الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صمت القصور التونسى فى المركز الأول: كواليس استفتاء أفضل 100 فيلم عن المرأة

استطاع مهرجان أسوان لسينما المرأة أن يصدر الاستفتاء السينمائى الرابع فى تاريخ السينما العربية، وذلك بتقديم قائمة بأفضل 100 فيلم عن المرأة. وقد شمل الاستفتاء كل الأفلام التى أنتجت عن المرأة وقضاياها أو التى تعتمد على «السينمائيات» من النساء فى صناعتها، وذلك من مختلف دول العالم العربى.



فى البداية قال الناقد الكبير «كمال رمزى» المشرف على الاستفتاء أنه يعد الرابع على مستوى الوطن العربى، مؤكدًا أن الأول كان لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى والذى اختار أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، ثم أقامت مكتبة الإسكندرية استفتاءً ثانيًا عن أهم 100 فيلم مصرى. ثم جاء استفتاء أفضل 100 فيلم عربى والذى أجراه مهرجان دبى السينمائى الدولى.

أما عن سر إدراج الأفلام العربية داخل الاستفتاء وعدم الاكتفاء بالسينما المصرية فقط فقال: «لا أحد يستطيع إنكار تاريخ السينما المصرية الكبير، ولكن لا يمكننا تجاوز التاريخ العربى أيضًا، فسينما المغرب العربى وحدها لها تاريخ سينمائى عريق وكذلك الأمر بالنسبة لدول المشرق العربى والخليج وغيرها، وهناك أعمال لا يمكننا إقصاؤها أو إسقاطها. وأكبر دليل على ذلك أن الفيلم الذى نال أعلى نسبة تصويت للمركز الأول هو (صمت القصور) وهو تونسى الجنسية، بالإضافة إلى وجود ثلاثة أفلام مهمة للمخرجة اللبنانية «نادين لبكى»، فكيف يمكننا تخطى مثل هذه الأعمال».

وعبر «رمزى» عن استيائه من بعض الانتقادات التى وجهت إلى المشرفين على الاستفتاء واتهامهم بأنهم لجنة تحكيم، فالاستفتاء وقع بناءً على الرؤية النقدية لكل ناقد قام بالمشاركة وليس وفقًا لمعايير معينة تم السير عليها، مؤكدا أن التعليق الأغرب الذى سمعه كان تشكيك البعض بمشاركة 70 ناقدًا بالاستفتاء حيث قيل إن الوطن العربى لا يوجد به كل هذا الكم من النقاد، بينما يوجد بالوطن العربى عدد أكبر بكثير.

على مدار شهور طويلة عمل القائمون على الاستفتاء بمجهود كبير من خلال الرصد والتواصل مع النقاد وحصد الأصوات وغيرها من المهام لتظهر قائمة الـ100 فيلم. وهو مجهود ضخم يحتاج لمنظومة متكاملة من الموظفين، قام به ثلاثة أفراد فقط وهم: الناقدان «ناهد صلاح» و«أحمد شوقى»، بالطبع تحت إشراف الناقد الكبير «كمال رمزى». 

فى البداية قالت «ناهد صلاح» إن الاستفتاء هو فكرة الناقد الصحفى «حسن أبوالعلا» مدير مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة والذى أعطاهم وقتًا لتنفيذ الفكرة. مؤكدة أنهم قاموا برصد جميع الأفلام العربية والمصرية لاختيار الأنسب فيما بينها للاستفتاء. فكان الاختيار يقع على الأفلام التى تتناول قضايا المرأة المختلفة أو التى تعتمد على العنصر النسائى فى تنفيذها.

وأضافت قائلة: «وصل عدد الأفلام إلى 4000 فيلم من مختلف دول الوطن العربى، حتى السينما الخليجية التى تُعتبر الأحدث فقد حملت كمًا كبيرًا من أفلام المرأة. وبعد ذلك قمنا بالاستعانة بآراء كبار النقاد وتقليص العدد إلى 1400 فيلم تم إدراجها فى القائمة النهائية التى أرسلت للنقاد الذين شاركوا فى الاستفتاء،. فقد قمنا برصد أسماء أهم 70 ناقدًا فى الوطن العربى من مختلف الأجيال والأعمار وأرسلنا لهم القائمة السابق ذكرها وطلبنا منهم التصويت على الأفضل بل وإضافة أى فيلم قد يكون سقط منا سهوًا وربما يرون أنه الأفضل من وجهة نظرهم».

