الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السندريلا 20 عاما على الرحيل: من بينها الصعود إلى الهاوية وأحلام هند وكاميليا: أفلام ليست من نصيب سعاد!

منذ أن وقفت طفلة أمام الإذاعي القدير «بابا شارو» تغني (أنا سعاد أخت القمر)  حتى ارتطم وجهها الجميل بالأرض بعد سقوطها من شرفة (ستوارت تاور) بالعاصمة البريطانية لندن، عاشت «سعاد حسنى» حياة فنية صاخبة، مليئة بالمحطات المهمة، أدت فيها كل الأدوار التى يمكن لممثل أن يجسدها، ولم تسمح خلالها للقب السندريلا أن يقيدها، فتمردت على أدوار الفتاة المرحة الشقية وهو ما تحقق فعلا فى عدة أفلام منها(غروب وشروق) و(أين عقلى) و(الاختيار) واستحقت أفلامها بجدارة أن تحتل مكانة مهمة فى تاريخ السينما المصرية، وفى وجدان كل مشاهد عربى، حيث تم اختيار تسعة أفلام من بطولتها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد عام 1996، وإذا كانت وراء تلك العلامات السينمائية المهمة حكايات لا يمل من ذكرها، فإن لـ«سعاد» حكايات أخرى مع أفلام رشحت لها لكنها لم تقدمها سنتعرف عليها فى السطور التالية، ولنحاول سويا أن نتخيل كيف كانت ستصبح تلك الأفلام إذا ما لعبت بطولتها أخت القمر.



 الفرار من حب «حليم»

بين «سعاد حسنى» والعندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» قصة حب من نوع خاص، ورغم وجود شهود كثيرة، إلا أن كليهما لم يرغب فى تأكيدها، أو نفيها، وبغض النظر عن قصة زواجهما التى ظهرت بعد رحيل العندليب، وظلت حتى يومنا هذا مثار جدل، فإنه على ما يبدو أن حالة اللا سلم واللا حرب تلك كانت برغبة من «حليم»، وكانت «سعاد» مرغمة عليها، بل إنها قد ضاقت بها ذرعا، مما أثر على تعاونهما فنيا، وفى كتابه (مشوار مع العندليب) حكى الكاتب الصحفى الكبير «محمد بديع سربية» خلفيات بعض هذه اللقاءات الفنية التى لم تتم، وأشار إلى تأثير الحياة العاطفية المضطربة بينهما على وقف هذا التعاون، حيث يقول (عندما نشرت الصحف خبر زواجهما بعد رحلتهما معًا إلى المغرب فى نهاية الخمسينيات، سارع العندليب فور عودته لنفى الخبر، وهو ما تسبب فى حزن السندريلا وقررت الابتعاد عنه، خاصة أنه كان يبدو عندما يكونا وحدهما كعاشق متيم، أما إذا تواجدا فى مجتمع واحد فإنه يتعمد أن يوحى للناس بأن الحب بينهما من طرفها وحدها، حتى قررت السندريلا أن تنزع حبه من قلبها، فابتعدت عنه وتركت شقتها الخاصة لتقيم فى شقة شقيقتها «نجاة» وخلال هذه الفترة اتسعت شهرتها، وانهالت عليها عروض الأفلام كالمطر، ثم حدث أكثر من لقاء بينهما، جعله يشعر بأن حبها له انتهى بالفعل، وفى هذا الوقت، وتحديدًا عام 1962، كان العندليب يستعد لتمثيل وإنتاج فيلم (الخطايا) سأله المخرج «حسن الإمام» من ترشح لدور حبيبتك فى الفيلم، فرشح الفنانة «نادية لطفى» فسأله «حسن الإمام» ولماذا لا ترشح «سعاد حسنى» فرد العندليب لا «نادية» أفضل.

وأكد «سربية» أن «سعاد» علمت بالأمر، وعلقت بأنه إما يخشى أن يبدو عليه أنه يحبها فعلا وليس تمثيلا، أو أنه يعاقبها على نسيان حبه بحرمانها من الوقوف أمامه فى أفلامه.

وأوضح «سربية» أن «سعاد» استطاعت أن تثأر من العندليب، بعد رفضه مشاركتها فى فيلم (الخطايا) وذلك عندما تعاقد عام 1972على مسلسل لإذاعة الشرق الأوسط في رمضان وهو (أرجوك لا تفهمنى بسرعة) ورشح بنفسه «سعاد حسنى» لبطولة المسلسل، واتصل بنفسه ليخبرها بذلك وأبدت موافقتها المبدئية وطلبت أن يرسل لها القصة، حتى ظن العندليب أن «سعاد حسنى» لا يمكن أن ترفض عملا فنيا يجمعها به، فأسرع بإبلاغ الصحف بالخبر، وأعلنه بنفسه فى حوار إذاعى، ولكن السندريلا اعتذرت فى آخر لحظة بحجة كثرة مشاغلها السينمائية.

