الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أنا 30 يونيو أنا الشعب: الفرافرة تستحوذ على نصيب الأسد بإدراج 28 قرية وتابعًا: «حياة كريمة» تنشر الخير فى قرى الوادى الجديد

أكبر محافظات مصر من حيث المساحة والثالثة إفريقيّا؛ بل تُعتبر ثانى أقل محافظة سكانًا بعد جنوب سيناء. ترجع تسميتها إلى إعلان الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر عام 1958 عن البدء فى إنشاء وادٍ موازٍ لوادى النيل يخترق الصحراء الغربية لتعميرها وزراعتها على مياه العيون والآبار بهدف تخفيف التكدس السكانى فى وادى النيل، وكانت تسمى قبل ذلك محافظة الجنوب.



وفى 3 أكتوبر سنة 1959 وصلت أول قافلة للتعمير والاستصلاح بالوادى الجديد وتم اعتبار ذلك اليوم عيدًا قوميّا تحتفل به المحافظة كل عام. وفى 1961 أنشئت محافظة الوادى الجديد ضمن التقسيم الإدارى لمحافظات الجمهورية، وكانت تتكون من مركزَين إداريين هما مركز الخارجة ومركز الداخلة، وفى 1992 تحولت الفرافرة إلى مركز إدارى ليصبح للمحافظة ثلاثة مراكز إدارية، أمّا الآن فقد تحوّل مركز باريس ومركز بلاط إلى مركزَين إداريين أيضًا، وبالتالى أصبح للمحافظة خمسة مراكز إدارية.

عُرفت واحات مصر منذ أقدم العصور، فواحة الخارجة سُميت بـ«الواحة العظمى»؛ حيث كانت تشغل منخفضًا كبيرًا فى الصحراء وعاصمتها هيبس، والتى اشتق اسمها من كلمة هبت ومعناها المحراث. وكانت الواحات الداخلة تسمى كنمت وعاصمتها (دس- دس) أى (اقطع- اقطع) بمعنى قطع الأرض وشقها لزراعتها، وعرفت الفرافرة باسم (تا- احت) أى أرض البقر. وفى العصور الفرعونية كانت الواحات تُمثّل أهمية قصوى لكونها خط الدفاع الأول عن مصر القديمة لتعرّضها لهجمات النوبيين من الجنوب والليبيين من الغرب، شهدت محافظة الوادى الجديد طفرة كبيرة من المشروعات الضخمة، يأتى فى مقدمتها زراعة مليون نخلة وإنتاج الحرير الطبيعى؛ حيث نجحت المحافظة فى طرح 350 ألف فدان لزراعة النخيل.

كما أن بها حاليًا 2.5 مليون شجرة نخيل، والمحافظة تعمل جاهدة على إدخال أصناف جديدة من أنواع البلح البارحى والمجدول والصقعى إلى جانب فتح أسواق جديدة للبلح السيوى أو الصعيدى الذى تشتهر به محافظة الوادى الجديد.

ومن جهة أخرى تشهد محافظة الوادى الجديد تنفيذ مبادرة رئيس مجلس الوزراء بالتوسع فى إنتاج الحرير الطبيعى؛ حيث بدأت فى تسليم أراضٍ لعدد من المستثمرين والشباب لإقامة مشروعات إنتاج الحرير المتكاملة زراعيّا وصناعيّا.

وكما قال لنا المهندس صلاح خليفة نقيب المهندسين الزراعيين بالمحافظة: إن محافظة الوادى الجديد تمتلك مقومات تنموية هائلة من شأنها أن تساهم فى زيادة الدخل القومى، وأن مبادرتَى زراعة مليون شجرة نخيل والتوسع فى إقامة مشروعات إنتاج الحرير ستمكنان المحافظة خلال السنوات القليلة المقبلة من توفير محصول وافر من البلح يصدر إلى مختلف بلدان العالم.

فضلاً عن عقد دورات تدريبية للشباب من خريجى الجامعات والدبلومات الفنية لتعريفهم بكيفية إقامة مشروعات إنتاج الحرير التى بدأت وبكثرة فى مركز ومدينة الداخلة.