وأضافت «ناهد» أنها قامت برصد أبرز الموضوعات النقدية لكبار النقاد الأحياء منهم أو الراحلين حول كل عمل تم اختياره، بالإضافة إلى آراء النقاد الشباب لرصد جميع الآراء المختلفة حول كل فيلم. 

رغم وجود عدد كبير من الأفلام المتميزة من بلدان المشرق والمغرب العربى ودول الخليج، استطاعت تونس أن تتصدر القائمة بأفضل فيلم، وهو (صمت القصور) الذى تم إنتاجه عام 1994 للمخرجة «مفيدة التلاتلى»، وتدور أحداثه حول المشاكل التى تقابل فتاة تونسية بعد عودتها لزيارة القصر الذى نشأت به والذى كانت تعمل به أمها كخادمة.

بينما احتلت السينما المصرية العدد الأكبر بـ63 فيلمًا منها 9 أفلام فى أول القائمة، وهى بالترتيب (اريد حلا، الطوق والإسورة، أحلام هند وكاميليا، دعاء الكروان، الحرام، زوجة رجل مهم، يوم مر ويوم حلو، عرق البلح، وأرض الأحلام).

بينما استطاع كل من المخرجين «هنرى بركات» و«محمد خان» بأفلامهما المختلفة أن يصبحا من أكثر المخرجين الذين أدرجت أسماؤهم فى قائمة أهم 100 فيلم عن المرأة حيث استطاع «بركات» أن يحتل سبعة مراكز فى الاستفتاء بـ 7 أفلام هى:(الباب المفتوح، أفواه وأرانب، الخيط الرفيع، ليلة القبض على فاطمة ولا عزاء للسيدات)، طبعًا بالإضافة لفيلمى (دعاء الكروان والحرام).

أما المخرج الراحل «محمد خان» فقد اختار الاستفتاء ستة من أفلامه هى (أحلام هند وكاميليا، زوجة رجل مهم، موعد على العشاء، فتاة المصنع، فى شقة مصر الجديدة وبنات وسط البلد). أما صانعات الأفلام من المخرجات فتم إدراج الكثير من أعمالهن ومنهن «كاملة أبو ذكرى، هالة خليل، نادين لبكى، هيفاء المنصور، مريم توزانى، فريدة بن اليزيد، إيناس الدغيدى وهالة لطفى» وغيرهن.

وقد استطاعت سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» أن تحتل المركز الأول فى الفنانات اللواتى قدمن أعمالا تعبر عن قضايا المرأة حيث تم اختيار 13 عملًا من بطولتها، وتليها فى تلك القائمة الفنانة «سعاد حسنى» بـ8 أفلام ثم «شادية» بـ5 أعمال. بينما احتل جيل الوسط الاستفتاء ومنهن «نجلاء فتحى، نبيلة عبيد، ليلى علوى وشيريهان»، وأيضًا كان للفنانات الشابات جانب كبير ومنهن «هند صبرى، منى زكى، غادة عادل» وغيرهن.

وفور الإعلان عن الاستفتاء تم نشر أخبار حول استياء البعض من عدم إدراج أى عمل للنجمة «نادية الجندى» واتهمت بعض المواقع القائمين على الاستفتاء بإقصاء تاريخها الفنى عمدًا، وقد علقت الناقدة «ناهد صلاح»: إن القائمة الرئيسية التى أرسلت للنقاد الذين اختاروا أفضل الأفلام كانت تحتوى على كل أفلام نادية الجندى، وأضافت قائلة: «من المؤكد أننا لا نستطيع أن نقصى أى فنان أو عمل عمدًا ولكننا فى النهاية لسنا جهة للتقييم ومجرد استفتاء أقامه 70 ناقدًا من مختلف دول الوطن العربى، وكونهم لم يدرجوا أيا من أعمالها ضمن القائمة لا يعنى أن أعمالها ليست جيدة، ولكن القائمة كبيرة وتم اختيار الأفضل بها وفقًا لتصويت النقاد».

ومن الجدير بالذكر أن الاستفتاء أثبت أن أقوى الأفلام التى ناقشت قضايا المرأة كانت فى فترة الألفينيات، حيث تم تسجيل 38 فيلمًا فى الفترة ما بين 2000 إلى 2020، مقابل 13 فيلمًا فى التسعينيات و14 فى الثمانينيات و11 فى السبعينيات.. بينما شهدت فترة الستينيات من القرن الماضى تميز 15 فيلمًا تم إنتاجها عن المرأة منها خمسة أفلام فى عام 1969.