الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ملهمات عبقريات عظمة على عظمة يا ست .. أول من اقتحمت عالم الإنتاج وأول من تناولت القضية الفلسطينية فى أفلامها: «عزيزة أمير» الأم الشرعية للسينما المصرية

إن حقوق المرأة وحريتها التى تتمتع بها الآن، ليست نتاج يوم أو عمل واحد، بل عقود من النضال المستمر، من أجل كسر القيود المجتمعية القديمة التى فرضت عليها، بألا يعلو أفق تطلعاتها أكثر من حوائط منزلها. ومع ذلك، أعلنت بعضهن عن رفضهن التام بسجن عقولهن، وسعين لكسر هذه القيود، ليثبتن أن للمرأة حرية وحقًا فى التعلم، والعمل، والنضال، وألا تكون (المعرفة، والمقدرة) حكرًا على معشر الرجال فقط.



فى مصر، نساء تم تخليد أسمائهن، وأعمالهن..وفى هذه السلسلة ترصد (نون القوة) حياة وكفاح هؤلاء الملهمات، العبقريات، لتعرف فتيات ونساء اليوم وغدٍ، أنه لا يوجد مكان لكلمة (مستحيل). 

 «إننى أنجبت بنتًا واحدة، اسمها السينما المصرية».. كلمات حقيقية صادقة، أعربت عنها «صاحبة الفيلم الأول»، «عزيزة أمير»، مؤسِّسة ورائدة السينما فى «مصر»؛ لتصبح أول امرأة جَرأت على اقتحام ميدان الإنتاج السينمائى،  بأول فيلم مصرى صامت، عُرض فى نهاية عام 1927. وتصير- ـ بَعدها- الأم الفعلية للسينما المصرية. 

المثير فى مسيرتها لا يتوقف عند التمرد على التقاليد المجتمعية، التى كانت مفروضة على المرأة المصرية حينها، أو دخولها مجال السينما، الذى لم تسبقها إليه امرأة أخرى، فى وقت كان المجال نفسه لا يزال فى مَهده، ولا يوازى نجاح المسرح؛ وإنما يمتد الإلهام منها فى الصمود، الذى اتسمت به خلال مسيرتها الفنية.

 نشأة مفعمة بالتجارب

وُلدت «مفيدة محمود غنيم»، وهو الاسم الحقيقى لـ«عزيزة»، فى 17 ديسمبر 1901، بمدينة «أسيوط». لكن، سرعان ما صارت الطفلة يتيمة الأب، بعد 15 يومًا من ميلادها؛ لتنتقل مع من بقى من أسرتها إلى محافظة «الإسكندرية» لتمضى طفولتها هناك. وبعد فترة انتقلت الفتاة مرة أخرى إلى «القاهرة»؛ لتسكن فى شارع «خيرت»، بالقرب من حى «السيدة زينب».

كانت الصغيرة أختًا لأربع أخوات، وهن: «عظيمة، أمينة، فاطمة، هنية»، وأخ واحد يُدعى «أحمد»، الذى توفى هو الآخر فيما بعد، أثناء دراسته الطب فى «أوروبا»، مما أثر بشدة فى نفسية «عزيزة».

ورُغم عدم حصولها على شهادة دراسية؛ فإنها كانت على قدر من الثقافة، إذ تعلمت القراءة، والكتابة، والعزف على البيانو؛ لأنها كانت تحلم بأن تصبح موسيقية؛ كما تعلمت اللغة الفرنسية. ناهيك عن ترعرعها تحت أنظار شخصية سياسية، لم يذكر كتاب «رواد ورائدات السينما المصرية» للكاتب «محمد السيد شوشة» اسمه، سوى أن أول حرفين من اسمه (م،خ)؛ كما كان له نشاط أدبى، وينشر مقالاته فى الصحف المتنوعة.

كان هذا الرجل مقرّبًا من عائلتها، كما كان السبب الرئيسى فى اتساع مداركها وأفق تفكيرها. فأحبت الفن، والأدب. ثم سافرا إلى «أوروبا»، وترددت الفتاة على المسارح، واستوديوهات السينما، ليحالفها الحظ وتقابل- حينها- منشئ السينما فى «هوليوود»، المخرج العالمى «دافيد وارك جريفيث»، الذى عرض عليها الظهور فى أحد أفلامه.

وقيل إن «مفيدة»، أو «عزيزة»- فى ذلك الوقت- تزوجت من (م،خ)، وعاشت معه فى شارع «المناخ»، الذى يُعرَف الآن باسم شارع «عدلى». لكن، لم يدم هذا الزواج طويلًا، إذ كان زوجها يكبرها بسنوات كثيرة، كما كان متزوجًا من أخرى بالفعل، وله أبناء منها، لهذا انتهى طريقهما بالطلاق.

