيدة مريم، فى الوقت الذى أكدت فيه المبادرة بأن تلك المساعدات جاءت لأن السيدة مريم امرأة مثابرة تحملت مسئولية الأسرة وتحرص على تعليم أبنائها.

وتمنت السيدة مريم أن يدخل ابنها محمد فى الصف الثانى الثانوى أزهرى كلية الطب، مؤكدة أن ابنتها فاطمة تعلمت الخياطة وكانت تعمل فى مشغل، وكانت تتمنى أن يكون لديها مشغل وبه ماكينات خياطة،وبالفعل حققت حياة كريمة حلمها.

وثانى جولات دهب كانت من محافظة الإسكندرية وبالتحديد من «محرم بك» مع «عم مصطفى وعم إبراهيم» سنين من التعب والشقا فى ظل الظروف الصعبة عشان الرزق الحلال، نفسهم يكون ليهم مكان يشتغلوا فيه ويكبروه ويكون لهم أمان من الشارع ومن الصعوبات اللى بيواجهوها.. لم يكن يعلموا أن صوتهم مسموع بس حياة كريمة راحت لهم وسمعتهم وقررت تاخد بإيدهم وتفاجئهم وتحققلهم حلمهم.

الأسطى إبراهيم يعمل فى مهنة تصليح السيارات منذ أن كان عمره 10 سنوات، وعمره الآن 40 عامًا فى ورشة شغله كله فى الشارع، ويعمل فى ورشة لأن الرزق كما يقول ليس كبيرًا لاستئجار محل لوضع المعدات فيه قابلته مواقف كثيرة صعبة، ولكن قدر يعديها وكان يحلم أن تكون لديه ورشة خاصة به، والحلم تحقق من خلال حياة كريمة، لكل من الأسطى إبراهيم والأسطى مصطفى، بعقد محل إيجار لمدة 6 أشهر من أجل أن يكون محل عملهم الجديد، ولتخزين عدة تصليح السيارات داخله، وقالت لهم دهب: عليكما تعويض ما فاتكما والعدة التى داخل المحل أصبحت ملككما.

لم يتوقف قطار حياة كريمة فى الإسكندرية كما حكت دهب عند مصطفى فى ورشة السيارات، إلا أنه أيضًا حقق حلم العم « محمد المصرى» من محافظة كفر الشيخ الأب الجدع اللى بيعافر يعمل باليومية، لديه 6 أبناء جميعهم مرضى، وتوفى أحد أبنائه من المرض. ويقول محمد رغم ظروفه الصعبة إلا أنه راضٍ بقسمة ربنا، فإنه يعمل باليومية وأحيانًا يعمل فى الصحراء، وأحيانًا أخرى يعمل فى المزرعة، حسب ما يتم تكليفه من الأعمال، إلا أنه لا يعمل كل يوم ولكن أحيانًا يعمل يومًا و10 أيام لا يجد عملاً، فشغله بالأجرة، ومنذ الشتاء وأنا لا أجد عملاً، حلمه فى أى مشروع يحقق له مصدر رزق ليه ولأهله.. حلم بسيط لكن تحقيقه ممكن، وعشان كده قررنا إننا نمد إيدينا لمحمد المصرى ونديله الفرصة اللى هتساعده يعيش #حياة_كريمة ويكون دايمًا سند وأمان لعيلته، وقام فريق حياة كريمة بإعطائه تروسيكل، لمساعدته على كسب الرزق وتربية أبنائه، وسط فرحة واحتفال من أهالى عزبة الحملة بمحافظة كفر الشيخ، كما أعطته المبادرة بجانب التروسيكل، خضروات لبيعها.

أما السيدة صابرين من الدخيلة بمحافظة الإسكندرية، فهى ست مثابرة وقفت بجانب أولادها وما استسلمتش لظروفها وعافرت عشان ولادها يعيشوا حياة_كريمة لديها ولد يبلغ من العمر 9 سنوات، وبنت عمرها 12 عامًا، وكانت فاتحة كشك فى الشارع ولكنها مريضة وتشتكى من جسمها كثيرًا، وتحصل على الدواء من أجل أن تستطيع السير، وتحكى صابرين إنها كانت تذهب مع ابنتها للمدرسة وتقوم ببيع البسكويت للطلاب فى المدرسة، موضحة أنها منذ وفاة زوجها وهى تتكفل بتربية أولادها وكسب الرزق كى تستطيع أن تعلمهم جيدًا، موضحة أن والدتها لا تستطيع الحركة إلا أنها اضطرت إلى بيع عفشها من أجل علاج والدتها التى تعانى كثيرًا، موضحة أنها تهتم بتعليم أبنائها من أجل ألا يعانوا مثلما تعانى هى فى حياتها.

وتقول: أعمل فى أشياء عديدة منذ أن توفى زوجى، حيث أبيع بسكويت وأغسل «سجاد وسلم ومستوصف وصيدليات»، وحقق برنامج حياة كريمة حلم صابرين بمحل بعقد يستمر 6 أشهر مع إهدائها مجموعة من البضائع التى كانت عبارة عن منظفات، حيث حمل لافتة «منظفات يارا ومحمد»، نسبة إلى أولاد السيدة صابرين، وسط فرحة عارمة من السيدة صابرين وأهالى الدخيلة.