السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أنا 30 يونيو أنا الشعب: اختيار مركز نخل و5 قرى ببئر العبد ضمن مبادرة «حياة كريمة» التنمية والتعمير تغير خريطة شمال سيناء

منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حُكْم مصر وهو يعتبر أن معركة الدولة فى سيناء هى بالتنمية والتعمير وتوفير حياة كريمة لأهالى سيناء الذى عانوا لسنوات طويلة من التهميش وافتقار لأبسط الخدمات الأساسية والحياتية؛ بل إنّ الرئيس السيسى أعطى توجيهاته للحكومة بتغيير الخريطة التنموية للمحافظة واستكمال المشروعات القومية الجارى إقامتها على أرض سيناء.



 

جولتنا هذه المرة من محافظة شمال سيناء التى شهدت طفرة فى البنية التحتية ومرافق الخدمات فى مختلف القطاعات وتضافرت جهود الدولة من خلال الوزارات والهيئات المختلفة فى معركة تنمية سيناء وبذلت الدولة جهودًا كبيرة متواصلة من أجل تنمية وتعمير سيناء، وتوفير التمويل والمتابعة اللازمة لمشروعات الخطة الاستثمارية التى تتم على أرض محافظة شمال سيناء والتعاون مع جهات الدولة المختلفة فى تنفيذ المشروعات القومية التى تجرى حاليًا.

وتسعى الدولة لتحقيق التنمية الشاملة وحماية الأمن القومى المصرى من خلال تنفيذ العديد من المشروعات القومية والخدمية ليستفيد منها المواطنون فى سيناء؛ حيث تم تنفيذ العديد من المشروعات القومية خلال العامين الماضيين على أرض محافظة شمال سيناء بإجمالى استثمارات بلغت 7 مليارات جنيه. 

وتم إنفاق 600 مليار جنيه على البنية الأساسية لتنمية سيناء كاملة خلال الست سنوات الماضية وتنوعت بين مشروعات قومية، واستثمارات ضخمة وتوفير فرص عمل للشباب من أهالى سيناء على أرض الفيروز. 

وفى عامى 2019-2020 بلغت مشروعات الخطة الاستثمارية لمحافظة شمال سيناء  261 مليون جنيه، من أجل تنفيذ مشروعات استثمارية بها، فيما كان إجمالى الاستثمارات خلال آخر عامين 7 مليارات جنيه؛ حيث تم تخصيص 63 مليون جنيه لمشروعات الطرق التى تربط التجمعات والمدن بالطرق الرئيسية لتسهيل تنقُّل المواطنين،كما تم تخصيص 57 مليون جنيه لمشروعات الكهرباء، و25 مليون جنيه لمشروعات برامج تحسين البيئة والحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، و99 مليون جنيه لمشروعات تدعيم الوحدات المحلية، و15 مليون جنيه لمشروعات الأمن والإطفاء والمرور.

مشروعات الصرف الصحى 

وكان للصرف الصحى نصيب كبير من التنمية فى سيناء؛  حيث تم أثناء تلك السنوات الانتهاء من مشروعات لمياه الشرب والصرف الصحى تصل إلى 50 مليون دولار، من أجل تنمية مياه الشرب لأهالى سيناء. 

مشروعات الكهرباء 

وعلى صعيد الكهرباء، تم اعتماد مبلغ 74 مليون جنيه لمشروعات الكهرباء للعام المالى الجارى، و44 مليون جنيه لمشروعات تحسين البيئة، ورفع نصيب سيناء من الدخل القومى لـ 4.5%.

مشروعات المياه

تشهد سيناء حاليًا أحد أضخم مشروعاتها، هو تطوير شبكة محطة مياه العريش، والتى من المقرَّر أن تكون أكبر محطة مياه فى الشرق الأوسط على ساحل العريش؛ حيث تنتج فى المرحلة الأولى 100 ألف متر مياه فى اليوم، وسيتم الانتهاء منها بعد 4 سنوات بتكلفة 866 مليون جنيه، مع إنشاء 8 محطات لتحلية المياه برفح والشيخ زويد والعريش وبئر العبد ووسط سيناء بتكلفة 565 مليون جنيه.

