الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لو كنت مكانها ..ليه لأ؟!

«ليه لأ» جواب لأسئلة كثيرة تدور فى أذهاننا بشكل يومى، فى الأغلب تكون هذه الأسئلة صعبة، محرجة، جريئة، بها مخاطرة، وبالتالى فالإجابة عليها تحتاج شجاعة وجرأة تتناسب مع جرأتها، وتتطلب أيضًا ثقة بالنفس وبالقرار المُتخذ، وقوة داخلية كافية لمواجهة أى اعتراض متوقع من جانب بعض المقربين، والأهم تحمل نتائجه مهما بلغت.



الموسم الثانى من مسلسل (ليه لأ) الذى يعرض على منصة «شاهد» يفتح نقاشًا مهمًا ويثير تساؤلًا ربما خطر على بال الكثير وخاصة النساء من مجتمعاتنا العربية، ليه لأ لو اتكفل وأحتضن طفلًا يتيمًا يعيش فى ملجأ ويفتقد للحب والحنان ومشاعر الأمومة، ليه لأ لو تخطيت سن الخمسة والثلاثين وسن الأربعين ولم أتزوج وأنجب وشعرت بحاجة ملحة لأن يكون لدى طفل أرعاه وأضيف له ما ينقصه، وأيضًا يُشبع لدىّ رغبة لم أستطع تحقيقها بعد، تساؤل مهم يدور فى أذهان الكثير من النساء فى زمننا هذا، زمن يضم جيلًا ممن تخطوا الأربعين من عمرهن ولم ينجبوا بعد ويراودهن القلق من إمكانية تحقيق حلم الأمومة يومًا ما، نظرًا للعوامل البيولوجية التى ربما تمنع البعض من الإنجاب فى سن متأخرة، وهنا يظهر هذا العمل الفنى لينير فى الذهن فكرة ويبلورها ويشرح تفاصيلها من صعوبات ونتائج ليضعها على طاولة من تراودها فكرة كفالة أو احتضان يتيم، فإما تتشجع أكثر لتلك الخطوة أو تصرف نظرها عنها تمامًا، وذلك يرجع للشخصية نفسها والعالم المحيط بها.

خاصة عندما تندمج كمشاهد مع أحداث المسلسل وتمتزج عاطفيًا مع بطلته «منه شلبى» فى دور «ندا» وتتعاطف بشدة مع الطفل «سليم مصطفى»  فى دور «يونس» وتشعر بصدق المشاعر بينهما وتلك الصلة الروحانية التى جمعتهما وعبرا عنها بالعيون ولغة الجسد أكثر من الكلام، وذلك يرجع للأداء التمثيلى القوى الصادق الذى يأخذك لحكاية بنت فى السابعة والثلاثين من عمرها، تعلقت بطفل يتيم فقررت احتضانه وكفالته بصرف النظر عن أى صعوبات تواجهها، وتعيش معهما تطور المشاعر وسبب التعلق الشديد فتأخذ صفها وتواجه معها أهلها وأصدقاءها والمجتمع كله.

كما ساعد على معايشة تلك الحالة، الموسيقى التصويرية التى صاحبت معظم المشاهد والتى إعتمدت على البيانو والكامنجا، موسيقى ناعمة تناسب رقة المشاعر ونعومة المواقف ومدى حساسيتها، إلى جانب فن اختيار الملابس التى تميزت بالبساطة الشديدة والمكياج الهادئ لـ«ندا» الذى يعكس شخصيتها الرقيقة وبساطتها وروحها.

مسلسل (ليه لأ) مسلسل نسوى يأخذ صف المرأة ويتكلم بلسانها وينقل مشاعرها وطريقة تفكيرها فى مواجهة المجتمع الذى كثيرًا ما يعنفها ولا يقبل أفكارها لمجرد كونها تتعارض مع الأعراف والعادات والتقاليد أو تسلك طريقًا غير معتاد بصرف النظر عن كونه لا يمس أى دين أو شرع، وبالتالى يتعرض لهجوم منذ موسمه الأول وتعلو الأصوات معترضة على أفكاره حتى وإن كانت أفكارًا تأخذ بيد المجتمع للأمام و تزيده رقيًا وتحضرًا وألفة، لكن ليه لأ لو نظرت للمضمون من وجهة نظر أخرى يمكن أن تضيف لك ولأفكارك ولحياتك وحياة من حولك.