طرق باب الفن

استيقظت الفتاة لتجد نفسها حُرّة، وهو ما دفعها للاتجاه إلى العمل بالمسرح، فى صيف 1925.

ثم بدأت حياتها الفنية بكذبة جريئة، بعد أن مثلت بأنها فتاة ثرية من الطبقة الأرستقراطية، خلال اختبارات الأداء مع النجم الراحل «يوسف وهبى»، الذى أعطاها اسمها الفنى «عزيزة أمير»، لتعترف له لاحقًا بالحقيقة.

وقد أوضح كتاب «رواد ورائدات السينما المصرية» تفاصيل دخول «عزيزة» لعالم المسرح، إذ كتب إن الفتاة: «رأت وقتذاك فى الصحف أن «يوسف وهبى» يطلب وجوهًا جديدة لفرقة «رمسيس»، التى تأسَّست قبل هذا التاريخ بعامين (أى عام 1923).

فأرسلت إليه خطابًا، وأرفقت به صورة، وأبدت فيه رغبتها للعمل بالمسرح».

ثم مضت الأيام، ولم تتلقَّ الشابة أىَّ رد. ولكنها، فوجئت بعميد فرقة «رمسيس» يذهب بنفسه إليها.

وقالت له، وفقًا للكتاب: «يبدو أن صورتى أعجبتك؟»؛ فأجاب «يوسف»:  «إنك أجمل من الصورة»؛ لتسأل مرة أخرى: «إذن، هل أصلح للتمثيل؟»؛ ليرد الأخير: «طبعًا، بكل تأكيد». 

وعليه، اشترطت الشابة الجريئة، بأنها لا تريد أدوارًا ثانوية، وهو ما جعل النجم الراحل ينصحها بضرورة صعود السلم درجة درجة، لتعاود «عزيزة» رفضها قائلة: «لا.. أريد أن أصعد درجات السلم فى قفزة واحدة». وهو ما أدهش «يوسف وهبى»؛ لأنها تمتعت بثقة زائدة، ليدفعها إلى خشبة المسرح فى دور يليق بعمرها، فى مسرحية (الجاه المزيف)، إذ قامت بدور العروس الخجول.

وظلت معه موسمًا واحدًا قبل أن تنتقل لفرقة «شركة ترقية التمثيل العربى»، وفرقة «نجيب الريحانى». ومثلت مع الفرقة الأولى فى مسرحيات (ليون الصغير)، و(إحسان بك)، و(المجاهدون)، و(فرانسيسكو)، و(الشرف اليابانى)؛ أمّا الفرقة الثانية، فقد أخذت دورًا فى مسرحية (الآنسة بطاطا). لكن، سرعان ما عادت «عزيزة» إلى فرقة «رمسيس» من جديد لتأخذ دور البطولة فى مسرحية (أولاد الذوات)، التى تحولت ـ فيما بعد- لفيلم من إخراج «محمد كريم»، وكانت «عزيزة» مرشحة لبطولته. لكن، لعبت البطولة ـ بدلًا منها - النجمة «أمينة رزق».

وخلال عملها مع فرقة «رمسيس» تزوجت «عزيزة» من عمدة «سمالوط» - وقتها- «أحمد الشريعى»، الذى تلقى ردود فعل سيئة من عائلة «الشريعى» المحافظة.

ثم اختتمت أعمالها المسرحية بدورها فى مسرحية (أهل الكهف)، التى افتتح بها «المسرح القومى» نشاطه المسرحى. وكانت من تأليف «توفيق الحكيم»، وإخراج «زكى طليمات»، ولعبت فيها «عزيزة» دور «بريسكا». 

يمكن القول إن المسرح كان الباب الذى طرقته الشابة الجريئة الواثقة لتدخل من خلاله إلى عالم السينما.

 حققت ما عجز عنه الرجال

أوضح كتاب «رواد ورائدات السينما المصرية» أيضًا، أن الشابة الجميلة الجذابة، التى لم ينقصها الإمكانات المادية دخلت عالم صناعة السينما بواقعة طريفة.. فبعد أن مرضت، ولازمت الفراش لفترة، حاول زوجها الترفيه عنها بشراء آلة عرض سينمائية صغيرة، حتى تشاهد عليها الأفلام الأجنبية. ولكنها، طلبت منه شراء آلة تصوير سينمائية صغيرة، من أجل تصوير أفلام عائلية على طريقة الهواة، ومن ثم تشاهدها على شاشة العرض تلك. وبالفعل، صورت فيلمًا مدته خمس دقائق، ظهرت فيه مع أفراد الأسرة، والصديقات، وكان من بينهم: «زينب صدقى،  أمينة رزق، وأمينة محمد». كما كتبت عليه إخرج، وتصوير «عزيزة أمير».