واستحوذ مركز الفرافرة، بمحافظة الوادى الجديد، على نصيب الأسد من مبادرة «حياة كريمة»، بواقع 28 قرية وتابعًا، وتشمل خريطة المناطق التى يجرى تنفيذ مشروعات المبادرة فيها، هى قرى أبو منقار و5 توابع لها (أبو منقار الأم - طلعت ضرغام - بئر 4 - بئر 5 - بئر 6 - بئر 7)، وقرى أبوهريرة و4 توابع لها (أبوهريرة الأم - عمر بن الخطاب - خالد بن الوليد - زراعة 14 - زراعة 16)، قرى الخير والنماء و4 توابع لها (الخير والنماء الأم - الشيخ مرزوق - عطية الشيخ مرزوق - زراعة 10 - الأمل)، قرى الكفاح بإجمالى 7 توابع هى: (الكفاح الأم - أبو الهول - أبوبكر الصديق - عثمان بن عفان - الرواد - عين التنين- العزبة)، قرة صبيح وتوابعها وهى (صبيح الأم - على بن أبى طالب)، قرى النهضة وتوابعها وهى (عبدالمجيد الجغيل - عائشة عبد الرحمن)، وفى منطقتين بمدينة الفرافرة، هما: (عبدالمنعم رياض - أحمد بدوى).

حالة من السعادة والرضا يعيشها أهالى قرى الوادى الجديد المستهدفة من المشروع القومى لتنمية الريف ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وهم يرون حلمهم فى الحصول على الخدمات وتحويل قراهم إلى «نموذجية» منتجة يتحقق على أرض الواقع مثلما حدث فى قرى المرحلة الأولى.. أو فى سبيله للتحقق خلال المراحل الجديدة المحددة.

وفى خلال جولتنا بالمحافظة، أشاد أهالى قرى المرحلة الأولى من «حياة كريمة» بالمحافظة بما حدث لهم من تغير ونقلة حضارية غير مسبوقة؛ حيث تحولت قراهم لقرى نموذجية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات فى قطاعات عديدة من بينها مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء وبناء المدارس والوحدات الصحية ومراكز الشباب والملاعب الخماسية ومكاتب البريد وتبطين الترع ورصف الطرُق وإنشاء الكبارى وغيرها.. إضافة إلى تأهيل وبناء مساكن آدمية وفرشها لهم.. ومساعدتهم على إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر توفر لهم دخلا مناسبًا يتيح لهم «حياة كريمة».

حكت لنا نادية عبدالراضى من قرية الشيخ مرزوق التابعة لمركز الفرافرة إحدى قرى المرحلة الأولى، أنها سعيدة جدّا بما قامت به الدولة فى قريتها بصفة عامة ولها بصفة خاصة؛ حيث تمت إعادة بناء منزلها وإمداده بالمرافق وتشطيبه على أعلى مستوى.. كما قامت إحدى الجمعيات الأهلية بالتنسيق مع التضامن الاجتماعى بتمويل مشروع لها عبارة عن كشك به ثلاجة وبضائع تعدت العشرة آلاف جنيه، مما أتاح لها دخلاً يساعدها على الإنفاق على أبنائها الثلاثة.

وأضافت إن منزلها القديم كان بلا سقف ولا يوجد به مياه وصرف صحى وكهرباء، وتحوّل إلى جنة بعد تطويره.

والتقط خيط الحديث معنا عاطف الدميرى ويعمل «نجار مسلح»، قائلاً: إن ما تم من مشروعات فى القرية غيّر حياتنا بشكل كامل، ويكفى أنه تم تنفيذ مشروع الصرف الصحى ورصف الطرُق التى كانت تغرق؛ خصوصًا فى الشتاء بمياه الصرف والأمطار.. كما تمت إقامة مشروع لمياه الشرب وفّر لنا كوب مياه نظيفة، أنهى معاناتنا مع نقص المياه وتلوثها وإعادة بناء المنازل للعديد من المواطنين، هذا بخلاف ما تم توفيره من تمويل لإقامة المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للعديد من الأهالى؛ خصوصًا السيدات المعيلات، فمنهن من قامت بعمل مشروع لتربية البط والدجاج، ومنهن من قامت بعمل مشروع لتصنيع الأقفاص والأطباق والكراسى من الخوص، ومنهن من قام بعمل مشروع لتربية المواشى وغيرها من المشروعات التى أصبحت تدر دخلاً على جميع الأسر التى كانت تعانى قبل ذلك من ضيق الرزق.. وحوّلتنا إلى قرية نموذجية منتجة تتمتع بكل الخدمات.

كما أشاد عمر عابد طالب بالمرحلة الثانوية فى أحد مراكز ومدينة الخارجة، بالقوافل الشاملة التى يتم تنفيذها فى القرية، والتى تقدّم العديد من الخدمات للأهالى، مثل القوافل البيطرية والصحية، وطالب المحافظ باستمرارها إضافة إلى تنظيم قوافل ثقافية ودينية تسهم فى تنويرعقول الشباب.