مشروعات المدن الجديدة 

وخلال تلك السنوات تم تنفيذ مدن جديدة فى سيناء، مثل مدينة سلام وبئر العبدالجديدة، وهى المدن التى تمثل رأس حربة للتنمية فى سيناء، وبموجبها تم توفير 2 مليون فرصة عمل، وضخ استثمارات بنحو 20 مليار دولار.

كما وُضعت منذ 6 سنوات خطة لتنفيذ 312 مشروعًا على يد الهيئة الهندسية بسيناء بتكلفة 199 مليار جنيه تم الانتهاء من 171 مشروعًا.

 مشروعات التعليم 

وعلى صعيد التعليم، فهناك تنمية شديدة شملت البنية التعليمية فى سيناء منذ الحرب، حيث تم تحويل معهدين فنييْن صناعييْن فى شمال سيناء يتبعان الكلية التكنولوجية فى بورسعيد إلى جامعة تكنولوجية، وتوفير أراضٍ من أجل إنشاء جامعات فى محافظة سيناء، والمدارس أيضًا تم تنفيذ ما يقرب من 50 مشروع رفع كفاءة المدارس وإنشاء المزيد منها.

مشروعات الصحة 

تم تنفيذ مشروعات فى قطاع الصحة بقيمة 605 ملايين جنيه، من بينها تطوير مستشفيات العريش العام ورفح المركزى وبئر العبدالمركزى ونخل المركزى وإنشاء مخزن للأدوية بمديرية الصحة بالعريش وعدد من الوحدات الصحية المطورة.

مشروعات التنمية الصناعية 

وكان للتنمية الصناعية نصيب كبير؛ حيث تم إنشاء 24 طريقًا بإجمالى أطوال 1922 كم، كذلك تنفيذ 5 مشروعات، بإجمالى عدد 80995 وحدة سكنية، و400 بيت بدوى، منها إنشاء تجمعات عمرانية جديدة منها مدينة رفح الجديدة، كما تم تنفيذ 4 مشروعات فى مجال التنمية الصناعية.

 قرى وسط سيناء

بدأت جولتنا فى محافظة شمال سيناء بالقرى التى دخلت ضمن مبادرة حياة كريمة وهى قرى مركز ومدينة نخل بمنطقة وسط سيناء، و5 قرى أخرى بمركز بئر العبد؛ حيث تم الانتهاء من تنفيذ مشروع التطوير فى قرية الجدى الأم وتجمع الجوفة التابع للقرية بمنطقة وسط سيناء، وقرية التلول ببئر العبد، وقال لنا جازى سعد -عضو مجلس النواب عن منطقة وسط سيناء- إن تطوير قرية الجدى الأم وتوابعها شجع الأهالى المحليين على الإقامة لإحداث التوطين فى المنطقة، والاستفادة بالخدمات والمرافق التى أُقيمت، علاوة على إتاحة الفرصة لإقامة مشروعات متناهية الصغر، وتوفير فرص عمل للشباب من الجنسين، خاصة مشروعات التطريز وتربية الثروة الحيوانية وإنتاج الأعلاف وزراعة الخضراوات والفاكهة أسفل الصوب البلاستيكية، هذا إلى جانب عمليات التسويق للمنتجات الزراعية للتشجيع على إقامة مزيد من المشروعات.

بينما قال ابراهيم عواد أحد شيوخ القبائل، إن وجود قرية متكاملة الخدمات والمرافق، يوفر سُبل الحياة الكريمة لأهالى القرية، ويزيد الرغبة لدى الأهالى فى الاستمرار فى المنطقة، وذلك لتوافر مجالات عمل أمام أبنائهم ليعيشوا حياة هادئة وتعليم أبنائهم بما يخدم القرية مستقبلا.

والتقط خيط الحديث حمدى هاشم من قرية الجدى الأم،قائلا: إن ما يحدث الآن لم يحدث منذ عدة سنوات طويلة،فالآن تتم على أرضنا العديد من المشروعات القومية، فى مجالات البنية التحتية والطرق ومحطات تحلية المياه وإنشاء المدارس والمجتمعات العمرانية الجديدة.

