الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

180 دقيقة تفصل القلعة الحمراء عن الكأس العاشرة: القارة السمراء لها «صاحب».. اسمه النادى الأهلى

النادى الأهلى، بركانٌ ثائرٌ لا يَخمد أبدًا، قطارٌ جامحٌ يسير دون توقّف نحو حصد الألقاب والبطولات، الخسارة استثناء فى قاعدة انتصاراته والإخفاقات مَطب صناعى فى طريقه المُمَهد نحو عرش القمّة، فكرة الخروج بأقل الخسائر خارج أرضه مرفوضة، وبالطبع تحقيق النصر على أرضه حاجة أساسية، «فانلته الحمراء» بها شعاع ينفذ إلى اللاعب فور ارتدائها فيصبح الفوز وعدم الهزيمة من المُسَلّمات فى شخصيته وسلوكه.. هذا هو النادى الأهلى يا سادة.



 

منذ 3 سنوات خرج الأهلى، من دورى أبطال إفريقيا بهزيمة قاسية أمام فريق صن داونز بطل جنوب إفريقيا، بخماسية نظيفة وتوقّع الجميعُ أن هذه هى بداية النهاية للكيان الكبير ونهاية جيل بأكمله، ولكنها فى الحقيقة كانت مثل الصرخة فى جوف الجبل؛ حيث كان لصداها توابع زلزلت القارة برمتها وجعلت المارد الأحمر يكشر عن أنيابه ويلتهم الأخضر واليابس دون رحمة؛ حيث فاز بلقب دورى الأبطال فى نسخته الماضية بعد هزيمة الغريم التقليدى نادى الزمالك فى نهائى تاريخى لم يتكرّر من قبل، ثم فاز بكأس السوبر على فريق نهضة بركان المغرب، بعد غياب طويل عن هذا اللقب، ومن قبله حصد البرونزية للمرّة الثانية فى تاريخه فى كأس العالم للأندية، وفى هذه النسخة من دورى أبطال إفريقيا، وصل إلى نصف النهائى وقطع نصف المشوار  نحو المباراة النهائية، عندما نجح فى هزيمة فريق الترجى التونسى، فى عُقر داره على ملعب رادس الشهير بملعب «الموت» بهدف نظيف رُغم أحداث الشغب التى سبقت المباراة، ولكن شخصية البطل وثقافة الفانلة الحمراء، كان لهما مفعول السحر وصمدتا أمام كل هذا ونجحتا فى التغلب على «غول إفريقيا»، مما يسهل كثيرًا من لقاء العودة والمقرّر له السبت المقبل على ملعب السلام فى التاسعة مساءً.

 موسيمانى يصول ويجول فى قلوب الأهلاوية ويتفوق على جوزيه

صاحب البشرة السمراء «بيتسو موسيمانى» المدير الفنى للنادى الأهلى، جاء من أدغال إفريقيا فى خطوة جريئة من قِبَل مجلس إدارة النادى الأهلى، رُغم أنه ليس من الخواجات ذوى العيون الزرقاء ولا الكرافتات الشيك، ولكنه ذو فكْر عالٍ وضح مع توالى اللقاءات وظهَر مع تكرار الانتصارات ووصل للقمة مع حصد البطولات، لا يتأثر بالانتقادات الخارجية، له طرُق لعب متنوعة، ولكنها جميعها تؤدى للفوز، يكفى أنه خاض 45 لقاءً مع الأهلى لم يهزم سوى فى 4 مباريات، دخل على الفريق فى نصف الدورى العام واستكمل الموسم وفاز بالبطولة المفضلة للقلعة الحمراء وهى الدورى الممتاز، حصد كأس مصر على حساب طلائع الجيش، فاز بكأس إفريقيا للمرّة التاسعة، حصل على المركز الثالث فى كأس العالم للأندية، فاز بالسوبر الإفريقى، وقريب من تحقيق السوبر المصرى، بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق دورى أبطال إفريقيا إذ نجح فى الخروج بنتيجة إيجابية أمام الترجى التونسى فى مصر، ومن ثم التغلب فى المباراة النهائية على الفائز من لقاء فريقَىْ كايزر تشيفز الجنوب إفريقى والوداد المغربى، وعند العودة للمعترك المحلى، إذا نجح فى الفوز بكل المؤجلات يعتلى قمة الدورى بفارق 4 نقاط عن الزمالك، متصدر الدورى الآن، ولا يزال ينافس فى كأس مصر؛ حيث من المنتظر أن يلتقى مع الفريق البترولى إنبى، هذا يعنى أن «بيتسو موسيمانى»، فى ولايته الأولى للنادى الأهلى يتفوّق على جميع المدربين الذين تولّوا قيادة الفريق منذ 1907 حتى الداهية البرتغالى «مانويل جوزيه»، الذى نجح فى حصد 21 لقبًا فى مسيرته مع القلعة الحمراء والتى استمرت  10  سنوات، أى بمعدل بطولتين فى الموسم الواحد، لكن «بيتسو» حصل على خمس بطولات فى موسم واحد وفى انتظار السادسة إذا فاز بكأس السوبر المحلى أمام فريق طلائع الجيش، أو بمعنى أدق لم يخسر أى بطولة خاضها إلى الآن باستثناء كأس العالم للأندية رُغم حصوله على ميدالية برونزية.

180 دقيقة تفصل القلعة الحمراء عن الكأس العاشرة

شوطان  يفصلان الأهلى وجماهيره عن الحلم الجميل، 180 دقيقة وتصبح الكأس العاشرة ساكنة فى القلعة الحمراء، كل ما هو مطلوب فى أول 90 دقيقة، هو نسيان الفوز فى اللقاء الأول، والبحث عن هدف مبكر فى أول ربع ساعة يُهبّط من عزيمة الفريق التونسى، مع التقفيل الجيد للخطوط الدفاعية وعدم فتح اللعب وغلق المساحات جيدًا وإذا لم نتمكن من التسجيل فى البداية، لم نستقبل أى أهداف كون التعادل السلبى يصب فى مصلحة المارد الأحمر، وعدم التفكير فى المباراة النهائية غير بعد عبور موقعة الترجى، حتى لا تتحول فرحة الفوز فى لقاء رادس، إلى حزن يخيم على ملعب السلام فى سيناريو لا نتمنى حدوثه.