الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عام فى الحكم كشف «شيزوفرينيا» الجماعة الإرهابية إنهم يقولون ما لا يفعلون

«اكذب.. اكذب.. حتى تصل إلى الحكم».. كانت هذه الطريقة التى استخدمتها جماعة الإخوان طوال عقود لكسب تعاطف الشعب، سواء كان الكذب باسم الدين أو الوطنية.. فالقضية الفلسطينية بالنسبة لهم تجارة رائجة، والوطن بالنسبة لهم مجرد صفقة.. وشيمون بيريز «عدو» و«عزيز» حسبما يقتضى الظرف.



وفى السطور التالية.. ترصد «روزاليوسف» أبرز التناقضات التى وقعت فيها الجماعة الإرهابية قبل وأثناء حكم مصر، إذ راهنوا على ذاكرة الجماهير التى عمتها الشعارات.

 200 مليار دولار! 

عندما أصبح «محمد مرسى» رئيسًا للبلاد فى انتخابات شابها العديد من التجاوزات واللغط، بدأت تظهر نواياهم السيئة وزيف وعودهم للشعب المصرى وكذب برنامجهم الانتخابى الذى وعدوا فيه المصريين بحل كل الأزمات الاقتصادية لمصر فى غضون 100 يوم.

كان لـ«مرسى» وقتها جملة شهيرة جدًا يتذكرها كل المصريين عن أن الجماعة سوف تنعش الاقتصاد المصرى بما يزيد على 200 مليار دولار فور فوزه بالانتخابات الرئاسية وردد هذا كثيرًا فى الإعلام وقتها.

صعود جماعة الإخوان إلى الحكم كان أشبه بصعود للهاوية؛ حيث أثبتت الأيام لكل الشعب حتى من تعاطفوا معهم فى فترة من الفترات، أو غرّتهم الشعارات أن الجماعة تنتهج منهج التناقض فى القول والفعل، فما إن أصبح «محمد مرسى» رئيسًا للجمهورية حتى بدأت المشاكل الاقتصادية تزداد فى كل أنحاء مصر وازداد سخط الشعب المصرى عليهم.

لم تكن الجماعة تنشغل بأمور البلاد بقدر انشغالها بالسيطرة على تلابيب الدولة من برلمان ووزارات وهيئات حكومية، إذ انتقل قصر الحكم من الاتحادية إلى مقر الجماعة الإرهابية، وبدأ وقتها «محمد بديع» و«خيرت الشاطر» وقيادات الجماعة الإرهابية فى إدارة مصر لمصلحة الجماعة ومحاولة القضاء على كل ما يقف فى طريقهم فى فترة سموها «التمكين»؛ حيث وُكّل «الشاطر» وقتها بإدارة ملف الصحف القومية وبدأت المظاهرات الفئوية ضد الجماعة الإرهابية تنتشر فى كل أنحاء مصر.

 العلاقة بالغرب

توالت بعد ذلك مواقفهم وأفعالهم المتناقضة فى الظهور واضحة وجلية فى كل خطوة كانوا يخطونها فى فترة حكمهم للبلاد، فالجماعة التى كانت تستنكر علاقة مصر بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانوا دائمًا ما يقولون هذا، بل إنهم خرجوا فى العديد من المظاهرات المناهضة للسياسة الأمريكية فى المنطقة وكانوا ينظمون الكثير من المظاهرات أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة.

وكانوا دائمًا ما ينتقدون العلاقات المصرية بدولة إسرائيل ويتهمون النظام المصرى بأنه ينحاز إلى العدو الصهيونى ويناصره على أشقائنا فى غزة، على عكس الحقيقة.

 وبمجرد أن وصل «مرسى» إلى الحكم حتى بعث بخطابه الشهير إلى رئيس دولة إسرائيل وقتها «شيمون بيريز» متضمنًا ديباجة وعبارات حميمية أمثال فخامة الرئيس وصديقى العزيز العظيم.

دوللى وتنشيط السياحة 

وهناك أيضًا واقعة تناقض شهيرة للجماعة الإرهابية،حينما أقاموا حفلًا لتنشيط السياحة بمدينة الغردقة فى يناير 2013 تحت رعاية حزب الحرية والعدالة ووجّهوا فيه الدعوة للعديد من الفنانين والمطربين المصريين والعرب وكانت المطربة اللبنانية «دوللى شاهين» من ضمن فقرات الحفل. 

كانت «دوللى» وقتها ترتدى فستانًا قصيرًا، وقام أمين عام حزب الحرية والعدالة فى مدينة الغردقة وقتها بتكريم الفنانة وإهدائها درع الحزب، والتقطوا الصور معها، وهو ما كانت الجماعة الإرهابية تنتقد حدوثه سابقًا على مدار تاريخها، حتى أن حلفاءهم وقتها من السلفيين هاجموا الجماعة الإرهابية لرعايتهم لهذا الحفل واعتبروا الأمر سقطة بسبب مشاركة امرأة بملابس مثيرة فى الحفل- على حد قولهم.

