الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أحمد والحاج أحمد!

ولأن العشرة لا تهون سوى على الكافر وابن الحرام.. فقد وجدت أنه من الواجب والأصول أن نسأل من بعيد لبعيد عن الخواجة دونالد ترامب الرئيس الأمريكانى الساقط.. وقد اختفى تماما من المسرح السياسى.. فلم يعد محط أنظار الكاميرات والميكروفونات.. ولمدة ستة شهور كاملة لم نعد نسمع عن ترامب كلمة واحدة!!



ومع أن الشعور السائد فى العالم الآن هو الفرح والانبساط والشماتة أيضا وقد انكسر أنف الخواجة ترامب.. وتمرمغت كرامته فى التراب.. وقد غادر المسرح.. وهناك الآن رئيس جديد يحظى بحب وتقدير الملايين فى العالم.. إلا أننى شخصيا مثل المغفور لها خالتى التى لم تفرح أبدا.. وكانت تضع يدها على قلبها فى عز الفرح والبهجة والانبساط.. تتوجس الخوف.. وتتوقع الأسوأ.. لا فارق عندها بين اليمينى واليسارى.. بين الجمهورى والديمقراطى.. وأحمد عندها مثل الحاج أحمد.. وكلهم مجرد وجوه لعملة واحدة.. والدليل أن بيل كلينتون الديمقراطى الوديع.. وضع لنا فى الواجهة مادلين أولبرايت الشمطاء التى كانت لسان حال ساسة إسرائيل دون قيد أو شرط.. وتدس أنفها فى أدق شئوننا.. وبالذمة هل ترى اختلافا بينها وبين هيلارى كلينتون وزيرة خارجية باراك أوباما التى كانت تكرهنا لله فى  لله.. بما يعنى أن الوجوه قد تختلف أحيانا.. لكن السياسة واحدة والمنهج متطابق.. وأحيانا نسخة بالكربون.. وهوايتهم الدائمة هى طبخ المؤامرات للدول وتجنيد الحكام والزعماء.. وتقسيم الشعوب إلى صديقة ومعادية.. والهدف واضح محدد.. هو استنزاف جهدنا وقوانا لصالح المستعمر الذى يحترف ارتداء الأقنعة.. فهذا جمهورى وذاك ديمقراطى.. هذا محافظ وهذا يسارى..!!

لا أفرح إذن للحفرة التى وقع فيها دونالد ترامب الكئيب.. وأقطع ذراعى أن نصف من يصفقون للرئيس جو بايدن.. على استعداد لتغيير مواقفهم فى أول انتخابات قادمة وسياسة أمريكا المعادية للعرب لن تختلف كثيرا فى عهد جو بايدن ومساندة إسرائيل دون قيد أو شرط لن تتبدل.. والفارق أن دونالد ترامب تعامل معنا بفجاجة وهو يضع «البونيَّه» الحديد يهددنا بها.. فى حين أن بايدن يرتدى القفاز الحريرى.. وعلينا أن ننتبه لمصالحنا أولا.. بصرف النظر عن شخصية «أبانا» الجالس فى البيت الأبيض.. والناخب الأمريكى بالمناسبة لا يختار الحاكم طبقا لسياسته الخارجية العادلة أو غير العادلة مع شعوب الأرض.. وإنما طبقا لسياساته الداخلية.. ومدى قدرته على خفض الضرائب على المستهلك الأمريكى الذى هو أعلى شعوب الأرض استهلاكا.. فى مجتمع يصفونه بأنه مجتمع الوفرة والهدر..!!

ويا عينى على الملياردير ترامب بجلالة قدره.. وهو يجلس الآن فى البيت بقوة القانون.. يقشر بصل ويقمع بامية أو يعاكس الشغالة.. لكن ممنوع عليه الكلام فى السياسة التى دخلها من الباب الغلط.. والآن وقد خرج للمعاش الإجبارى.. وسوف يجد وقتا هائلا للعب الجولف.. لكنه لن يستطيع إلقاء المحاضرات أو تأليف الكتب كما فعل الأسبق باراك أوباما.. وهو لن يتقاضى المكافآت نظير قيامه بالأعمال الخيرية لأنه وبشهادة الأمريكيين لا يصلح لها.. وسوف يقضى وقته فى البارات ونوادى القمار.. وربما ينتهى المشوار  به سكيرا.. ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه.. كأول رئيس يقضى وقت فراغه فى الشرب والصرمحة.. أى والله.. الشرب والصرمحة!!