وفى أثناء جولتنا بالمحافظة التقينا المهندس محمد صلاح الدين عبدالغفار، رئيس شركة مياه الشرب بالوادى الجديد قال لنا أنه تم دعم قطاع مياه الشرب بمحافظة الوادى الجديد ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بعدد 33 طلمبة آبار أعماق غاطسة لمحطات الآبار الارتوازية بتكلفة إجمالية 12.8 مليون جنيه، فضلاً عن توريد 313 وصلة بطول 6 أمتار، بالإضافة إلى توريد كابلات كهربائية بإجمالى أطوال 4.500 الخاصة بتوصيلات الطلمبات الغاطسة باللوحات الكهربائية.

مؤكدًا أن المبادرة فى مرحلتها الثانية تعمل على مد وتدعيم شبكات مياه الشرب بمركز الداخلة والفرافرة بتكلفة إجمالية 11.5 مليون جنيه، فضلاً عن إحلال وتجديد 6 آبار للمياه بتكلفة إجمالية 21.2 مليون جنيه.

بينما قال لنا يوسف مرزوق، رئيس مركز ومدينة الفرافرة بالوادى الجديد: إن مشروعات التطوير تشمل تسليم منازل وتنفيذ محطات صرف ومحطات تنقية مياه وحفر آبار شرب وإنشاء مدارس ومستشفيات. مشيرًا إلى أنه يجرى تنفيذ ٥ محطات مياه صرف بتلك القرى، والتى تضم قرى أبومنقار وعمر بن الخطاب والشيخ مرزوق وأبوالهول وأبوبكر الصديق وعلى بن أبى طالب وعائشة عبدالرحمن.

وأضاف إنه جارٍ حاليًا استكمال تنفيذ مشروعات تنموية فى 7 قرى بالفرافرة ضمن مبادرة «حياة كريمة» الرئاسية؛ حيث يجرى تنفيذ المرحلة الأولى بالمشروع بتكلفة نحو 69 مليون جنيه.

وفى نهاية جولتنا التقينا اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد، الذى أكد لنا أن مبادرة «حياة كريمة» عملت على رفع كفاءة البنية التحتية وتطوير الخدمات فى 28 قرية فى مركز «الفرافرة»، بواقع 25 قرية رئيسية و3 تجمعات سكنية.

وقال: إن مبادرة «حياة كريمة» شاركت فيها جميع مؤسّسات الدولة الرسمية وغير الرسمية، فضلاً عن مساهمات وتبرعات منظمات المجتمع المدنى الذى نجحت فى إقامة أول مركز متخصص لذوى الاحتياجات الخاصة بمدينة الخارجة، بتكلفة تجاوزت 20 مليون جنيه، وإنشاء 50 منزلاً بقرى درب الأربعين وحفر بئر جوفية لرى وزراعة واستصلاح مساحة 120 فداناً، وتمليك 500 فدان بواقع 2.5 فدان لـ 250 منتفعًا بقرى درب الأربعين لزراعتها بمحصول الكمون وتسويق المنتج النهائى لهم، كما تم تسليم 200 منزل للحالات الأولى بالرعاية فى قرى ناصر الثورة والخرطوم.

وقال: إن محافظة الوادى الجديد من المحافظات الأولى التى استطاعت توصيل الصرف الصحى المتكامل، الذى يشمل خطوط انحدار ومحطات معالجة ورفع، وهناك خطة للانتهاء من توصيل الصرف لجميع القرى خلال 3 سنوات.

وأشار إلى أنه جرى توصيل الصرف الصحى لـ30 قرية حتى الآن من إجمالى 47، من خلال الخطط التى تنفذها وزارة الإسكان والمرافق والجهود الذاتية التى تتبناها المحافظة، وجميع القرى الجديدة التى يتم تنفيذها ستنفذ مشروعات المرافق بها قبل تسليمها للمواطنين، وذلك لتوفير حياة كريمة وتوفير كل المرافق.

وأكد «الزملوط» أن المحافظة قامت برفع كفاءة المرافق الأساسية من جميع الخدمات التى يحتاجها المواطنون فى 25 قرية بمدينة الفرافرة ضمن مبادرة رئيس الجمهورية «حياة كريمة». مشيرًا إلى أن التكلفة الفعلية لتنفيذ برنامج «حياة كريمة» فى 25 قرية وتابعًا تبلغ 2 مليار جنيه.