الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مؤتمر«المتحدة» للخدمات الإعلامية رفع سقف الطموح: إعادة بناء الإعلام الرياضى «مشروع» قومى

فى وقت سابق كان الإعلام الرياضى بعيدًا عن الاهتمام مما تسبب فى نشر الفتن والغوغائية على مدار سنوات، فى المقابل إذا نظرنا إلى نجاح الدولة سياسيًا وإقتصاديًا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى سنجد أن جزءًا كبيرًا من هذا النجاح سببه اصطفاف المجتمع خلف القيادة السياسية وإيمانه بها فى بناء المجتمع، مما يدعونا للاهتمام بالرياضة أيضًا لدورها البارز فى حياتنا كقوة ناعمة وليست مجرد تنافس من أجل الفوز.



المؤتمر الصحفى الذى أقامته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بتاريخ 29 مايو الماضى، هذا المؤتمر الذى مازال صداه حديث الوسط الإعلامى، وفى القلب من كل ذلك الإعلام الرياضى منح الجميع أمل أن نشهد نقلة نوعية لتطوير وتنمية الصناعة الإعلامية بما يتناسب مع لغة العصر واحتياجات الجمهور، مما جعلنى أطمع وأطمح فى نظرة إلى الإعلام الرياضى.

على مدار السنوات الثلاثة الأخيرة شهد الإعلام الرياضى ظهور منابر إعلامية شابة نجحت فى إثبات وجودها وتقديم إعلام رياضى مختلف وهادف بعيدًا عن الفتن والشحن على رأسهم إبراهيم فايق وإبراهيم عبدالجواد وهانى حتحوت، وهو ما يجعلنا نطمح فى مرحلة انتقالية جديدة فى الإعلام الرياضى خاصة أن قناعتى أن الساحة مازالت تستوعب الكثير من الشباب أمثال الذين تم ذكرهم ونجحوا فى إثبات وجودهم.

المهمة خلال الفترة الماضية لم تكن سهلة والفترة المقبلة ستشهد صعوبات أكثر؛ لأن كلما تقدمت الدولة تضاعفت التحديات، وبالتبعية تنتقل هذه التحديات إلى إعلامها، وهنا أخص الإعلام الرياضى الذى أعتبره قوة ناعمة كبيرة وصناعة لم يُستهن بها بسبب تأثيرها على الجمهور الرياضى بشكل عام وجمهور كرة القدم بشكل خاص لشعبيتها الجارفة، وهو ما جعل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الأستاذ كرم جبر يؤسّس برنامجًا لتطوير الكوادر الإعلامية فى الفترة المقبلة، أتمنى مشاركة العديد من شباب الإعلاميين به حتى وإن كانوا من المذيعين المتواجدين على الساحة، فهذا البرنامج سيساهم بشكل كبير فى تطويرهم مهنيًا.

رسالة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال مؤتمرها الصحفى جاءت واضحة، وهى أن المشاهد هو هدفها الرئيسى، لذلك زاد طموحى أن يطول هذا التطوير الإعلام الرياضى، وذلك من خلال استيعاب الكفاءات الشابة لتجديد الدماء وتقديم رسالة مختلفة بأسلوب مهنى مقنع يروى عطش الجمهور الرياضى.

الإعلام الرياضى دوره الرئيسى تقديم رسالة مجتمعية، لذلك يحتاج إلى تطوير جذرى ليتوافق مع التطور الرياضى الذى شهدته مصر خلال الثلاث سنوات الماضية على مستوى التنظيم المبهر للبطولات والجهد المبذول من جميع الجهات المعنية لخروجها بهذا الشكل، فبعض الإعلاميين فى الفترة الأخيرة لديهم إيمان أن دورهم الإعلامى لا يتجاوز التغريدة التى يطلقونها على مواقع التواصل الاجتماعى والتى تفتقد فى أحيان كثيرة لمقومات العمل الإعلامى وفى الغالب مليئة بالأخطاء اللغوية، مقتنعين أن تلك التغريدات وتصدر التريند هما  صميم عملهم الإعلامى، وهو ما وصل بنا إلى هذه الحالة من هبوط فى مستوى وأداء الإعلام الرياضى، ومن هنا جاءت فكرة رسالتى للشركة المتحدة على ضوء المؤتمر الذى منحنا الأمل فى مستقبل أفضل للإعلام الرياضى بضرورة تدخلها المباشر والمساهمة فى تحديد معايير وآلية اختيار الإعلاميين وإلزامهم بالتدريب وتطوير آلية العمل الإعلامى.

