السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شخصيات سكندرية مكتشف أسطول مراكب نابليون الغارقة لـ«روزاليوسف»: د. أشرف صبرى: نشأت فى بيت عسكرى.. وبحثت عن الوثائق المصرية فى الأرشيف البريطانى

هو شخصية سكندرية غير تقليدية، فهو طبيب مصرى مارس الطب بباريس فى سنواته الأولى عقب التخرج حيث كان يعمل ضمن فريق طبى مع أعظم وأكبر جراحى العظام فى الثمانينيات بباريس.



وعقب وفاة أستاذه ونظرًا لأنه إسكندرانى ويعشق الغوص فكان قد حصل على جميع الشهادات فى الغوص من فرنسا، ليصبح مدرب غوص محترفًا، وقرر أن يتخصص فى طب الأعماق، وأنشأ أول مركز لسياحة الغوص على الآثار بالإسكندرية.

له قاعة تحمل اسمه بـ«المتحف الحربى» فى القاهرة، وخلال حوار «روزاليوسف» مع د.أشرف صبرى نتعرف منه على تفاصيل رحلته الشيقة تحت مياه الإسكندرية لاكتشاف آثارها الغارقة وفى الأرشيف البريطانى بحثًا عن الوثائق المصرية.. وإلى نص الحوار:

 من طبيب للعظام بفرنسا لمدير أكبر مستشفى لطب الأعماق بمصر وجبال سانت كاترين.. كيف بدأت الرحلة؟

- عشت ثمانى سنوات بباريس حتى توفى أستاذى الدكتور «كامى»، فبعد ذلك ذهبت إلى «فينيس» ثم العودة إلى مصر فقبلت دكتور سلام وكان يبحث عن طبيب يدير مستشفى طب الأعماق «الغرق» بشرم الشيخ وكان جديدًا، حيث كان قد ظهر مع  بداية التسعينيات ما يسمى بطب الأعماق وكنت أرى أننى غواص محترف حيث كنت أعشق الغوص بالأساس حيث كان والدى قائد سلاح غواصات وأنا من عائلة عسكرية جدًا.

 فجدى كان قائد حرس حدود وعمى اللواء عادل صبرى كان قائد المنطقة الشمالية العسكرية فى الستينيات أى نشأت فى بيت عسكرى، ثم سافرت للخارج ويمكن التربية العسكرية هى التى تجعل الشخص دائمًا شغوفًا لأن يُشاهد العالم، وبالفعل أصبحت مدير مستشفى طب أعماق «شرم، طابا، نويبع» ثم أصبحت مسئولًا عن جبال «سانت كاترين» لأنى كنت أعمل على ما يسمى حوادث الضغوط، أى كل حوادث الجبال أو الأعماق تحت مسئوليتى.    

 وماذا عن حكاية أول مركز للغوص بحثًا عن الآثار الغارقة بالإسكندرية؟

- تعلمت فى فرنسا الغوص وطب الأعماق، والطب بفرنسا متقدم وكنت غواصًا صغيرًا، وتعلمت كيف أصبح غواصًا محترفًا، فحصلت على جميع كورسات الغوص حتى أصبحت كبير مدربين. 

ولأنى عملت أيضًا فى طب الأعماق عندما عدت من الخارج وجدت أنه لا يوجد بمصر مركز للغوص السياحى لمشاهدة الآثار الغارقة.. لذلك أنشأت أول مركز فى العالم للغوص على الآثار الغارقة، حيث تعد الإسكندرية هى المدينة الوحيدة بالعالم التى يوجد بها آثار غارقة، ففكرت فى إنشاء مركز خاص بى للغوص وكان قطعة أرض بالأنفوشى حيث يأتى السائح لمشاهدة المدن الغارقة بالإسكندرية، وطالبت من المحافظ عبدالسلام المحجوب وقتها إنشاء مركز غطس بذلك الموقع وحصلت عليه حق انتفاع وكان همى الكبير طريقة جذب السياح وكنت أعتمد على مخاطبات القنوات العالمية الكبرى للغطس. 

ومن المعروف أن الآثار الغارقة لم يكتشفها شخص معين، هى مثل الهرم موجودة منذ القدم ولكن أول شخص بدأ يخاطب العالم أن لدينا آثارا غارقة هو غواص مصرى يسمى «أبو السعادات» سنة 1960 حيث أرسل إلى المنظمة الدولية «اليونسكو» أن لدينا آثارا غارقة  بالبحر مطالبًا ببعثات تأتى لعمل دراسات عليها، وأخرج تمثالا لزوجة الملك بطليموس وقام بإهدائه للقوات البحرية فى الستينيات وبدأت تتوافد البعثات الأثرية للإسكندرية لأن الفرنسيين يعشقون الآثار المصرية، وبدأوا العمل والغطس على الآثار الغارقة التى تكون على عمق 5 أمتار. 

 ما هى أبرز الآثار الغارقة بالإسكندرية؟

- مدينة كليوباترا الغارقة شاملة القصور وبها 11 ألف قطعة أثرية وتوجد «بالميناء الشرقى» ومدينة هيرقليون وهى شوارع وقصور وتماثيل وأعمدة ومساحتها كبيرة جدًا وتقع «بمنطقة أبو قير» وبها 33 ألف قطعة أثرية عبارة عن مراكب نابليون الأسطول الغارق فى أبوقير بالإضافة إلى حوالى 71 مركبًا من العصر الفرعونى القديم المختلفة موجودة بأبى قير.