قرية الجدى

وفى أثناء جولتنا التقينا سامى حسن عبدالجواد، رئيس قرية الجدى،الذى أكد لنا أن قرية الجدى تم تطويرها بالكامل؛ حيث تم إنشاء 100 منزل بتكلفة بلغت 39 مليون جنيه، كما تم فرش وتجهيز المنازل بالكامل بكل الأجهزة المنزلية والكهربائية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى، مشيرًا إلى أنه تم حفر بئر للمياه ومحطة تحلية المياه بتكلفة بلغت 18٫5مليون جنيه، وغرفة محولات وغرفة مولدات وطلمبات، بالإضافة إلى إنارة الموقع بالكامل بتكلفة بلغت 5٫6 مليون جنيه، وإنشاء طرق داخلية بطول 6 كيلو مترات وشبكة للصرف الصحى بتكلفة 18٫4مليون جنيه، كما تم إنشاء مزرعة نموذجية بالقرية، على مساحة 20 فدانًا.

 وقال إن محطة مياه الجدى بوسط سيناء، هى أحدث محطة يبدأ تشغيلها بعد افتتاحها لخدمة أهالى قرية الجدى وتعمل المحطة على بئر بطاقة إنتاجية 100 متر مكعب يوميًا وملحق بها خزان سعته 1200 متر مكعب، وخزان مياه مالحة ألف متر مكعب.

مدينة الحسنة

ثم انتقلنا إلى مدينة الحسنة والتى تبعد عن مدينة العريش حوالى 87 كم جنوبًا، وتعد من أقدم تجمعات وسط سيناء وقد اشتُهرت بعد رحيل الاحتلال فى عام 1982؛ حيث كانت أول إدارة محلية فى وسط سيناء، وقد اشتهر مثل شعبى فى وسط سيناء إبان عمليات التهريب التى كانت تتم بالقرب من الحسنة أيام الفصل وعودة المناطق إلى مصر وهذا المثل يقول «خمسة جنيهات واربط فى جنزير الحسنة» وهى تعنى أنك بدفع خمسة جنيهات للمخبر تستطيع ربط جملك المحمل بالأقمشة المهربة فى الأسلاك المحيطة بقسم الحسنة، وسميت مدينة الحسنة التى كان اسمها قديمًا بئر الحسنة وتقع فى منطقة وسط سيناء. أغلب سكان المدينة من البدو كما يوجد العديد من القبائل الموجودة مثل قبيلة الترابين وقبيلة السواركة وقبيلة الأشراف وغيرها من القبائل.

اللواء أسامة أحمد عفش -رئيس مركز ومدينة الحسنة، قال لنا إن حياة كريمة غيّرت المدينة بالكامل؛ حيث تم إنشاء مركز شباب متكامل بالقرية على مساحة 6500 متر مربع ويتكون من 3 طوابق تشمل صالة لياقة بدنية، غرفة تغيير ملابس، وصالة تنس طاولة، وملعبًا خماسيًا نجيلة صناعية وملعبًا خماسيًا أرضية إكليرك، وحمام سباحة وحديقة طفل بتكلفة نحو 13 مليون جنيه. كما تم افتتاح مدرسة للتعليم الأساسى بتكلفة 11 مليون جنيه، وتضم 11 فصلًا تعليميًا (فصلى رياض أطفال، 6 فصول ابتدائية، 3 فصول إعدادية)، مكاتب إدارية، غرفة حاسب آلى، معملا، استراحة للمعلمين، وتم إنشاء مسجد القرية، والذى يتسع لعدد 500 شخص واستراحة لإمام المسجد.

وقال إنه يجرى الانتهاء من إنشاء وتوصيل المرافق وتجهيز الأراضى الزراعية، لتوزيعها على المنتفعين بواقع منزل وقطعة أرض، بـ«الحسنة ونخل» فى إطار خطة الدولة لتنمية وتعمير سيناء.

وأضاف إن هذه التجمعات تقع فى منطقة وسط سيناء بالحسنة ونخل، منها 5 تجمعات بالحسنة، وهى «أم فروث بالمغارة، والكيلو 61 ببغداد، والدفيدف، والنوافعة بالمغفر، وخشم القاد»، و6 تجمعات بنخل هى «طويل الحامض، والخفجة، والنثيلة 1، والنثيلة 2، وأبو رصاصة بصدر الحيطان، وطيبة بالتمد».

مشيرًا  إلى أنه تمت إضافة هذه التجمعات لتنمية وتعمير وسط سيناء ضمن حياة كريمة، يعد دفعة جديدة للتنمية وأولى خطوات التطوير والارتقاء بمستوى معيشة أهل وسط سيناء وتوفير حياة كريمة لهم فى تجمعات متكاملة الخدمات.