كما أكد الكتاب أن أحد الدوافع الرئيسية لاتجاه تفكير «عزيزة» إلى عالم الإنتاج السينمائى فى بداية عام 1926، هو الفنان التركى «وداد عرفى»، الذى شجعها، وأخريات من النساء المصريات، بأن يقتحمن ميدان الإنتاج السينمائى.

ومن هنا، صارت «عزيزة أمير»، أول امرأة جرأت على دخول ميدان الإنتاج، بأول فيلم مصرى خالص فى تاريخ السينما المصرية، وهو فيلم (ليلى) الصامت، الذى يعتبر أطول فيلم روائى فى هذا الوقت. بعد محاولات كثيرة سبقته منذ عام 1917.

قام «وداد عرفى» بإخراج الفيلم فى البداية، وكان من فصلين، باسم (نداء الله)، كما قام أيضًا بدور البطولة أمام «عزيزة». ولكن، أعيد إخراجه على خمسة فصول باسم (ليلى)، ثم قام بإتمام الإخراج الفنان الراحل «ستيفان روستى»، بمساعدة «أحمد جلال»، ومصور الفيلم الإيطالى «تيليو كيارينى». وعرض الفيلم فى 16 نوفمبر 1927، بدار سينما «متروبول» فى «القاهرة».

وكان العرض الأول للفيلم نقطة تحوُّل فى حياة «عزيزة» لم تنساها قَط، إذ حضر العرض الزعيم الاقتصادى الكبير «طلعت حرب»، وموسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب»، وأمير الشعراء «أحمد شوقى». وقد سمعت الفنانةـ حينها- جملة، تحوّلت إلى مقولة مقترنة بذكر اسمها حتى الآن، وهى: «حققت ما عجز عنه الرجال». لتكتب «عزيزة أمير» تاريخًا جديدًا لمصر فى صناعة السينما.

مأساة تنتهى بصفحة جديدة

اتبعت «عزيزة» فيلم (ليلى)، بفيلم (بنت النيل)، الذى عُرض فى 2 ديسمبر 1928، وانتقدت فيه تنميط النساء بشكل عنصرى بأنهن رجعيات. ثم لحقه فيلم (كفّرى عن خطيئتك)، الذى عُرض فى 23 مارس 1933. ولكنها، توقفت بعده عن الانتاج لمدة ست سنوات، إذ تكبدت فيه خسائر فادحة؛ لأنها عرضته صامتًا فى عهد الفيلم الناطق.

وأثناء توقفها عن الإنتاج، ظلت «عزيزة» تتابع تطور حركة السينما المصرية، التى أنشأتها، وتعد أمّها الشرعية. ومن ثم بدأ عدد شركات الإنتاج فى الزيادة، فقد افتتح- وقتها- نحو خمس شركات إنتاج، بجانب الشركات السبعة الموجودة من قبل، وكانت شركة «إيزيس»، التابعة لـ«عزيزة» واحدة من السبعة.

وخلال انعقاد أول مؤتمر للسينما عام 1936، برئاسة «عبدالوهاب رضا باشا»، ألقت الفنانة المصرية كلمات مؤثرة جدًا، فقالت: «يكفينى فخرًا يا حضرات السادة، أن صناعة السينما قد تقدمت هذا التقدم الكبير، وأن أكون أنا الضحية والقربان». ولم تتمالك نفسها، وانهمرت بالبكاء، عاجزة عن أن تكمل حديثها. 

وبعدها بعامين، أى فى عام 1938، انفصلت «عزيزة» عن زوجها «أحمد الشريعى»، الذى انتقمت منه- كما يعتقد البعض- عبر زواجها من شقيقه «مصطفى». ولكن، لم يدم هذا الزواج طويلًا، إذ انفصلت عنه هو أيضًا فى عام 1944.

ومع ذلك، لم يحبطها كل ما مرّت به فى حياتها الخاصة، والفنية. إذ استطاعت قلب تلك الصفحة البائسة، بأخرى جديدة ملأتها الحيوية، عبرعودتها للإنتاج مرة أخرى فى فيلم (بياعة التفاح)، وأسندت إخراجه إلى المخرج «حسين فوزى»، الذى شاركها التمثيل من قبل فى فيلم (ليلى).

وقد قدمت فى هذا الفيلم وجهًا جديدًا، اكتشفته بنفسها، وهو الفنان الراحل «محمود ذو الفقار»، الذى قام أمامها بدور البطولة بجانب «أنور وجدى». وقد تزوجها «ذو الفقار» فيما بعد، وأضحى شريكها فى الأفلام والحياة. وأقام الزوجان حفل زواجهما فى فيلا «التفاح»، التى شيدتها فى منطقة «الهرم»، بعد أن درت عليها الأفلام التى أنتجتها، خلال تلك المرحلة، أموالًا طائلة، عوضت بها خسائر الماضى.

