الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شعبية كرة القدم المصرية فى مهب الريح الدورى المصرى حائر بين ميم المال وميم المتعة

باتت الغلبة فى كرة القدم المصرية إلى أندية غير جماهيرية، مما  خلق حالة من القلق والخوف لدى الجماهير على الأندية التى ينتمون لها، خوفًا من الزحف المستمر لأندية الشركات فى الدورى المصرى، وهو الأمر الذى بدأ يمثل هاجسًا كبيرًا عند أغلب المهتمين بمنظومة الكرة المصرية وصُنّاعها وقطاع كبير من الجماهير أيضًا، ويعود هذا إلى الفوارق الكبيرة بين الأندية الجماهيرية وأندية الشركات، والتى تنصف أندية الشركات بسبب النواحى المادية والاستقرار الإدارى، مما سيضع أندية الشركات خلال سنوات قليلة قادمة فى الصف الأول، ويخلق حالة من اللامبالاة لدى جماهير المتنفس الوحيد لها هو كرة القدم، ما سيترتب عليه ضعف المسابقة بسبب فقد الحماس لدى اللاعبين لعدم وجود دعم جماهيرى يشعل حماسهم لتحقيق بطولات وصناعه تاريخ.



 

رغم أن الكرة أصبحت استثمارًا وسلعة؛ فإن الجمهور يرى أن تجربة أندية الشركات أكبر عدو للكرة المصرية، وظاهرة لم تفد الكرة المصرية بأى شىء مطلقًا؛ بل تسببت فى ضعف المسابقة وتفريغ الأندية الجماهيرية من لاعبيها المميزين وطمس الهوية والروح والتنافسية للدورى العام العريق.

الدورى المصرى هذا الموسم يضم ثمانية عشر فريقًا منها أندية البنك الأهلى وسيراميكا كليوباترا انضما للدورى الممتاز لتصبح كوتة أندية الشركات 11 ناديًا من مجموع أندية الدورى. 

الأندية الشعبية أصبحت فى مهب الريح بهذا الرقم الضعيف فى المسابقة، 7 أندية فقط هى عدد أصحاب التاريخ والشعبية منذ انطلاق الدورى المصرى.

ومع صعود أندية شركات جديدة الموسم المقبل أصبح بمثابة ناقوس خطر على شعبية تلك اللعبة العريقة لدى صناعها وقطاع كبير من جماهيرها، خاصة أن ظهور تلك الأندية لم يضف للكرة المصرية على صعيد البطولات أو المنتخبات الوطنية، بالإضافة إلى عدم تفريخ جيل جديد على المستوى الفنى أو الإدارى قادرًا على قيادة المنظومة فى المستقبل.

الكرة المصرية فى وقت سابق كانت صاحبة الريادة من حيث نسب المشاهدة والمتعة ونقل تجاربها للدول المجاورة، أما الآن وعقب ظهور هذا الكم من الأندية غير الجماهيرية فقدت الكرة المصرية الكثير حتى على مستوى المنافسات القارية، مما سيؤثر سلبًا فى المستقبل على عقود الرعاية والبث والترتيب الدولى رغم أنها الأكثر تأثيرًا على مدار القرن الماضى.

هل الأندية الشعبية فقدت حظوظها بسبب قلة مواردها وعدم تقديم الدعم الذى يليق بشعبيتها ووجود مسئولين ليس لديهم إلمام بطبيعة كرة القدم، هل سنفقد تلك الروح والشغف بكرة القدم خلال الأعوام المقبلة بسبب سطوة الأندية الاستثمارية؟!

«روزاليوسف» حرصت على التجول بين عقول بعض خبراء اللعبة فى مصر، لمعرفة مزايا وعيوب أندية الشركات وهل ممكن أن تقضى على الأندية الجماهيرية والروشتة لبقاء الأندية الجماهيرية ذات التاريخ الكبير، وما هو دور اتحاد الكرة وأيضًا وزراة الشباب والرياضة.

كانت البداية مع الناقد الرياضى الكبير فتحى سند، الذى بدأ كلامه: «أنا مع الأندية الجماهيرية»، وطالب بحمايتها من غزو أندية الشركات، وتوقع لو استمر الوضع على هذا الحال سوف يتم القضاء والتخلص من كل الأندية الجماهيرية باستثناء القطبين الكبيرين الأهلى والزمالك، يعنى كل الأندية الجماهيرية فى خطر.

الحل ينحصر فى تقنين مسألة الإنفاق على اللاعبين، مع عمل تسهيلات للأندية الجماهيرية من قبل وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة المصرى، ويتم إعطاء  حقوق رعاية أكبر  لها ويتم أيضًا محاسبتها على نسب البث بقيمة أكبر، وتدعم الأندية الجماهيرية بأراضى بأسعار أقل، مع دفع الضرائب على مدد طويلة، هذه بعض الحلول لإنقاذ الأندية الجماهيرية.

وتحدّث علاء وحيد المتحدث الإعلامى لنادى الإسماعيلى، عن هذه التجربة حيث وصفها أنها الطريقة المثالية لتلميع رجال أعمال معينين من خلال شراء وإنشاء الأندية، وهذا يضر بسمعة الكرة المصرية ويقلل من متعتها، مما يعمل على قلة المواهب فى الملاعب المصرية،  ويعود بالضرر على المنتخبات المصرية فى المحافل الدولية، لذلك أطالب من هذه الأندية بتقديم أي فائدة للكرة المصرية حتى لو على مستوى الملاعب، مثلما فعل نادى القناة بإنشائه ملعبًا بمواصفات عالمية سيتم افتتاحه يناير المقبل.

وكان للناقد الرياضى الكبير حسن المستكاوى، رأى فى هذا الموضوع حيث وصف كرة القدم الآن كونها صناعة ومن يملك الإمكانيات المادية مع الإدارة الجيدة سوف يهيمن ويسيطر على الساحة الرياضية لسنوات عدة، ومع مرور الوقت وكسب البطولات للأندية الجماهيرية سوف تعمل لها قاعدة جماهيرية فى المستقبل، يجب أن تتغير ثقافة ومفاهيم الجماهير، أندية الشركات لها نظام مخصص وواضح وناجح، عكس ما يحدث للأندية الجماهيرية، أندية الشركات ليس لها أى ضرر كونها تعمل وفقًا لضوابط منصوص عليها عكس الأندية الجماهيرية ويجب حل هذا الأمر إذا كانوا يريدون عودة الجماهير والأندية الجماهيرية من جديد.