الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

VAR: متى نُنصف الجيل الحالى للأهلى؟

أعرف جيدًا قيمة الحنين إلى الماضى، وهوسنا بأن نُكرّم الناس بعد انتهاء مسيرتهم، ربما لذلك قال محمود درويش مقولته الخالدة «يحبوننى ميتًا»، كما أُدرك أن ما عشناه صغارًا يظل هو الأقرب إلى قلوبنا لأنه يتصل بسياق الطفولة والمراهقة فيظل جزء من حبنا لكل ما هو ماضى، لذلك من عَشَق جيل «الخطيب» كلاعب؛ لم يتفاعل بنفس القدر مع جيل «عماد متعب وتريكة»، ومن عَشَق الأخير لم يتفاعل بنفس القدر مع جيل «وليد سليمان والسولية».



لكن بعيدًا عن هذا الشعور الذى لا يمكن أن نُسلب بسببه العقل، تبقى الأزمة أن بسبب هذا الحنين غير المبرر أحيانًا، نظلم أجيالًا حالية فعلت كل ما فى وسعها لكى نقول لهم نعم أنتم تستحقون لقب الأفضل كغيركم، أجيال ربما تفوّقت على أجيال سبقتهم ولا يريدون سوى الاعتراف بهم، ومن دون هذا الاعتراف والإنصاف أيضًا يظلون أسرَى شعور العجز أنهم مَهما فعلوا سيظل الإشادة بمن سبقهم لا هم!.

لذلك كان السؤال: متى يتم إنصاف جيل الأهلى الحالى؟ ومتى سنتخلص من نظرية أن آخر جيل ذهبى للمارد الأحمر كان جيل عماد متعب وتريكة، هذا الإنصاف ليس منحة قَدْر ما هو حق، وليس ضد النادى أو إنكار ما صنعه السابقون لكنه دليل حى أن الأهلى قادر على خَلق أجيال ذهبية كثيرة.

ولعلى من هواة لغة الحديث بالأرقام ربما تكون أصدق قليلًا من المشاعر، فجيل عماد متعب وفلافيو وأبوتريكة  بقيادة مانويل جوزيه، استحق أن يُصبح أسطورة فعلًا، فعلى مستوى البطولات استطاع الأهلى استمرار سيادته على القارة الإفريقية من خلال بطولة الدورى المصرى الذى لم يفقدها لسنوات متتالية، ثم بطولة دورى أبطال إفريقيا الذى فاز بها أكثر من مرّة فى سنوات قليلة جدًا، ثم الوصول إلى كأس العالم للأندية والحصول على المركز الثالث، ناهيك عن منتخب مصر المكون من فريق الأهلى بنسبة تخطت الـ70 % فى معظم الأحيان.

بجانب ذلك كان يلعب فى صفوف الأهلى لاعبون كبار يمتلكون شعبية أوصلتهم للعالمية، مثل عصام الحضرى وأبوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب وفلافيو وإسلام الشاطر ووائل جمعة.

تلك هى الأسطورة السابقة التى تستحق أن تُخلّد؛ فماذا عن الأسطورة الحالية؟، نأتى للأرقام، فعلى مستوى البطولات استطاع الأهلى أيضًا أن يستمر فى فرض سيادته على الكرة المصرية من خلال بطولة الدورى المصرى الذى لم يفقدها منذ سنوات، ثم بطولة دورى أبطال إفريقيا الذى حصدها بعد غياب، ثم الوصول لنصف نهائى دورى أبطال إفريقيا للعام الثانى على التوالى، بالإضافة إلى الوصول إلى كأس العالم للأندية والحصول على المركز الثالث.

أمّا بالنسبة لمنتخب مصر فلا يزال الأهلى هو المكوّن الرئيسى له؛ بل إن المدير الفنى للمنتخب هو الكابتن حسام البدرى، المدير الفنى للأهلى سابقًا.

على مستوى اللاعبين، هناك أيضًا لاعبون كبار باتوا يمتلكون شعبية كبيرة تخطوا بها الحواجز المصرية مثل الحارس الكبير محمد الشناوى، ولاعبون على قدر وليد سليمان وعمرو السولية.

بل فى رأيى فإن الجيل الحالى للأهلى يمتلك أفضلية لم تتواجد فى الأجيال السابقة، فالناظر إلى أعمار لاعبى النادى الأهلى سيُدرك أن معظمهم صغار فى السِّن وحققوا تلك البطولات القارية والمحلية وعادلوا أساطير أجيال سابقة، وهو ما يعنى أن أمامهم الفرصة ليتخطوا أى جيل سابق إذا استمروا بهذا الأداء وتلك الإدارة القادرة على توفير كل عوامل النجاح.

لذلك فحين أقول إن الجيل الحالى للنادى الأهلى يستحق أن يتم إنصافه، وأن يتم اعتباره جيلًا ذهبيّا جديدًا يحمل الراية ويكمل المسيرة، فأنا لا أجاملهم أو حتى أعطيهم ما لا يستحقون؛ بل وبصرف النظر أيضًا على ما ستحمله البطولات المقبلة من نتائج فإنه حتى الانتهاء من مباراة السوبر الإفريقى واستعادة اللقب من نهضة بركان، كان الجيل الحالى استحق أن يكون «جيل ذهبى».