السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ونحن فى انتظار سنوات التطوير القادمة على يد المتحدة نؤكد: أكابر الدراما لا يزالون على قيد الإبداع

القضاء على «الشللية» والعدالة فى توزيع الأدوار الفنية، واحد من أهم القرارات التى اتخذتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مؤخرًا، من أجل خَلق أجواء تنافسية لا مكان فيها للواسطة أو المحاباة، ولا سيما أن سوق الدراما عانت فى السنوات الماضية من وجود قطاع كبير من الفنانين حملوا لقب (فنانون مع إيقاف التنفيذ)؛ حيث كانت تستأثر وجوه بعينها غالبية الأدوار فى حين تشكو بقية الوجوه من وقف الحال، ولعل التنسيق المزمع بين الشركة وبين نقابة المهن التمثيلية عن طريق إنشاء مكتب casting بالنقابة لمساعدة شركات الإنتاج فى تكوين فريق عمل أى مسلسل، سيساهم فى القضاء على تلك الظاهرة سريعًا.



 

 لكن ماذا عن «أكابر» الدراما من فنانين ومخرجين ومؤلفين الذين عانوا لسنوات طويلة من التجاهل رُغم أنهم يمتلكون سر الخلطة فى صناعة دراما عابرة للأجيال، فهل يا ترَى ستكون تلك القرارات قادرة على إعادتهم إلى المشهد مرة أخرى؟ وما خطتهم لتلك العودة؟ وهل هذا سيعنى عودة مشاريع جيدة كانوا ينوون صناعتها لكنها ظلت حبيسة الأدراج بفعل الممارسات الأخيرة.

 تهميش وتجاهل

فى السنوات الماضية صدرت العديد من التصريحات من فنانين كبار، كانت أشبه بصيحات استغاثة، يعلنون من خلالها غضبهم من تجاهل الوسط الفنى لهم، وعدم ترشيحهم لأى أدوار رُغم استمرار قدرتهم على العطاء، كان من أبرزها تصريحات الفنانين الراحلين «محمود الجندى،  ويوسف شعبان»؛ حيث أعلن «محمود الجندى» نبأ اعتزاله الفن قبل رحيله بفترة قصيرة، وعندما سُئل عن السبب فى أحد البرامج الحوارية قال إنه فعل ذلك حفاظا على كرامته؛ حيث لم يجد أى احترام لخبرته، وتاريخه؛ حيث عانى- وفقًا لتصريحاته- من عدم ترشيحه لأدوار تليق به، أمّا الفنان «يوسف شعبان» الذى رحل مؤخرًا بعد صراع مع فيروس كورونا؛ فقد عبر فى وقت سابق عن حزنه من التهميش الذى طال معظم النجوم الكبار بعد أن كانوا محط أنظار صناع الدراما فى سنوات مجدهم، إلا أن القدر أسعده قبل رحيله؛ حيث سمح له بالمشاركة فى مسلسل (ملوك الجدعنة) فى دور من المؤكد أنه لا يتناسب مع تاريخه الفنى الطويل، لكن لعله ساهم فى تبديد حالة الحزن التى بدا عليها فى سنواته الأخيرة.

 غضب مكتوم

وإذا كان هذا هو الحال مع الراحلين، فلا يزال على قيد الحياة فنانون شكوا من الوضع نفسه، منهم الفنان «عبدالرحمن أبو زهرة» الذى وجّه رسالة مؤثرة لصناع الدراما بعد ما شعر منهم- على حد وصفه- بعدم الاحترام لتاريخه الفنى الذى امتد لأكثر من ستين عامًا، داعيًا إياهم أن يعتبروه وجهًا جديدًا ويسمحوا له بالعمل لإثبات قدراته الفنية. مشيرًا إلى أن فكرة تهميشه أصابته بالاكتئاب، وجعلته حبيس غرفته لعدة أشهُر، الأمر الذى تكرر أيضًا مع الفنان «رشوان توفيق» الذى أكد فى تصريحات صحفية أنه أصبح يعانى من تجاهُل الوسط الفنى له، ولم يعد يرشحه أحد لأى أدوار سوى أدوار ضيف الشرف فقط. مؤكدًا أنه يرفضها جميعها، لأنه يشعر عند قراءتها بعدم احترام لتاريخه الفنى الممتد لأكثر من خمسة وستين عامًا. مشيرًا إلى أن السينمات العالمية، لا تتجاهل فنانيها الكبار بل تصدّرهم كأبطال للأفلام السينمائية رُغم كبر سنّهم، وتقدم لهم موضوعات تتناسب مع أعمارهم وقيمتهم الفنية، وإذا كان عدد من هؤلاء الفنانين استطاع البوح بهذا الغصة فمن المؤكد أن هناك العشرات من الفنانين الذين استطاعوا كتمان غضبهم، وقرروا البقاء على مقاعد المتفرجين حتى تنصلح الأحوال، ومن جانبه يقول نقيب الممثلين د.«أشرف زكى» إن خطة المتحدة الأخيرة ستضمن عودة الأساتذة الكبار سواء على مستوى التمثيل، أو الإخراج أو التأليف، وستتم الاستفادة بهم بأكثر من طريقة، ومن المؤكد أن للنقابة دورًا فى تلك العودة، بآليات مختلفة عن ما تم ذكره حول وجود مكتب داخل النقابة لاختيار الفنانين المشاركين لأى عمل. مشيرًا إلى أن تلك الآليات ستتناسب مع حجم وتاريخ هؤلاء الكبار، ورُغم رغبته فى الإفصاح عن تلك الأليات حاليًا؛ فإن كل ما يود أن يقوله أنه متفائل كثيرًا بأن الأيام المقبلة ستحمل خيرًا كبيرًا للفن المصرى، وسيكون للفنانين الكبار دور فى هذا.