فمنذ أن بدأت القيادة السياسية خلال السنوات الماضية الاهتمام بالرياضة وحرصت على تنظيم العديد من الأحداث العالمية وأنا أيقنت أن جزءًا من مصلحة الوطن هو تطوير الإعلام الرياضى ليواكب نجاحات الدولة فى الشأن الرياضى، بدلا من الاهتمام بنشر التعصب لتحقيق أعلى نسب للمشاهدة وهى ظاهرة لا يهتم معظم أصحاب المنابر الإعلامية بعواقبها.

عندما تشاهد معظم البرامج الرياضية وبالتحديد فى القنوات التابعة للأندية ستجد أن معظمها بعيدًا عن القواعد المهنية، دائما ما تتبنى نظرية المؤامرة والنقد الهدّام المبنى على التشكيك فى كل شىء وتعليق شماعات الهزائم على التحكيم وعمل اللجان والتحدث حسب الأهواء والميول، مما يجعلنا نطرح التساؤل: ماذا يحتاج الإعلام الرياضى لمواكبة التطوير، وكيف يتم ذلك؟ إجابة ذلك السؤال ليست صعبة، فهى لا تحتاج سوى الإيمان بدور الإعلام الرياضى ومهمته الأساسية ووضع معايير محددة واختيار الكفاءات الإعلامية التى تجمع بين المؤهلات العلمية والخبرة والالتزام بأخلاقيات المهنة وأساسيات النقد.

أساسيات النقد هنا المقصود بها النقد البناء الذى يهدف إلى التطوير ويتسم بالموضوعية ويتحدث عن الأداء وليس الأشخاص، نقدًا ليس له علاقة بالميول والعاطفة وبعيدًا كل البعد عن المنتمين لبعض الأندية؛ لأن حديثهم سيكون مجالا للتشكيك، وهذا هو الواقع الذى نعيشه ويخالف ما تتبناه الدولة ومؤسّساتها الإعلامية.

إذا تطرقنا للحديث عن كرة القدم بحكم أنها اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم، سنجد أن معظم دول العالم تستخدمها لنشر ثقافتها سياحيًا واجتماعيًا وهو ما حرصت مصر على تطبيقه السنوات الماضية ولقى نجاحًا كبيرًا اقتصاديًا وسياحيًا عقب تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية للكبار وأيضًا كأس العالم لكرة اليد، الدولة نجحت وتبقى دور الإعلام الذى تخاذل فى رسالته تجاه التعصب الرياضى ولم ينجح بالشكل المطلوب فى توحيد الصفوف بين المجتمع مثل ما حدث على المستوى السياسى.

لماذا لم ينجح الإعلام الرياضى فى القضاء على ظاهرة التعصب؟؛ لأنه لم يضع تعريفًا واضحًا للتعصب ولم يعترف بالمشكلة وأسبابها، فأول طرُق النجاح هو الاعتراف بوجود الأزمة ووضع الحلول لها والبدء فى تطبيقها.

الإيمان بدور الإعلام الرياضى كجزء من ثقافة المجتمع هو أول طريق التطوير، فالدولة متمثلة فى الهيئة الوطنية للإعلام بدأت بإطلاق برنامج لتأهيل الكوادر الإعلامية الجديدة، ولم يتبقَّ سوى أن نفتح صفحة جديدة ونضع ميثاقًا جديدًا للإعلام الرياضى أهم قواعده النقد البناء ونشر الروح الرياضية ومنح الفرصة لجيل جديد، يجب أن يكون الإعلامى بمثابة المعلم الذى يساعد الطلبة متمثلين فى الجمهور لنشر الهوية المصرية عن طريق الرياضة التى أصبحت أهم أضلاع المثلث فى السنوات الأخيرة، هذه السطور راودتنى عندما تابعت عن كثب خطة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للانتقال بالرسالة الإعلامية من مرحلة التأسيس والضبط إلى مرحلة التطوير، وهو ما أتمنى تعميمه على الإعلام الرياضى لإيمانى بدوره المؤثر على المجتمع والشارع المصرى.