حائرة بين الموسيقار والعندليب

ولا يزال للعندليب دور فى رفض «سعاد» بعض الأدوار السينمائية المهمة، وهذه المرة كان الضحية هو الموسيقار الكبير «فريد الأطرش» وقد حدث هذا الأمر بعد واقعة مسلسل (أرجوك لا تفهمنى بسرعة) بوقت قصير، حيث رشحها «فريد» لبطولة فيلم (زمان ياحب) فتحمست كثيرًا، وقرأت سيناريو الفيلم، وكانت شديدة الإعجاب به، وفى مقال للكاتب الصحفى الكبير «محمد بديع سربيه» نشر فى مجلة الموعد عام 1971، تحت عنوان (سعاد حسنى حائرة بين الموسيقار والعندليب) أكد أن «عبدالحليم» وراء عدم تعاون السندريلا مع «فريد» لأنه وعدها بأن تكون بطلة فيلمه الجديد (مرت الأيام) لكنه اشترط عليها ألا تمثل فى أى فيلم مع أى مطرب سواه، قبل أن تنتهى من تمثيل فيلمه، ومن الطّبيعى أنه بهذا الشرط كان يقصد «فريد» بالذّات، وهكذا أصبحت السندريلا فى حيرة بين رغبتها فى أن تحقّق لنفسها كسبًا فنيًا بظهورها مع موسيقار كبير مثل «فريد الأطرش» فى فيلم واحد، ولكنّها فى نفس الوقت، لا تريد أن تفوتها فرصة الانتصار الّذى يرضى غريزتها الأنثويّة فى الوقوف أمام العندليب بعد سعيه إليها، ولهذا قررت السندريلا التخلى عن بطولة فيلم (زمان يا حب) الذى قامت ببطولته «زبيدة ثروت» فى حين أن فيلم (مرّت الأيام) لم ير النّور.

الصعود إلى الهاوية والخوف من المغامرة

يعتبر فيلم الجاسوسية (الصعود إلى الهاوية) الذى أنتج عام 1978 بداية طريق النجومية للفنانة «مديحة كامل» حيث أدت فيه دور «عبلة» لتجسد من خلاله شخصية الجاسوسة «هبة سليم» فاستطاعت أن تحجز لنفسها مكانا بين نجمات الصف الأول، وهو ما لم يكن يحدث إذا ما قبلت «سعاد» القيام بالدور، وفى أحد حواراته التليفزيونية، قال المخرج «كمال الشيخ» إن دور البطولة عرض فى البداية على الفنانة «سعاد حسنى» التى رفضت الفيلم خشية أن يكرهها جمهورها بسبب تقديم شخصية الجاسوسة، لكن هذا السبب ليس الوحيد لرفضها للدور، حيث كانت البطلة ذات ميول جنسية مثلية، وهو ما ظهر فى الفيلم فى مشهد جمع بين «مديحة كامل» وبين الفنانة «إيمان» التى كانت مكلفة بتجنيدها ضمن أحداث الفيلم، وقد كان هذا المشهد دافعًا قويًا لرفض «سعاد» للدور.

خان والحلم الضائع

في كتابه (مخرج على الطريق) وفى فصل بعنوان (هند وكاميليا والبدائل) ذكر المخرج الراحل «محمد خان» أنه كان ينوى إسناد بطولة الفيلم لـ«فاتن حمامة وسعاد حسنى» بدلا من «نجلاء فتحى وعايدة رياض» وأنه بدأ اتصالاته معهما لكى تخوضا التجربة سويًا، خاصة أنهما لم تلتقيا سينمائيا وقد كان حلم «خان» أن يحدث هذا اللقاء على يديه، وقد التقى بـ«سعاد» فى نادى الجزيرة وكان يدون ملاحظاتها، ويستمع إليها دون أن يبدى رأيه فيما تقول، لكنه أيقن فى نهاية اللقاء وبخبرته كمخرج أن الفجوة بينهما كبيرة فيما يتعلق بتصورها للشخصية، ولا سيما أنه من خلال تجربته الناجحة معها فى فيلم (موعد مع العشاء) علم أن «سعاد» لن تعطيه ما يتمنى إن لم تقتنع بوجهة نطره، ومن هنا أصبحت مهمة قيام «فاتن وسعاد» ببطولة الفيلم مستحيلة لأنه لم يستطع تخيل واحدة دون أخرى.