الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مطلقة.. وأفتخر!

مع أنه فيلم كوميدى ضاحك.. إلا أنه وجه صفعة  للمجتمع الأمريكى التقليدى  والمحافظ.. وقد كشف عن الوجه الدميم للأسرة الأمريكية المفككة.. خصوصًا أن سيناريو الفيلم اعتمد على حقائق وإحصاءات وأرقام مرعبة لا يمكن إنكارها.. الفيلم اسمه «نادى المطلقات» يحكى عن ظاهرة تواجه المجتمع الأمريكى الحديث..



 

هى ظاهرة ارتفاع حالات الطلاق داخل الأسرة الحديثة بصورة ملحوظة.. خصوصًا أن معظم حالات الطلاق تتم برغبة من النساء اللاتى تجاوزن سن الأربعين وابتعدن تمامًا عن سن النزق والطيش واندفاع المراهقة..!

المثير فى المسألة أن النساء اللاتى يطلبن الطلاق.. سرعان ما يتزوجن مرة أخرى من عرسان جدد.. عكس الرجال المطلقين الذين نادرًا ما يتزوجون من جديد.. والمسألة شغلت علماء الاجتماع وخبراء التربية ورجال القضاء والمحامين ومستشارى الأسرة المنتشرين كثيرا فى بلاد الخواجات.. وقد درسوا وحللوا وتقصوا واستمعوا.. ثم خرجوا علينا بنتائج مهمة ومثيرة وغير متوقعة.. فالمرأة بعد سن الأربعين تكون قد أمضت فى قفص الزوجية ما بين عشرة إلى عشرين سنة.. وهى فترة كافية جدا من وجهة نظرها.. أقصد من وجهة نظر الجنس الناعم واللطيف لاختبار الرجل الزوج واكتشافه بدقة.. وهى الاختبارات التى لا تكون فى مصلحة الرجل غالبًا..!

ثم إن فترة الاختبار هذه كافية تمامًا لتربية الأطفال وتنشئتهم.. وخلالها تكون المرأة الزوجة قد اكتسبت الخبرة والمعرفة.. وتعلمت كيف تتعامل بالضبط  مع المجتمع المحيط.. ولا تنس أنها تعمل وتتقاضى أجرًا لا يقل أبدًا عن أجر الرجل الزوج.. وهو الأجر الذى يساعدها على الاستقلال المادى.. وغالبًا ما تصل إلى مكانة وظيفية لا بأس بها..!

تقف المرأة ذات يوم لتسأل نفسها: ما الذى يضطرنى إلى البقاء مع حضرة الزوج إذا كنت أستطيع الاستقلال المادى وأن أبدأ من جديد.. فأنا لا أزال فى الأربعين.. ولا أزال أتمتع بالجمال والنضارة والرشاقة والشياكة.. ثم إننى أمتلك وظيفة محترمة تدر لى دخلا لا بأس به.. فلماذا لا أتخلص من حضرة الزوج ثقيل الظل.. وقد اكتشفت عيوبه وسلبياته.. ولماذا لا أختار زوجًا جديدا على سنجة عشرة.. وحسب الكتالوج.. وطبقا للمواصفات القياسية للزواج الناجح والسعيد؟!

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 66 فى المائة من حالات الطلاق بعد سن الأربعين التى تقدم عليها المرأة الزوجة.. التى تكون قد اختارت بالفعل عريس المستقبل.. فى حين أن الرجل لا يسعى للطلاق غالبًا سوى فى 20 فى المائة من حالات الطلاق على اعتبار أنه قد استقر عاطفيًا واعتمد ماديًا على مرتب الزوجة.. ومن غير المعقول طبعًا أن يطلقها وقد تجاوز الأربعين وفقد لياقته العاطفية.. وفقد الرغبة فى الجرى والصرمحة.. ونسيت ذاكرته أساليب مغازلة الجنس اللطيف ومحاولة كسب قلوبهن!

أحداث الفيلم الكوميدى تؤكد أن سن الأربعين بالذات هى سن خطرة فى عمر المرأة.. ففى هذه السن تقل لديها القدرة على الصبر واحتمال مساوئ شريك العمر.. والإحصاءات تقول أن 90 فى المائة من حالات الزواج الجديد للمرأة تنجح بامتياز.. فى حين أن عشرة فى المائة فقط يطلبن الطلاق مرة أخرى من العريس الجديد.. لتبدأ مشوار البحث عن عريس للمرة الثالثة.. والتالتة تابتة كما يقولون!