حدثنا عن اكتشافك لأسطول مراكب نابليون؟ 

- اكتشفت أسطول مراكب نابليون وهو عبارة عن 24 مركبًا غارقًا وكان عام 2002 ويمتد الأسطول من أول منطقة أبى قير حتى أبو تلات حتى آخر مركب اكتشفتها من حوالى ثلاث سنوات بالشاطبى وكلها مراكب من الحرب العالمية الأولى بامتداد  100 كيلو بطول البحر المتوسط، وذلك الاكتشاف له  ميزة هى أننى لم أكن أكتفى باكتشاف المراكب بل كنت أحاول أن أصل إلى أهالى من كانوا على المركب، وهذا ما استطعت أن أقوم به من خلال البحث عن طريق النت.. وأؤكد أن كتابى هو المرجع الوحيد لليونسكو لتاريخ الإسكندرية فى العسكرية.

جاءت منظمة اليونسكو من ثلاث سنوات إلى الإسكندرية أثناء زيارة الدول التى بها مراكب غارقة من الحرب العالمية الأولى، ويعتبرونها تراثًا عالميًا، لذلك سجلتها كتراث عالمى وكان المرجع الوحيد لمراكب الحرب العالمية لليونسكو هو كتابى

 تجرى أبحاث فى تاريخ الحرب العالمية الأولى.. كيف كانت الإسكندرية وقتها؟

- كان مستشفى الحرب ككل، لكن المركز الرئيسى لتجمع قوات الحرب العالمية الأولى فى الشرق الأوسط كانت مصر، فكانت جميع المراكب تأتى الإسكندرية من مختلف أنحاء العالم كله.. من 22 دولة يأتون إلى الإسكندرية وبورسعيد ثم يذهبون إلى القاهرة للتدريب.

بدأت أول معركة بقناة السويس ثم تطهير سيناء لأنها كانت محتلة من العثمانيين والألمان تلك هى بداية الحرب العالمية الأولى وكان لابد أن تدخل مصر الحرب وبدأت أبحث فى التاريخ المصرى وأذهب لكل الدول الأوروبية وإنجلترا وفرنسا والأرشيفات العالمية، وبدأت أبحث فى تاريخ مصر واكتشفت أن مصر لها تاريخ كبير جدًا. 

 وما حكاية وثائق إقراض مصر لبريطانيا بـ28مليارًا؟

- مازلنا نعمل على هذا البحث حتى الآن ففى عام 1992وعندما كنت فى إنجلترا كنت أبحث فى الأرشيف البريطانى عن تاريخ مصر،  ووجدت أننا كنا مقرضين بريطانيا 3 ملايين جينه استرلينى والوثيقة التى وجدتها للورد مايلنر عام 1917 - 1919حتى عام 1923.. وأن مصر لها الحق بالمطالبة بذلك الدين  وبه إمضاء اللورد  و9 بريطانيين.

وبالعودة للحديث على ورق الدين أو الوثائق حصلت على الوثائق الأصلية المختومة وصورته على ورق الأرشيف البريطانى الملكى وهو مختوم وكان حوالى 50 ورقة، ولم أكن أتوقع أن ذلك سيكون السبب الرئيسى أن نملك الوثيقة الأصلية بأن تلك الأموال ملك لنا، كنت أقوم بتجميع الوثائق لنفسى لأن جدى الأكبر استشهد بالحرب العالمية، الآن الدين بالفوائد هو 28 مليار جينه إسترلينى، وكان قد أقرضه الملك فؤاد كسلفة ويُقال أن النسخة الأخرى من الوثائق التى تمتلكها مصر موجودة فى أرشيف بقصر عابدين لم أستطع الوصول إليه. 

 كيف بدأت التدريس فى أكاديمية ناصر العسكرية؟

- عقب ثورة يناير أجريت مقابلة بالتليفزيون وعرضت الاكتشافات، فقام بالاتصال على الفور اللواء أمين حسين رحمة الله عليه وقابلته وسألنى من أنت.. فقلت له أنا طبيب ووالدى اللواء مدحت صبرى قائد سلاح غواصات وعمى اللواء عادل صبرى كان قائد المنطقة الشمالية العسكرية وجدى قائد حرس حدود ووالد جدى استشهد فى الحرب العالمية الأولى بسلاح الفرسان وبدأت أحكى عن تاريخ عائلتى فى الحرب العالمية الأولى، فطلبوا منى أن أدرس ذلك التاريخ بأكاديمية ناصر العسكرية وأصبحت مؤرخًا عسكريًا اختصاصى الحرب العالمية الأولى. 

حدثنا عن اكتشافك مقابر المصريين شهداء الحرب العالمية الأولى بأوروبا؟

- كنت قد صورت مقابر المصريين وقمت بعمل أفلام عن هذه المقابر، فلدينا شهداء مصريين مدفونون فى فرنسا وبلجيكا واليونان وملطا والأناضول، وعلمت بعناوينهم فى مصر ومعظمهم كانوا من «جرجا» وذهبنا إلى جرجا وبحثنا عن أسرهم لكى نعطيهم أموالًا كتعويضات من اليونسكو، فكل عسكرى دفن فى مقابر الكومنولث العسكرية سيكون له راتب يورث.

هناك مواطنون فى جرجا سيكونون مليونيرات، كما طلب منى أن أقول كلمة مصر عن الحرب العالمية الأولى فى البرلمان الأسترالى.