 نضال قبل الحكم.. واسطة بعد الحكم

على مدار اشتغالهم بالسياسة كانت الجماعة الإرهابية دائمًا ما تهاجم الحكومات المصرية بسبب ادعائهم أن الدولة تدار بمبدأ المحسوبية والواسطة والشللية وأن الدستور المصرى يخدم مصالح مجموعة من السياسيين ورجال الأعمال دون باقى الشعب.

وما إن وصلوا إلى الحكم حتى وجدنا أن الجماعة قامت بتعيين كل كوادرها وقياداتها فى جميع الوزارات والهيئات الحكومية، واستحوذوا هم وحلفاؤهم من السلفيين على العدد الأكبر من مقاعد مجلسى الشعب والشورى، وبدأوا فى تفصيل دستور مصرى جديد زاعمين أنه يخدم مصالح الشعب ويحافظ على الديمقراطية وعلى مكتسبات الشعب المصرى العظيم، وقاموا بتشكيل جمعية تأسيسية للدستور معظم أعضائها من الجماعة وحلفائها وكان على رأس هذه الجمعية المستشار «حسام الغريانى» المعروف بانتمائه للجماعة، ثم حددوا ميعاد 15 سبتمبر 2012 لتوجيه الدعوة للناخبين للاستفتاء على هذا الدستور وبالطبع كان لهم ما أرادوا بتمرير هذا الدستور المشوهة نصوصه.

وبعد تمرير الدستور واعتقاد الجماعة الإرهابية أنهم سيطروا على الدولة المصرية بكل أوصالها بدأت عناصر الجماعة المنتشرة فى كل الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسّسات الدولة فى مباشرة التجاوزات والانتهاكات الصارخة ضد كل ما يخدم الدولة والشعب وتحويل كل هذا إلى خدمة مصالحهم الشخصية ومصالح الجماعة.

 وكانت كل قرارات «محمد مرسى» تخرج من مقر قيادة الجماعة الإرهابية قبل أن يعلنها المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية وقتها وهو المدعو «ياسر على».

 فضيحة متحدث رئيس الجماعة

«ياسر على» أيضًا كانت له فضيحة كبيرة وهو فى هذا المنصب الرفيع منصب المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المصرية، حين انكشف أمر زواجه السرى من الصحفية «عبير عبدالمجيد» وطلاقها منه بعد زواج دام ثلاثة أيام فقط. 

وبعد استغلال «ياسر» نفوذه ومنصبه فى نقل أجهزة من مصنع بمدينة العاشر من رمضان إلى فيلا خاصة فى مدينتى «عش الزوجية» خلال الثلاثة أيام، وحسب ادعاء «عبير عبدالمجيد» فإن متحدث الرئاسة حاول إقناعها بالزواج منه دون عقد وقال إن عقود الزواج بدعة.

ولكنها أصرت على كتابة عقد زواج رسمى عند مأذون ولكن بالوقت ذاته ولأن مدة زواج «ياسر على» منها كانت قصيرة لم تتعد الثلاثة أيام فإنها لم تنجح فى الحصول على قسيمة للزواج.

وعبرت عن خشيتها من استغلال نفوذ الجماعة وقتها فى تعطيل إصدار عقد الزواج وتوثيقه لذا قررت اللجوء إلى النائب العام وقامت برفع قضية لاستخراج مستند بزواجها من «ياسر على» وطلاقها الشفوى منه.

وبالطبع قام «ياسر على» بإنكار وتكذيب كل ما قيل وما نشر عن هذه الواقعة فى الصحف كعادة الجماعة الإرهابية وعناصرها، مبررًا أن وضعه كمتحدث رسمى لرئاسة الجمهورية ينهاه عن ارتكاب مثل هذه الأفعال.

 3 يوليو.. المصريون كشفوا الكذبة

هناك العديد والعديد من تجاوزات وانتهاكات الجماعة الإرهابية فترة حكمهم للبلاد، وهذا ما كان يدل على تأكيد منهجهم المتبع منذ نشأتهم وهو منهج التناقض فى الأقوال والأفعال وتسخير هذا لخدمة مصالحهم.

تلك الطريقة التى دأبوا عليها هى ما خلقت حالة استنفار عامة لدى الشعب المصرى العظيم ضد الجماعة الإرهابية وضد كل عناصرها وأفعالها.

ولم يكن الجيش المصرى العظيم يستطيع أن يصم آذانه عن مطالب الشعب فكان لزامًا عليه أن يتصرف وفق ضميره الوطنى ويتحمل مسئولية الواجب الذى نودى إليه.

 وهذا ما حدث بالفعل فى 3 يوليو عام 2013 فى بيان ألقاه المشير «عبدالفتاح السيسى» وقتها أمام التليفزيون الرسمى وبحضور القوى السياسية وشيخ الأزهر «أحمد الطيب» والبابا «تواضروس» بابا الإسكندرية. 

يوم 3 يوليو أعلنت مصر أنها كشفت لعبة الإخوان وكذبتهم المتكررة.. وتم إعلان إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإلغاء العمل بالدستور وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار «عدلى منصور»، بتولى منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت.. وتخلصنا من سرطان ظل يهدد الدولة لعقود طويلة.