 أعمال للتاريخ

استمرت «عزيزة أمير» فى الإنتاج، حتى وصل عدد الأفلام التى أنتجتها، ومثلت بها، إلى نحو 25 فيلمًا، قامت على قصص عصرية، ذات طابع مصرى صميم، يعكس صورة المجتمع، دارت موضوعاتها فى الغالب على الفوارق الاجتماعية، التى كانت سائدة فى هذا العصر، مع الانتصار للطبقة الفقيرة على الأرستقراطية.

وبين هذه الأفلام، فيلم عن حياة العمال، وهو فيلم (الورشة)، الذى قامت فيه بدور الفتاة العاملة، وانتصرت فيه «عزيزة أمير» للمرأة، التى قررت أن تدير ورشة زوجها، الذى يظن الجميع أنه مات، وكانت أول فنانة أيضًا تظهر فى ثوب الرجال؛ وفيلم (هدية) الذى تناولت فيه مشاكل الطفولة، وقدمت فيه المطربة «نجاة»؛ وفيلم (ابنتى)، الذى  تحدّث عن عاطفة الأمومة. كما اهتمت أيضًا بقضايا الأخلاق المجتمعية فى فيلم (ابن بلد)، والجشع والمال فى فيلم (الفلوس). ثم ركزت على العادات والتقاليد المصرية للزواج فى فيلم (ليلة الفرح).

ورُغم ظهور جيل من الرائدات من المنتجات والمخرجات فى نهاية الأربعينيات؛ فإن «عزيزة أمير» كانت دائمًا صاحبة الريادة فى التجربة الأولى، بعد أن وظفت الفنانة المصرية قدرتها فى مساندة القضية الفلسطينية بفيلمين؛ لتصبح أول من قدّم تجربة فيلم عربى،  يتناول القضية فى فيلم (فتاة من فلسطين) الذى عُرض عام 1948، وتناول قصص الفدائيين الفلسطينيين، الذين فضّلوا الموت على الاحتلال الإسرائيلى. ثم قدمت فيلم (نادية)، الذى اكتشفت فيه المخرج «فطين عبدالوهاب»، وأسندت إليه إخراج الفيلم لأول مرة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فكان ضمن أفلامها الناجحة جماهيريًا كمنتجة فقط، فيلم (طاقية الإخفاء)، الذى قام ببطولته المطرب «محمد الكحلاوى»، وكان من إخراج «نيازى مصطفى»، الذى أظهر فيه براعته فى الحيل السينمائية، التى كانت جديدة على السينما المصرية فى الأربعينيات.

اختتمت «عزيزة» حياتها الفنية بإنتاج فيلم من بطولتها، وهو فيلم (آمنت بالله)، الذى قام بتأليفه وإخراجه زوجها «محمود ذو الفقار». وقد أصرت الفنانة والمنتجة المصرية على تصويره رُغم مرضها الشديد. واشترك فيه الوجه الجديدـ حينها- «نبيل الألفى» إلى جانب كل من: «مديحة يسرى،  محمود المليجى،  ستيفان روستى،  زهرة العلا،  إسماعيل يس». وبالفعل، عرض فى سينما «الكوزمو» فى 3 نوفمبر 1952، ليصبح الفيلم رقم (25) فى قائمة إنتاجها، والفيلم (568) فى قائمة الإنتاج السينمائى المصرى. ولكن، لم تلحق الفنانة رؤية العرض الأول، إذ رحلت فى فبراير من العام نفسه، بعد مشوار فنى امتد لنحو ربع قرن.

فى النهاية، أثبتت الفنانة، والمنتجة الجريئة «عزيزة أمير» أنها تمتعت بقدرات فريدة من نوعها، فى وقت كان عصيبًا على المرأة المصرية، إذ استطاعت أن تدخل مجالاً صعبًا على النساء مجتمعيًا ومهنيًا، كافحت فيه بحب وطموح متناهى،  فلم يتوقف الأمر عند التمثيل، والإنتاج؛ بل التأليف، وعرض صورة الواقع المجتمعى،  والسياسى،  والتاريخى. بجانب اكتشافها المواهب من فنانى الزمن الجميل، إذ كانت عاملاً مساعدًا لظهور عدد من كبار نجوم (الأبيض، والأسود).

أخفقت الفنانة المصرية ـ  رُغم زيجاتها الأربع- فى تحقيق حلم الأمومة، وإيجاد وريث تهب له الفن؛ فإن هذا لم يحبط من عزيمتها فى تحقيق أحلام أخرى. وهو تخليد اسم «عزيزة أمير»؛ لتتوارثه الأجيال، وليذكر الجميع أن السطر الأول فى كتاب تاريخ السينما المصرية كتبته..امرأة.