 عودة الأمل

(المتحدة تعيد محمد جلال عبدالقوى للساحة التليفزيوينة).. كان هذا الخبر هو العنوان الأبرز فى الصحافة الفنية منذ عامين، حينما تم الإعلان عن عودة السيناريست الكبير «محمد جلال عبدالقوى» إلى الساحة الدرامية بعد سنوات من الغياب، بمسلسل يحمل عنوان (زين الحسنى)؛ حيث كانت آخر أعماله مسلسل (شرف فتح الباب) للنجم «يحيى الفخرانى» والذى تم تقديمه فى عام 2008، لكن ومع الأسف ظل هذا الخبر مجرد حبر على ورق لمدة عامين، لكن ظهور السيناريست الكبير فى مؤتمر الشركة المتحدة الذى عُقد مؤخرًا تحت شعار (خمس سنوات من التطوير) أعاد الأمل مرّة أخرى إلى النفوس، وهو ما دفعنا لسؤاله عن مصير هذا العمل، وما إذا كان هناك خطة للتعاون بينه وبين الشركة المتحدة، أو غيرها من شركات الإنتاج، وعن ذلك يقول: «أنا متفائل جدّا بالقرارات الأخيرة، سواء كان لى عمل قادم فى الطريق أمْ لم يـكن، وهـو مـا سيتم إعلانه فى وقته بكل تأكيد، لكن سبب تفاؤلى بالمتغيرات الجديدة هو أننى أشعر منذ سنوات بأننا خذلنا كل أدبائنا وكتابنا الكبار الذين علمونا من «نجيب محفوظ، إلى يوسف السباعى، إلى صلاح حافظ.. إلخ»، ودائما ما ينتابنى شعور بأنهم يديرون وجوههم عنا غضبًا مما قدمناه فى الفترات السابقة من مسلسلات وأعمال فنية لم يكن يجب أن تقدم، لذلك أنا وبالنيابة عن كل الجادين من زملائى المتواجدين أو الراحلين أعتذر لكل المصريين على ما تم تقديمه فى الدراما طوال السنوات العشر الماضية؛ لأننا لوّثنا بيوتهم، وخدشنا حياءهم، وما فعلته الشركة المتحدة مؤخرًا من تصحيح للمسار شىء مرحّب به جدّا؛ بل كان منتظرًا، وأثق فى جدواه لتعود الدراما المصرية إلى الريادة، وإلى موقعها كقوة مصر الناعمة التى لا يصح أن يستهان بها. 

 جيل القبول الشكلى

للمخرجة «إنعام محمد على» مشروع مهم عكفت على التجهيز له لسنوات طوال، وهو مسلسل (طلعت حرب) من تأليف السيناريست «محمد السيد عيد»، والذى يقدم مسيرة رائد الاقتصاد المصرى «طلعت حرب» لكنها آثرت أن تبقى هذا المسلسل حبيس الأدراج وتتخلى عن حلم تقديمه مؤقتًا حتى يتوافر المناخ المناسب لذلك، ولعل المناخ الآن أصبح مواتيًا لتقديم هذا المسلسل، ولا سيما مع عودة الاهتمام بتقديم الشخصيات التاريخية المؤثرة. وتعليقًا على القرارات الأخيرة تقول المخرجة «إنعام محمد على»: «سعيدة بقصة عدالة التوزيع لما شاهدته من ظلم بيّن؛ حيث تستأثر وجوه بعينها غالبية الأدوار؛ بل وصل الأمر إلى الإعلانات التجارية، وبما أن الفن به إيهام، فمن المؤكد أن الظهور المتكرر، والمتناقض، يؤذى الفنان، ويؤذى العمل الفنى ككل، كما أننى أرحب جدّا بالاستعانة بأعضاء النقابة، وخريجى المعهد،؛ لأن عدم وجودهم على الساحة أدى إلى ظهور جيل من الممثلين معتمدين على القبول الشكلى فقط، بينما مَخارج ألفاظهم غير واضحة؛ حيث يدرس طلبة المعهد كيفية النطق، والأداء السليم، وهو ما كان يفعله أساتذه كبار فى السابق أمثال «عبدالرحيم الزرقانى، نبيل الألفى،  عبدالوارث عسر»؛ حيث كانوا يدربون الممثلين على فن الإلقاء وهو ما لم يعد موجودًا الآن.