وفى نهاية جولتنا، أكد لنا اللواء دكتور محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء على تغطية مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لمركز نخل بوسط سيناء، والتى تستهدف رفع قدرات البنية الأساسية فى مختلف الجوانب الخدمية والاجتماعية.

وأكد أن مبادرة حياة كريمة تقوم على اتخاذ مركز كامل بقراه ليتم تطويره والنهوض بجميع الخدمات والمرافق فيه بهدف رفع مستوى المعيشة للمواطنين وتوفير حياة كريمة لهم مضيفا أنه تم اختيار مركز والقرى التابعة له بوسط سيناء لتنفيذ المبادرة وأشار إلى استراتيجية الدولة بتطوير القرى والمناطق الفقيرة والأكثر احتياجا من خلال الارتقاء بمستوى الخدمات لرفع مستوى المعيشة بها، حيث بدأت أولى خطوات التطوير والارتقاء بمستوى الخدمات لأهالى سيناء المقيمين فى وسط سيناء، وأنه تم اختيار منطقة وسط سيناء لإقامة التجمعات التنموية المتكاملة لتوطين المواطنين بتلك التجمعات متكاملة المرافق والخدمات والارتقاء بمستوى معيشتهم وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لهم، منوها بأن التجمعات التنموية المتكاملة تحتوى على منازل مزودة بالمرافق والخدمات اللازمة، إلى جانب توفير مساحات خالية لإقامة الأنشطة والمشروعات الاقتصادية وتربية الماشية والأغنام، وأراض زراعية لاستغلالها فى زراعة وانتاج المحاصيل.

وقال المحافظ إن المرحلة الأولى من المبادرة ستشمل مركزى الحسنة ونخل فى وسط سيناء، ليتم تطويرهما والنهوض بجميع الخدمات والمرافق فيهما بهدف رفع مستوى المعيشة للمواطنين وتوفير «حياة كريمة» لهم،  مشيرًا أن اختيار وسط سيناء لتنفيذ المبادرة، لأن المبادرة تعمل على اتخاذ مركز كامل بقراه ليتم تطويره والنهوض بجميع الخدمات والمرافق بهدف رفع مستوى المعيشة للمواطنين وتوفير حياة كريمة لهم.

وأكد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أن مدينة العريش تستعد لتنصيبها عاصمة للثقافة المصرية العام المقبل، بعد افتتاح قصر ثقافة العريش كأحد المشروعات المهمة والأساسية فى سيناء والهادفة إلى مواجهة التعصب والحفاظ على الهوية وتطوير وبناء الوعى والإدراك إلى جانب بناء شخصية الأجيال الجديدة من هذه البقعة الغالية وخلق مبدعين فى جميع المجالات الفكرية والفنية المتنوعة إلى جانب صون التراث السيناوى.

 

30 يونيو.. الطريق لـ«حياة كريمة»

 

 شهدت مصر بعد 30 يونيو ثورة فى الريف المصرى نهضة كبيرة غير مسبوقة على مختلف المجالات.. لم تحدث منذ 30 عامًا.. قطار التنمية الحقيقى وصل كل ربوع ونجوع قرى مصر التى كانت شهدت تدهورًا ملحوظًًا فى شبكات المياه والصرف الصحى؛ حتى أن البيوت أصبحت متهالكة.. فجاءت مبادرة حياة كريمة.. مبادرة الإنسانية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السياسى فى 2 يناير 2019 لتعيد بناء حياة مواطنى الريف، ونجحت المبادرة فى تطوير 4584 قرية تمثل 58 فى المئة من إجمالى سكان الجمهورية بتكلفة تقديرية 515 مليار جنيه.. المبادرة الأضخم فى تاريخ الريف تسعى لتقديم حزمة متكاملة من الخدمات تشمل خدمات المرافق والبنية الأساسية من طرق ونقل وصرف صحى ومياه الشرب وإنارة عامة وتطوير الوحدات المحلية والخدمات الصحية والتعليمية والرياضية، فضلا عن التدخلات الاجتماعية وتوفير سكن كريم لأهالينا فى ريف مصر.

 مستمرون معكم فى رصد كل ما يحدث فى ريف  مصر من تنمية حقيقية للقرى الأكثر احتياجًا.